أزيح الستار عن تفاصيل جديدة لواحد من أشهر الخلافات بين رئيس مصري وقائد عسكري بارز، في فترة عصيبة كانت تمر بها القاهرة.
ونشرت وسائل إعلام بريطانية تقريرا يتحدث عن خلاف بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان الجيش المصري خلال حرب أكتوبر، لكن أحدا منهما لم يتحدث عن دور بريطانيا في هذا الخلاف.
وأفادت وثائق لإدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التابعة للخارجية البريطانية، بأن بريطانيا كانت المنفى الاختياري الأولي للقائد العسكري الأشهر في تاريخ مصر الحديث، بعد تصاعد صراعه مع رئيسه حدا استعصى على التسوية، لكن بريطانيا رفضت استقبال الشاذلي خشية "تآمره على حياة السادات"، وتجنبا للهجوم من جانب مؤيدي إسرائيل بدعوى علاقات مزعومة ربطت الشاذلي بالفاشيين، ومخالفته قوانين الحرب خلال معارك أكتوبر.
ووسط هذه الأوضاع، اختارت الحكومة البريطانية التضحية بسمعتها كملجأ للمضطهدين نظرا لاعتبارات السياسة الخارجية، فيما قرر السادات إبعاد الشاذلي، مؤسس سلاح المظلات المصري، عن رئاسة الأركان خلال الحرب، في عام 1974، وتعيينه سفيرا في أي دولة يختارها.
وأثار تعيين الشاذلي سفيرا في لندن احتجاجات واسعة، وتحدثت التقارير عن انزعاج الحكومة البريطانية من "تصاعد الضغط على الحكومة في البرلمان وفي الصحافة"، ووصل الأمر إلى أن تلقت وزارة الخارجية "خطابات من الجمهور تطالب بحجب الموافقة" على الشاذلي سفيرا.
وفي وقت سابق، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، مقابلة أجرتها مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، روى خلالها كواليس مثيرة عن حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، جاءت تحد عنوان "حرب يوم الغفران: هنري كيسنجر، يتحدث عن دور الولايات المتحدة في أحلك ساعات إسرائيل".
يتذكر كيسنجر صباح "يوم الغفران" عام 1973، قائلا: "في الساعة السادسة والنصف صباحًا، طلب مني جوزيف سيسكو، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، آنذاك، مقابلتي بشكل عاجل، قائلا: هناك أزمة في الشرق الأوسط، وإذا تصرفت على الفور، فلا يزال بإمكانك إيقاف ذلك".
وكان الدكتور هنري كيسنجر، الذي شغل المنصب في الفترة من عام 1973 إلى عام 1977، في نيويورك، في ذلك الوقت مع كامل الفريق الرفيع المستوى في وزارة الخارجية بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي للأمم المتحدة، وكان الفجر قد بدأ بالبزوغ في "المدينة الأكثر يهودية خارج إسرائيل"، بحسب الصحيفة.
وأوضح كيسنجر أنه في الأيام الثلاثة الأولى من القتال، فقدت القوات الجوية الإسرائيلية 49 طائرة وتضررت 500 دبابة في سيناء.
كان هناك نقص في ذخائر المدفعية في مستودعات الطوارئ وتم اكتشاف أن المعدات صدئة جزئيًا وغير صالحة للاستخدام.
في إسرائيل، شاهدت الأمهات والآباء والزوجات والأطفال صور الدبابات وهي تشتعل فيها النيران والجنود الذين يتم أسرهم، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
وتابع: "لقد ذهلت الحكومة الإسرائيلية، وكان وزير الدفاع موشيه ديان، ورئيسة الوزراء غولدا مئير، على وشك الانهيار.
وسرعان ما أصبحت الحاجة إلى استبدال الطائرات التي تم إسقاطها واضحة، كانت الذخيرة ضرورية لتعويض النقص الذي تم اكتشافه، خلال الساعات الأولى من الحرب"، وفق الصحيفة الإسرائيلية.