كشف ألكسندر مازور الموظف السابق في المكتب المركزي لجهاز أمن الدولة الأوكراني عن دور الاستخبارات الغربية في الأحداث التي شهدتها البلاد قبل انقلاب 2014 وفي بداية الحرب ضد دونباس.
المخابرات الغربية تعمل في قلب جهاز الأمن الأوكراني
وقال مازور في تصريحات مصورة نشرتها وسائل إعلام روسية اليوم الاثنين، إن العمود الفقري لاستخبارات أوكرانيا كان ولا يزال يتألف من المنحدرين من مناطق غرب أوكرانيا الذين تم تجنيدهم من قبل أجهزة المخابرات في دول الناتو.
وأضاف: "الحديث يدور هنا عن رؤساء أقسام جهاز الأمن ونوابهم وكبار المتخصصين وضباط العمل الميداني ورؤساء المجموعات العملياتية - جميع الأشخاص من غرب أوكرانيا، وتم تجنيدهم بشكل علني بدون مواربة أو خجل".
ووفقا له، بدأت التحولات في منظومة إدارة جهاز الأمن في عام 2005، حيث تم تعيين "موظفين موالين للغرب" في مناصب قيادية.
وشدد على أن المذكورين طالما أعلنوا بصراحة كرههم لسكان دونباس وهددوا بتدميرهم.
وذكر مازور أن موظفي وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي الأمريكية ووكالات الاستخبارات الأمريكية الأخرى عملوا في مكتب منفصل في مقر جهاز الأمن الأوكراني في الفترة من 2005 إلى 2010، خلال ولاية الرئيس الموالي للغرب فيكتور يوشينكو، وأتيحت لهم إمكانية ليس فقط لمراقبة كل المعلومات التي يتلقاها المكتب المركزي لجهاز الأمن الأوكراني، لكن أيضا لتحرير تلك المعلومات وتعديلها على هواهم.
تدريب المتطرفين الأوكرانيين
أشار مازور إلى أن مخابرات رومانيا وهنغاريا وبولندا والتشيك وسلوفاكيا قامت بتجنيد سكان المناطق الغربية من أوكرانيا على نطاق واسع منذ عام 2002 للتحضير للاضطرابات في دونباس ولتنفيذ انقلاب عام 2014.
وحسب مازور، فإن أجهزة الاستخبارات الغربية قامت منذ عام 2012 بإعداد كتائب قومية متطرفة في غرب أوكرانيا، حيث تم تدريب عناصر من "القطاع الأيمن" وغيره من التنظيمات القومية والشبابية تحت ستار المعسكرات الرياضية.
وذكر مازور أن أجهزة الاستخبارات الغربية ترعى وتشرف على عمل السجون السرية ومراكز التعذيب على أراضي أوكرانيا.
وصول أول شحنات الأسلحة والمرتزقة من الغرب
أكد الضابط السابق أن دول الناتو بدأت بتسليم أول شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية، بما فيها دبابات "ليوبارد" إلى أوكرانيا في عام 2014، ولكن الغرب اضطر عام 2015 إلى سحب هذه الدبابات.
وقال: "تم توريد بعض هذه الدبابات تحت ذريعة عرضها في ساحة تدريب "يافوروف" في لفوف، وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر، ظهرت هذه المعدات في محوري دونيتسك ولوغانسك وقاتلت هناك.
وفي نهاية عام 2015، تم سحب جميع هذه الدبابات بعدما انكشف أمرها".
وذكر مازور أنه في عام 2014 كانت السلطات الأوكرانية تنظر في خيار تطهير دونباس بمساعدة الفيلق الأجنبي الفرنسي.
وأكد أن المرتزقة الأجانب ظهروا في أوكرانيا عام 2015 ليقاتلوا إلى جانب الجيش الأوكراني على طول خط التماس القتالي في دونباس، كما أنه كان الأجاب الموفدون هم من تولى صيانة المعدات العسكرية المرسلة من الغرب.
وتقاعد مازور في أكتوبر 2013 من منصب كبير المفتشين في المكتب المركزي لجهاز الأمن الأوكراني.
وفي الفترة من 2017 إلى 2018 قدم مازور مساعدة سرية لجهاز الأمن الأوكراني، حيث شملت مهامه إعداد تقارير تحليلية عن الوضع الاجتماعي والسياسي وعمل الهيئات الحكومية والأمنية في جمهورية دونيتسك الشعبية.
في أكتوبر 2024 أدانت المحكمة العليا في دونيتسك مازور بتهمة التجسس.