حزب الله يمتلك من القوة حيث أمضى عقوداً في التحضير لهذا الصراع.. غياب الرؤية الاستراتيجية لـ إسرائيل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة
أكّدت صحيفة "الغارديان" أنّ "موجة الصواريخ الإيرانية الأخيرة لم تكن غير ذات أهمية كما زعمت القيادة الإسرائيلية في البداية"، بل "أظهرت أنّها لا يمكنها فقط التغلّب على الدفاعات الجويّة فحسب، بل أيضاً قادرة على تفجير الرؤوس الحربية بدقّة في أهدافها." وتساءلت "الغارديان"، في ظلّ استعدادات إسرائيلية لرد عسكري على إيران عن الإنجاز الذي ستحقّقه "إسرائيل"؟ وفي السياق نفسه، قال المحلّل الأمني الإسرائيلي مايكل ميلشتاين للصحيفة الأسبوع الماضي، إنّه "كانت هناك انتصارات تكتيكية"، ولكن "لا توجد رؤية استراتيجية". من جهته قال إيفليث المحلل في مجموعة الأبحاث والتحليل الذي حلل صور الأقمار الصناعية للصحيفة: "نظراً لأن إسرائيل قد تعهدت علناً بضرب إيران، فمن المحتمل أن هذا التبادل الصاروخي لن يكون الأخير"، محذّراً من عدم قدرة "إسرائيل" على الصمود أمام ذلك، موضحاً أن "ما يقلقني هو أن إسرائيل قد لا تكون قادرة على تحمّل تبادل الضربات على المدى الطويل، إذا تحوّل هذا الصراع إلى مواجهة ممتدة الأمد". وبالتزامن مع الردّ الإيراني الأخير، شهدت الحدود مع لبنان مواجهات قتال عنيفة بين "الجيش" الإسرائيلي وحزب الله من مسافة صفر بعد محاولات تسلّل إسرائيلية، تقول "الغارديان".
وبتأكيد الصحيفة البريطانية، تكبّد "الجيش" الإسرائيلي خسائر بشرية في موقعين مختلفين على الأقل، حيث سقط العديد من الجنود قتلى، وأُصيب آخرون بجروح متفاوتة. وأكدت الصحيفة أن حزب الله يمتلك من القوة التي تجعله قادراً على الدفاع عن مواقعه في جنوب لبنان، حيث أمضى عقوداً في التحضير لهذا الصراع. وبينما حاول المسؤولون الإسرائيليون تصوير حركة حماس كقوّة عسكرية مهزومة، إلا أن الحقائق التي بحوزة الصحيفة، تشير إلى أنها لا تزال تحتفظ بقوتها، وهي تواصل التكيّف مع الظروف الصعبة على الرغم من كلّ المحاولات لمنعها من إعادة تجميع صفوفها، خصوصاً شمال قطاع غزّة. كل ذلك يعكس التناقض بين التصريحات الرسمية الإسرائيلية والواقع على الأرض في ظلّ معركة معقّدة تُخاض في المنطقة، وختمت الصحيفة بسؤال "هل لدى إسرائيل أي رؤية أكثر وضوحاً لصراعها المتصاعد مع إيران؟".