على أبواب الذكرى الأولى لملحمة "طوفان الأقصى"، المقاومة الفلسطينية تواصل عملياتها وتتصدى لقوات الاحتلال المتوغلة في محاور القتال، وتقصف عسقلان المحتلة ومستوطنات غلاف غزة بالصواريخ، بينما أقرّ "جيش" الاحتلال بقتيل وإصابات في صفوف جنوده في شمالي القطاع.
على أبواب الذكرى الأولى لملحمة "طوفان الأقصى"، المقاومة الفلسطينية تواصل عملياتها باستهداف قوات الاحتلال وآلياته وتتصدى لمحاولات التوغل الإسرائيلي شمالي قطاع غزّة، بينما لا تزال تقصف مستوطنات الغلاف بالصواريخ. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف مقاتليها "عسقلان" ومستوطنات الغلاف برشقة صاروخية. وفي هذا السياق، أقرّت قناة "الـ 13" الإسرائيلية رصد إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزّة في اتجاه جنوبي عسقلان.
"جيش" الاحتلال يقر بقتيل وإصابات في شمالي غزّة
هذا وأقرّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل جندي إسرائيلي متأثراً بجروح سابقة، أُصيب بها في قطاع غزّة ، بالإضافة إلى تسجيل عدة إصابات في صفوف جنوده، في معارك القطاع. وتحت بند "سُمح بالنشر"، أعلن "الجيش" الإسرائيلي أنّ الجندي القتيل هو مقاتل من كتيبة حشان 129، اللواء الثامن، قضى متأثراً بجراحه بعد إصابته بجروح خطيرة في 15 حزيران/يونيو الفائت في معركة في شمالي قطاع غزّة. بالإضافة إلى ذلك، اعترف "جيش" الاحتلال بإصابة 3 مقاتلين، بجروح خطيرة خلال المعارك شمالي القطاع اليوم، من بينهم ضابط مقاتل من كتيبة شاكيد (424) من لواء جفعاتي، وجنديان من الكتيبة (932) من لواء ناحال.
المقاومة تتصدى لقوات الاحتلال في محاور القتال
إلى جانب ذلك، يخوض المقاتلون في فصائل المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال التي تحاول التوغل في محاور القتال في شمالي قطاع غزّة. وتمكن مقاتلو كتائب الشهيد عز الدين القسّام، من تفجير منزل مفخخ مسبقاً في قوة صهيونية قوامها 10 جنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة الحاووز التركي غربي مخيم جباليا، شمالي قطاع غزّة.
واستهدفت كتائب القسّام في عملية أخرى دبابة "ميركافا" إسرائيليةً، بقذيفة "الياسين 105"، غربي المخيم أيضاً. وسبق أن أعلنت كتائب القسّام أن مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور القتال شمالي قطاع غزّة. وفي عملية مركبة، تمكن مجاهدو القسّام من تفجير عبوة شديدة الانفجار في دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا 4"، حولها عدد من الجنود، قرب ستوديو سلطان شرقي معسكر جباليا، شمالي القطاع. وفي الكمين ذاته، استهدفت الكتائب مجموعة الإخلاء بقذيفة مضادة للأفراد خلال محاولتها نقل الجنود القتلى والجرحى. أيضاً، فجّرت القسّام عدداً من العبوات الأرضية في ناقلة جند إسرائيلية وجرافتين عسكريتين من نوع "D9" في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزّة. وأعلنت سرايا القدس استهدافها بقذيفتي (TBG) غرفة قيادة وتحكم تابعة لـ"جيش" الاحتلال في شارع "الهدد بلوك2" في مخيم جباليا، شمال قطاع غزّة. بدورها، قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى إنها تخوض معارك ضارية كتفاً بكتف مع رفاقهم في فصائل المقاومة مع قوات الاحتلال في محاور القتال شمال القطاع. في عملية مشتركة نفذتاها رداً على جرائم الاحتلال ودفاعاً عن الشعبين الفلسطيني واللبناني، استهدفت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وسرايا القدس دبابة "نمر" إسرائيليةً في محيط نادي "خدمات جباليا"، بقذيفة "TPG"، وأوقعتا طاقمها بين قتيل ومصاب. كتائب شهداء الأقصى وكتائب المجاهدين أيضاً، أكدتا خوض مقاتليهما اشتباكات ضارية بالأسلحة المناسبة مع جنود الاحتلال في محاور القتال، في شمالي قطاع غزّة. وفي إطار العمليات المشتركة، تمكنت سرايا القدس بالاشتراك مع مقاتلي كتائب القسّام من قنص جندي إسرائيلي في "شارع البنات" شرقي بيت حانون، شمالي القطاع. بدورها، استهدفت ألوية الناصر صلاح الدين، بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، موقع قيادة وسيطرة الاحتلال في محور "نتساريم" بقذائف الهاون من العيار الثقيل، مؤكدين أن هذه العملية تأتي دفاعاً عن الشعبين الفلسطيني واللبناني. وكثف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على شمالي قطاع غزّة، مع ارتكابه مجازر وشنّه أحزمة نارية في المنطقة، وسط إلقائه مناشير طالب فيها الناس بالإخلاء والتوجه جنوباً، وذلك مع دخول الحرب عامها الثاني. وقد أعلن متحدث باسم "جيش" الاحتلال أنّ "الفرقة 162 بدأت عمليات عسكرية في منطقة جباليا"، مشيراً إلى "تطويق المنطقة"، بينما قال مراسل سيريا ستار تايمز إنّ "جيش" الاحتلال يحاول التوغل شرقي جباليا وسط اندلاع اشتباكات ضارية مع المقاومة.
بعد عام على العدوان الإسرائيلي على غزة، ضباط من احتياط "جيش" الاحتلال يقرّون بالفشل في تحقيق الأهداف المتوخاة من الحرب
بعد عام على الحرب الإسرائيلية على غزة، التي يمثّل "القضاء على حماس" أحد أهدافها الرئيسة، أقرّ اللواء في احتياط "جيش" الاحتلال، غدي شمني، أنّ الوضع في القطاع "معقّد وصعب"، وأنّ أهداف الحرب "لم تتحقّق، فلم يتمّ إخضاع حماس ولم نتمكّن من إعادة الأسرى". وأكد شمني، وهو قائد فرقة غزة وقائد المنطقة الوسطى سابقاً، في مقابلة مع القناة "الـ14" الإسرائيلية، أنّ حماس "تملك الكثير من الأسلحة"، مضيفاً أنّ الحركة "لم تشعر أساساً بالخطر، بل تعرف أنّها ستصمد". وتابع: "في نهاية المطاف، وهذه الحقيقة المرّة، نحن لا يمكننا البقاء في كل حي وزقاق في القطاع، وحتماً ليس مع التحديات التي تواجهنا في الشمال" مع حزب الله.
كذلك، شدد اللواء في الاحتياط على أنّ التخلي عن الأسرى الموجودين في قطاع غزة سيخلّف "انكساراً لا يمكن لإسرائيل أن تعيش معه"، مضيفاً: "في كل شهر نبقى هناك، يُقتل لنا مزيد من الأشخاص". بدوره، رأى اللواء في الاحتياط، يوم طوف سميا، أنّ القرارات التي يتّخذها المستوى السياسي الإسرائيلي بشأن الحرب "لن تؤدي إلى نتائج جيدة"، محذراً من التداعيات السلبية للحرب على "الاقتصاد، قدرة البقاء، استمرار التجنيد في الجيش والردع". وفي مقابلة مع القناة "الـ14" أيضاً، أشار سميا إلى أنّ مدة الحرب التي تنخرط فيها "إسرائيل" حالياً ستتخطى المدة التي استغرقتها حرب 1948، التي استمرت 19 شهراً، موضحاً أنّ هذا الأمر "يتعارض مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية الأساسية، التي تتحدث عن الحروب القصيرة والاستراحات الطويلة فيما بينها". في السياق نفسه، اعترف المقدم في الاحتياط، ألون أفيتارو أنّ حماس، بقيادة يحيى السنوا أو أي أحد آخر، "ستبقى موجودةً في قطاع غزة، حتى مع عملية تكتيكية إسرائيلية، أو عمليات في المستقبل"، وذلك في حديث إلى القناة "الـ12" الإسرائيلية.
فلسطيني من النقب المحتل ينفّذ عمليةً فدائيةً مزدوجةً في بئر السبع، عبر طعن وإطلاق نار، والحصيلة الأولية تشمل قتيلةً إسرائيلية و13 مصاباً، والإعلام الإسرائيلي يصف العملية بـ"الخطيرة والمعقدة جداً"
قُتلت إسرائيلية، بينما أُصيب 13 آخرون، في عملية مزدوجة تخلّلها إطلاق نار وطعن في بئر السبع، نفّذها فلسطيني من قرية حوره في النقب، بحسب ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية. واستشهد المنفّذ أحمد سعيد العقبي، برصاص الاحتلال عقب تنفيذه العملية. وبحسب ما أفادت به القناة "الـ14"، فإنّ القتيلة هي مجنّدة من "حرس الحدود" الإسرائيلي. ومن بين الجرحى، ثمة مصاب بجروح خطيرة. بدورها، وصفت القناة "الـ12" العملية بالخطيرة، موضحةً أنّها تمت في 3 نقاط مختلفة في محطة الحافلات المركزية في بئر السبع، جنوبي غربي القدس المحتلة. وفي السياق نفسه، تحدثت قناة "i24 نيوز" الإسرائيلية عن "مشاعر خوف" تنتاب الإسرائيليين بعد عملية بئر السبع، ولاسيما أنّها وقعت قبل يوم واحد على الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الأقصى"، مؤكدةً أنّ الهجوم كان "صعباً جداً". وبينما أبدى إعلام إسرائيلي خشيته من أنّ العملية "صعبة ومعقدة جداً"، أعلنت شرطة الاحتلال أنّه "لم يكن يوجد إنذار استخباري بشأنها".
المقاومة الفلسطينية: ضربة لأجهزة أمن الاحتلال واستخباراته
الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، باركت عملية بئر السبع النوعية، مؤكداً أنّ "الثقة بوطنية أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة عام 48 ثابتة لم تتزحزح"، ومشدداً على أنّهم "قادرون على اجتراح الوسائل الكفيلة بإيلام الاحتلال وإسناد أبناء شعبهم في غزة، بشتى الطرق". وأكدت حركة حماس أنّ العملية هي "امتداد طبيعي لعمليات الشعب الفلسطيني البطولية ضد الاحتلال، ورد متوقع على جرائمه"، متوعّدةً الاحتلال بأنّه "سيتلقى مزيداً من الردود، طالما تواصلت جرائمه وعدوانه على غزة والضفة والقدس". وتابعت بأنّ عمليات المقاومة واستهداف الاحتلال في أكثر من مكان ضمن "طوفان الأقصى" تثبت القدرة على "الإثخان في العدو والرد على مخططاته"، الساعية لوأد المقاومة والاستفراد بالشعب الفلسطيني وتهويد المقدسات وتدنيس المسجد الأقصى المبارك. حركة المجاهدين الفلسطينية أكدت أيضاً أنّ العملية تأتي في إطار الردود الطبيعية على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال وعدوانه الوحشي على الشعبين الفلسطيني واللبناني. ورأت الحركة أنّ هذه العمليات النوعية تمثّل "ضربةً أمنيةً جديدةً لأجهزة أمن الاحتلال واستخباراته"، مشددةً على أنّ الاحتلال "يجب أن يستعد لموجات ومحطات مواجهة من حيث لا يحتسب، وأن يتوقع مزيداً من العمليات والضربات من شعبنا ومقاومته في كل مكان". كما جدّدت دعوتها كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى الانخراط في مواجهة الاحتلال والعمل الثوري ضده، مؤكدةً أنّه "لا يفهم إلا لغة الحراب والقوة". وباركت لجان المقاومة في فلسطين العملية، معتبرةً إياها "رسالة بالنار والبارود لكيان الاحتلال وقادته المجرمين، مفادها أنّ ثوار شعبنا ومقاومينا في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران لا يتركون ثأرهم المقدس والواجب لشهدائهم وقادتهم، وفي مقدمتهم الشهيدان إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله". كما شدّدت على أنّها تمثّل "صفعةً مدويةً وضربةً قاصمةً للمنظومة الأمنية والعسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، وتأكيداً لهشاشة الكيان وضعفه". بدورها، أكدت حركة الأحرار أنّ العملية البطولية هي "رسالة واضحة على ديمومة المقاومة ومدى طول ذراعها وقدرتها على الضرب وقتما شاءت وكيفما شاءت، وضربة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية". في موقف مماثل، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ العملية "جاءت لتؤكد أنّ معركة الاستنزاف ضد الاحتلال دخلت مرحلةً جديدةً، أكثر جرأةً وتحدياً"، مع مرور عام على "طوفان الأقصى". وأضافت أنّ هذه العملية النوعية "ليست سوى البداية لما هو قادم في الساعات القادمة"، مشددةً على أنّ "المقاومة تمضي بثبات نحو مراحل جديدة أكثر إيلاماً للعدو، وجميع خيارات الرد مفتوحة أمامها وبكافة الأشكال، ومن جميع جبهات المقاومة حتى وقف العدوان".