حالة من عدم اليقين تعيشها إسرائيل.. ماذا بعد يحيى السنوار؟
صحيفة "الغارديان" البريطانية تتحدث عن حالة من عدم اليقين تعيشها "إسرائيل" في أن "اغتيال" (استشهاد) رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار، سيقود إلى "هزيمة حماس"، ففي كثير من أحداث التاريخ، قادت عمليات الاغتيال إلى نتائج عكسية.
تحدّثت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن حالة من عدم اليقين تعيشها "إسرائيل"، تتمحور حول السؤال التالي: هل فعلاً اغتيال (استشهاد) رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار، سيقود حماس إلى "الهزيمة"؟ وقالت الصحيفة إنّ "إسرائيل ابتهجت بقتل السنوار"، لكن ذلك يُعدّ نشوة موقتة، فشعور الكثيرين في "إسرائيل" إزاء هذا الأمر متذبذب، مشيرةً إلى أنّ "فعالية القضاء على زعماء الحركات، هي قضية يُناقشها خبراء، منذ وقتٍ طويل، إذ استنتج البعض بأنّ هذه الاستراتيجية تأتي بنتائج عكسية". وأضافت أنّ "إسرائيل قتلت بالفعل العديد من زعماء وعناصر حماس خلال الأعوام العشرين الماضية، في حين أنّ ذلك أدّى إلى إحداث تغيير غير مُتوقّع". وتابعت أن ذلك ينطبق أيضاً على تجربة حزب الله "بعد اغتيال (استشهاد) عباس الموسوي، فقد تولى نصر الله مسؤولية الحزب لـ32 عاماً بمهارة وفعالية".
وعليه، قالت الصحيفة إنّه "إذا كان التاريخ المتقلب لاستراتيجيات الاغتيالات يخبرنا بأي شيء، فهو أنّه من المستحيل تقريباً التنبؤ بالتأثير الذي قد يخلفه قتل زعيم". وبالعودة إلى حالة السنوار في هذا الإطار، فإنّ "أي ابتهاج في إسرائيل أو في أي مكان آخر بقتله، يخففه الوعي بأنّ لا أحد يستطيع أن يعرف ما قد يأتي بعد ذلك"، وفق "الغارديان". وقالت الصحيفة إن "تاريخ مثل هذه العمليات يشير إلى أنّ أي نصر حاسم سوف يظل بعيد المنال في الأمد البعيد". في هذا السياق، أقرّ ضباط استخبارات أميركيون حاليون وسابقون بأنّه لا يزال لدى حركة حماس آلاف المسلحين على الأرض، وستركّز على تعزيز قدراتها، وفق ما نقلت عنهم شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، وذلك بعد عام كامل من المعركة التي تخوضها المقاومة في قطاع غزة، وبعد ارتقاء السنوار. وفي إشارة إلى أنّ قتل الاحتلال للسنوار لن يحقّق أهدافه الاستراتيجية، أكد المحللون أنّه "في الماضي، كان قتل زعماء الجماعات في غزة أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط يميل إلى إنتاج مزايا موقتة فقط لإسرائيل من دون التسبّب في هزيمة دائمة أو تغيير حسابات".