شنّ الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات الليل وحتى الفجر، سلسلة غارات عنيفة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب والبقاع.
الضاحية الجنوبية لبيروت
وضمن اعتداءاته، استهدف الطيران الحربي الضاحية الجنوبية لبيروت بسلسلة غارات طالت محيط الحدث، برج البراجنة وحارة حريك، حيث غطت سحب الدخان سماء المنطقة. وبحسب ما أفاد مراسل سيريا ستار تايمز، فقد شنّ الاحتلال 4 غارات على منطقة الحدث شرقي الضاحية الجنوبية لبيروت.
الجنوب
أمّا في الجنوب، فأفاد مراسلنا عن غارة إسرائيلية على بلدة دبين. كما طالت الغارات الإسرائيلية منذ الصباح بلدات شحور، والقليلة، وبرج الشمالي، والسماعية، وديرقانون، ورأس العين، وديركيفا. وكان قد ارتقى ليلاً 6 شهداء وسجلت إصابة من جراء غارتين على بلدة جديدة مرجعيون، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. كما نفذ الاحتلال غارتين على بلدة الخيام، واعتدى على أطراف بلدة الزرارية، فيما أشارت معلومات الوكالة إلى وقوع إصابات.
البقاع
وفي البقاع، نفّذ الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات استهدفت بلدة شمسطار وأطرافها شرقي لبنان. بالإضافة إلى ذلك، شنّ الاحتلال، فجراً أيضاً، غارة على بلدة بيت صليبي في قضاء بعلبك شرقي البلاد. وشنّ الاحتلال كذلك غارات على بلدة الشربين في جرود مدينة الهرمل، وعلى بوداي غربي مدينة بعلبك. يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مختلف المناطق اللبنانية، مركزاً قصفه على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يرتكب المجازر، ويدمر مباني ومربعات سكنية، ويستهدف الأماكن الاقتصادية والحيوية، في إطار سياسة تدمير ممنهجة، كما ويعتدي على أطقم الإنقاذ والدفاع المدني.
حزب الله ينفّذ عدة عمليات، بينها استهداف قاعدة "الناعورة" بالمسيّرات الانقضاضية وقاعدة "إييليت" بصواريخ نوعية، في إطار سلسلة عمليات "خيبر"
شنّت المقاومة الإسلامية في لبنان هجوماً جوياً، عبر سرب من المسيّرات الانقضاضية، على قاعدة "الناعورة"، شمالي مدينة العفولة، شمالي فلسطين المحتلة، مصيبةً أهدافها بدقة، وفي عملية أخرى، استهدفت المقاومة، تجمعات قوات الاحتلال في قاعدة "إييليت"، بصلية من الصواريخ نوعية. وجاءت العمليتان في إطار سلسلة عمليات "خيبر"، وبنداء "لبيك يا نصر الله"، ورداً على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
إضافةً إلى ذلك، قصف حزب الله مواقع تابعةً لـ"جيش" الاحتلال بالصواريخ، في عدة عمليات، جاءت على النحو التالي: موقع "جل العلام، موقع "حبوشيت"، ثكنة "معاليه غولان"، ثكنة مربض "سنير وقاعدة "شراغا". واستهدف بعد الظهر، بالصليات الصاروخية أيضاً، مستعمرات "جعتون"، "يسود همعلاه و"شآر يشوف، بينما قصف تجمعين لقوات الاحتلال؛ الأول في شرقي بلدة مركبا، والثاني في مستعمرة "حتسور. يُضاف ذلك إلى استهداف حزب الله قاعدة "تل نوف" الجوية، جنوبي "تل أبيب"، بالمسيّرات الانقضاضية، وقصف "الكريوت"، شمالي حيفا المحتلة، قاعدة "ميشار"، "متسوفا" و"كريات شمونية"، بصليات صاروخية. كما استهدف تجمعات للقوات الإسرائيلية في "شلومي"، محيط بلدة عيتا الشعب ومنطقة المشيرفة في رأس الناقورة، بالصواريخ.
حزب الله يستهدف شركة "يوديفات" للصناعات العسكرية جنوبي شرقي عكا بالمسيّرات الانقضاضية، والإعلام الإسرائيلي يؤكد أنّ الاستهداف أصاب المصنع بدقة
شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على شركة "يوديفات" للصناعات العسكرية جنوبي شرقي عكا. وشدّد حزب الله، في بيان، على أنّ هذه العملية تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه. وفي السياق، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية انفجار طائرة من دون طيار داخل مبنى في المنطقة الصناعية "بارليف" بين عكا و"الكرمئيل"، حيث سقطت 4 إصابات في المكان. وأفادت إذاعة "جيش" الاحتلال الإسرائيلي بأنّ حزب الله "ضرب بدقة مصنعاً لتجميع مكوّنات الطيران في المنطقة الصناعية بارليف غربي عكا".
وأضافت إذاعة "الجيش" أنّ "الجيش يحقّق في سبب عدم تفعيل صفارات الإنذار في منطقة بارليف الصناعية، حيث ضربت الطائرة المسيّرة". كما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد للطائرة من دون طيار وهي تحلّق قبل انفجارها داخل المبنى في المنطقة الصناعية "بارليف".
ما أهمية المصنع الذي استهدفه حزب الله؟
بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإنّ المصنع الذي استهدفه حزب الله هو مصنع تابع لشركة "BAZ" لمكوّنات الطيران، التي تأسست عام 1977. يقع المصنع المستهدف في المنطقة الصناعية "بارليف" جنوبي شرقي عكا، وهو يقوم بتصنيع قطع الغيار والتركيبات في جميع أنحاء العالم للطيران المدني والتجاري والدفاعي"، وفقاً لموقع الشركة. وبالإضافة إلى دوره في صناعات "الدفاع الجوي" للاحتلال الإسرائيلي، فإنّ نحو 50% من مبيعات الشركة الإسرائيلية موجّهة إلى عملاء دوليين في آسيا وأوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
"الجيش" الإسرائيلي يعترف بمقتل 4 جنود جدد بينهم ضابط في معارك جنوبي لبنان.. والإعلام الإسرائيلي يؤكد أنّ "الواقع صعب في الشمال ويجبي ثمناً باهظاً جداً بالنسبة للجيش"
أقرّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل 4 جنود جدد بينهم ضابط في معارك جنوبي لبنان لترتفع حصيلة القتلى الجنود إلى 765 منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، باعترافه، علماً أن الحصيلة أكبر من ذلك بكثير، لكن الاحتلال يتعمّد سياسة التعتيم عن خسائره. وأعلن "جيش" الاحتلال مقتل ضابط و3 جنود إسرائيليين من الكتيبة "8207" خلال المعارك، أمس، في جنوبي لبنان وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة، في المعارك ذاتها. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّه قتل ضابط برتبة رائد وهو جلعاد ألمالح، وكذلك قتل 3 جنود، وهم: عميت حيوت، وملاخي يهودا هراري، وإلياف أبيتبول خلال المعارك في جنوبي لبنان.
"الواقع صعب في الشمال وأعداد القتلى والجرحى كبير"
بدورها، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ الواقع صعب في الشمال ويجبي ثمناً باهظاً جداً، إذ قتل نحو 13 جندياً وضابطاً خلال أيام عيد "العُرش" فقط غالبيتهم في لبنان. من ناحيته، صرّح مدير مستشفى "زيف" الإسرائيلي في مدينة صفد المحتلة، سليمان زرقا أنّ "الساحة العسكرية في الشمال مع لبنان نشطة جداً، وعدد الإصابات فيها كبير". وقال زرقا إنّه وحتى نهاية الأسبوع الأخير، وصل إلى مستشفى زيف 75 مصاباً، بينهم 3 إصابات خطرة، مشيراً إلى أنّه وخلال سنة عالجت المستشفى نحو 970 إصابة. ويأتي الإقرار الإسرائيلي بمقتل الضابط والجنود الثلاثة، بعد أن اعترفت وزارة الأمن الإسرائيلية بمقتل 890 من جنود "الجيش" وضباطه والشرطة والأجهزة الأمنية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وإذ يشدّد "جيش" الاحتلال الرقابة على نشر الأعداد الحقيقية لقتلاه ومصابيه من جرّاء المعارك عند الحدود مع لبنان، وفي قطاع غزةّ سعياً منه لإخفاء حجم خسائره، فإن البيانات الدقيقة والمقاطع المصوّرة، التي تبثّها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية تُظهران أنّ الخسائر التي يتكبّدها الاحتلال أكبر بكثير مما يعلن.