سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


التجاهل سيد الموقف.. كشف كواليس محادثات واشنطن وتل أبيب بشأن لبنان وإيران...وتحذيرات من خطر تصعيد غير مقصود


نقلت قناة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن واشنطن استسلمت لفكرة "تشكيل وتقييد" العمليات الإسرائيلية في لبنان وضد إيران، بدلا من وقف النار والأعمال العدائية.
وقال المسؤولون إنه بعد أسبوعين من رفض إسرائيل لمقترح كانت تقوده الولايات المتحدة لوقف النار مع حزب الله، لا تحاول واشنطن الآن إحياء المقترح.
وتحدث التقرير عن عجز إدارة جو بايدن أمام حكومة بنيامين نتنياهو، التي تتجاهل دعواتها لضبط النفس كما فعلت في غزة.
وقال المسؤولون إن المخاوف داخل إدارة بايدن تتزايد، من أن ما وعدت به إسرائيل سيكون عملية محدودة ستنمو قريبا إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا.
وقال مسؤول أمريكي كبير لـCNN، متحدثا بشرط عدم الكشف عن هويته لوصف المناقشات الخاصة: "لم نتمكن من منعهم من اتخاذ إجراء، ولكن يمكننا على الأقل محاولة تشكيله".
وكان مقترح وقف إطلاق النار، الذي طرحته الولايات المتحدة مع فرنسا، دعا إلى توقف لمدة 21 يوما في القتال بين إسرائيل وحزب الله لإعطاء الجانبين مساحة للعمل على صفقة أكبر لإعادة المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "نحن ندعم قدرتهم على استهداف المسلحين، وتدمير البنية التحتية لحزب الله، وقدرته، لكننا ندرك تماما المرات العديدة في الماضي حيث دخلت إسرائيل في ما بدا وكأنه عمليات محدودة وبقيت لأشهر أو لسنوات، وفي نهاية المطاف، هذه ليست النتيجة التي نريد أن نراها".
كما قالت المصادر إن بايدن عرض، خلف الأبواب المغلقة، دعما للقضاء على البنية التحتية لحزب الله على طول حدود إسرائيل وفي جنوب لبنان، طالما ظلت عمليات إسرائيل محدودة.
ووفق تقرير "سي إن إن" فإن الولايات المتحدة لا تزال تريد أن ترى استئناف محادثات وقف إطلاق النار في لبنان، حيث أكد البيت الأبيض أنه سيجري مشاورات منتظمة مع الإسرائيليين واللبنانيين وغيرهم بشأن اللحظة المناسبة للضغط من أجل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق".
لكن مسؤولا أمريكيا أشار إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن مع من ستتعامل الولايات المتحدة في أي محادثات مقبلة، بعد اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله وعدد كبير من كبار قادة الحزب.
من جهة أخرى، أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم إزاء العمليات التي تقوم بها إسرائيل على مقربة شديدة من مطار بيروت، والتي قد تهدد قدرة المواطنين الأمريكيين على مغادرة البلاد عبر الرحلات المحدودة المتبقية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع إسرائيل بشأن المطار فيما يتعلق بسلامة الأمريكيين الذين يعيشون في البلاد، وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية ميلر بأن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أنها تريد استمرار عمل الطرق المؤدية إلى مطار بيروت.
وتشن القوات الإسرائيلية منذ قرابة 3 أسابيع هجوما جويا مدمرا على جنوب وشرق لبنان، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي مناطق تعد معقلا لحزب الله.
وفي شأن الرد على إيران، قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة كانت تحث إسرائيل على عدم التصعيد المفرط بشن ضربة انتقامية على إيران لكنهم حذروا من أن ما تراه إسرائيل هجوما متناسبا قد لا يتماشى مع ما قد يعتبره بقية العالم - بما في ذلك الولايات المتحدة - ردا مدروسا.
وصرح الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس، لـCNN: "النفوذ الوحيد الذي يتمتع به الأمريكيون الآن هو استدعاء وزير الدفاع إلى واشنطن وكسب الوقت"، حيث من المقرر أن يلتقي يوآف غالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، الأربعاء، في زيارة تأمل إدارة بايدن منها كسب الوقت للتشاور والتخطيط قبل أن تنفذ إسرائيل ردها المحتمل ضد إيران.
وقال بينكاس إنه مع وجود غالانت في واشنطن، فإن الولايات المتحدة تعتقد على الأرجح أن إسرائيل ستنتظر حتى تشن هجوما، وأضاف: "هذا منطقي في لعبة محاكاة العلوم السياسية، وليس في السياسة الإسرائيلية".
وكان نتنياهو في نيويورك عندما نفذت إسرائيل الضربة الضخمة في بيروت التي قتلت زعيم حزب الله حسن نصرالله.
وكان غالانت قال بوقت سابق إن إسرائيل تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وهي تستعد للرد على إيران، لكن إسرائيل ستتخذ في النهاية قرارها الخاص، وقال: "كل شيء على الطاولة".

واشنطن تحذر من خطر "تصعيد غير مقصود" بين إيران وإسرائيل
حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز من أن هناك خطرا حقيقيا لمزيد من التصعيد الإقليمي للصراع في الشرق الأوسط في الأسابيع المقبلة.
وقال بيرنز، إن خطر التصعيد غير المقصود في الشرق الأوسط يلوح في الأفق باعتباره "خطرا حقيقيا للغاية"، على الرغم من أن الولايات المتحدة تحافظ على تقييمها بأن إيران وإسرائيل لا "تبحثان عن صراع شامل".
وأضاف بيرنز، في مؤتمر للأمن القومي في ولاية جورجيا، أن إسرائيل "تدرس بعناية شديدة كيف سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني"، رافضا التكهن بالشكل الذي قد يتخذه هذا الانتقام.
وتابع: "أعتقد أننا جميعا ندرك تماما عواقب أشكال مختلفة من الضربات والعواقب على سوق الطاقة والاقتصاد في العالم".
وقال بيرنز: "لقد أوضح الرئيس جو بايدن أننا نتفهم ونحترم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والرد، ولكن الكيفية التي تفعل بها ذلك مهمة حقا، وأعتقد أن القيادة الإسرائيلية تأخذ في الاعتبار المخاوف التي يتم التعبير عنها مع الرئيس وكبار صناع القرار من جانبنا".
واعتبر بيرنز أن أعظم خطر للتصعيد يأتي من "سوء التقدير"، وقال: "يمكنك أن ترى إمكانية حدوث تصادمات غير مقصودة، وسوء فهم، وأفعالا تأخذ مسارات خاصة"، وأضاف: "المرشد الإيراني علي خامنئي لا يزال "صانع القرار النهائي، ولم أكتشف ولا يكتشف زملائي أي نوع من التغيير الدرامي هناك".
وكان بايدن قال الأسبوع الماضي، إنه لن يدعم إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، "لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد نجحت في إقناع إسرائيل بسحب هذا الخيار من على الطاولة"، وفق شبكة "سي أن ان" الأمريكية، التي لفتت إلى أن التوتر خيم على الأسواق العالمية بسبب احتمال أن تختار إسرائيل ضرب منشآت النفط في إيران.
وشنت إيران في الأول من أكتوبر الجاري، هجوما صاروخيا على إسرائيل، قالت إنه استهدف خصوصا قواعد تابعة للجيش الإسرائيلي بصواريخ فرط صوتية تستخدم للمرة الأولى، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
وتعد هذه المرة الثانية التي تهاجم فيها إيران إسرائيل في تاريخ البلدين حيث كانت شنت في 13 أبريل الماضي هجوما صاروخيا ردا على استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,