سيريا ستار تايمز

رسائل جديدة للقسام في عملية تسليم الدفعة الثالثة..المقاومة تسلم الدفعة الثالثة من الأسرى والاحتلال يُصعّد عدوانه بالضفة ويرتكب مجزرة في بلدة طمون

في اليوم الـ12 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سلمت كتائب القسام الصليبَ الأحمر الأسيرةَ المجندة آغام بيرغر، من بين ركام مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في إطار الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى حسب اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل. ويأتي ذلك بينما أتمت سرايا القدس إجراءات تسليم الأسيرين المحتجزين لديها وهما أربيل يهود وغادي موزيس، المخطط الإفراج عنهما بعد قليل من خان يونس. وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلم المجندة آغام بيرغر، مؤكدا استعداده لاستقبال الأسرى المخطط الإفراج عنهم في وقت لاحق اليوم. وقد انتشر مقاتلو سرايا القدس في خان يونس (جنوبي قطاع غزة) حيث يتوقع إطلاق سراح يهود وموزيس، في وقت قالت إذاعة جيش الاحتلال إن حركة الجهاد تحاول "استغلال إطلاق سراح الأسيرين لإظهار قوتها في خان يونس". وفي وقت سابق، أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أنه سيتم الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين، في إطار صفقة طوفان الأقصى. ومقابل ذلك، ستفرج إسرائيل عن 110 أسرى فلسطينيين، 32 منهم محكومون بالسجن المؤبد و48 من ذوي الأحكام العالية و30 من الأطفال. وفي الوقت ذاته، يتواصل تدفق آلاف النازحين الفلسطينيين العائدين إلى وسط وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي. وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين في قصف للاحتلال على بلدة طمون شمالي الضفة.

بدأ مئات الفلسطينيين التوافد إلى وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة لحضور عملية التسليم الثالثة من الأسرى الإسرائيليين والتي يتوقع أن تتم خلال الساعات المقبلة. ووفقا لمراسلنا أنس الشريف، فقد قررت المقاومة تسليم هذه الدفعة من الأسرى في هذه المنطقة التي دمرها الاحتلال بشكل كامل خلال الحرب وأعلن أنها لم تعد صالحة للحياة. وهذه هي أول عملية تبادل أسرى تجري بعد بدء عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، ويبدو أنها ستشهد العديد من الرسائل. وقد انتشرت عناصر المقاومة بشكل مكثف في المنطقة التي ستشهد عملية التسليم تلك. وقال مراسلنا إن المقاومة أرادت على ما يبدو إيصال رسالة معينة من خلال التسليم في جباليا التي لم يعد بها أي مظهر من مظاهر الحياة بما في ذلك مياه الشرب. وستجري عملية التسليم في ساحة الرزان القريبة من مستشفى كمال عدوان وسط المخيم والتي شهدت عمليات عسكرية واسعة من جانب الاحتلال، وخاضت فيها المقاومة معارك ضارية بحسب المراسل. وقد نصبت المقاومة منصة لتسليم الأسرى تماما كما فعلت خلال عملية التسليم الثانية، ووضعت عليها يافطة كبيرة تتضمن عبارات منها: المقاومة هزمت غفعاتي، في إشارة إلى لواء غفعاتي النخبوي الذي فقد العشرات من جنوده وبعض قادته خلال معارك جباليا.
كما وضعت المقاومة الفلسطينية كلمة "كفير" في إشارة أيضا إلى لواء كفير النخبوي الذي تلقى ضربات موجعة من قبل المقاومة في جباليا، كما قال مراسلنا بفلسطين.

تسليم أمام منزل السنوار
توقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن يتم تسليم الأسيرين يهود وموزيس من أمام المنزل المدمر لزعيم حركة حماس الراحل يحيى السنوار في خان يونس جنوب القطاع. كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن عملية تبادل الأسيرة آغام بيرغر ستتم في مخيم جباليا الذي شهد معارك طاحنة خلال الشهور الثلاثة التي سبقت وقف إطلاق النار. ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية أن المقاومة ستفرج عن أحد الأسرى المشمولين في هذه الدفعة من منطقة في جباليا التي شهدت مقتل وإصابة عدد من كبير من الجنود خلال الحرب. وبدأت عناصر المقاومة الانتشار في الأماكن التي ستجري فيها عملية التسليم، وأقامت منصة للتسليم على غرار المرة الماضية.

الدفعة الثالثة
ومن المخطط أن تفرج سلطات الاحتلال عن 110 أسرى مقابل إفراج حركة حماس عن 3 أسرى إسرائيليين في إطار الدفعة الثالثة من التبادل في المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووفق ما تسلمته حركة حماس، تضم قائمة المُفرج عنهم اليوم من سجون الاحتلال 32 محكوما بالمؤبد، و48 من ذوي الأحكام العالية، و30 طفلا. وسيطلق سراح 66 أسيرا وينقلون إلى الضفة من بينهم زكريا الزبيدي أحد الستة الذين تحرروا في "نفق الحرية" من سجن جلبوع، كما سيحرر 14 أسيرا مقدسيا سينقلون إلى القدس، و9 أسرى سيرحّلون إلى غزة، بحسب هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطينيين. وذكر المصدر ذاته أن عدد الأسرى الذين سيبعدون إلى خارج فلسطين عبر مصر من ذوي الأحكام المؤبدة يبلغ 21 أسيرا.

الاحتلال يُصعّد عدوانه بالضفة ويرتكب مجزرة في بلدة طمون

وصعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها في الضفة الغربية، تزامنا مع عدوانها المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها وطولكرم، كما ارتكبت مجزرة جديدة في بلدة طمون بقضاء طوباس. ففي شمال الضفة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في طمون أدت إلى استشهاد 10 فلسطينيين. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -في بيان- إن طواقمها في طوباس نقلوا عددا من جثث الشهداء، وعددا آخر من المصابين إلى المستشفى بسبب قصف من الجو في طمون، كما قال تلفزيون فلسطين (حكومي) إن القصف جاء من قبل طيران الاحتلال. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الغارة استهدفت مجموعة من المسلحين الفلسطينيين، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

حصار وتفجير
وفي الشمال أيضا، قالت مصادر إن قوات خاصة إسرائيلية حاصرت منزلا في بلدة قفين شمالي طولكرم بالضفة الغربية، وإن اشتباكات اندلعت بين مقاومين والقوات المقتحمة للبلدة. إعلان

كما اقتحمت قوات إسرائيلية بلدة بير الباشا جنوبي جنين، وحاصرت منزلا، قبل أن تعتقل 3 فلسطينيين كانوا بداخله. وفي مدينة قلقيلية شمالي الضفة أيضا، أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال فجّر البارحة منزل الشهيد جمال أبو هنية. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي لحظة تفجير هذا البيت من قبل قوات الاحتلال. ووسط الضفة، أفادت مصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة سلواد شمالي رام الله.

إدانات
وقد أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذه المجزرة وشددت على أن "جرائم الاحتلال بالضفة لن تكسر مقاومتنا ولن ترهب شعبنا". وأضافت أن اغتيال عدد من المقاومين في طمون تأكيد على نهج الاحتلال الإجرامي "بحق شعبنا" ووجهت الدعوة إلى الجماهير في الضفة والقدس والداخل المحتل للانخراط بكافة الوسائل في مقاومة الاحتلال وجنوده ومليشيات مستوطنيه. ومن جهتها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي هذه المجزرة وقالت إنها تأتي ضمن سلسلة جرائم الحرب بهدف تهجير الفلسطينيين قسرا وتغيير الوقائع الديمغرافية، وأضافت -في بيان- أن السياسة العدوانية للاحتلال لا يمكن فصلها عن الدعم الأميركي المتجدد في ظل إدارة ترامب. وفي وقت سابق، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها تخوض معارك ضارية وتحقق "إصابات مؤكدة" ضد قوات الاحتلال في محور الحمامة ب مخيم جنين شمالي الضفة. وقد دأبت كتيبة جنين على الاشتباك والتصدي لجيش الاحتلال واستهداف آلياته التي تقتحم المدينة، وقد تمكنت في وقت سابق من تفجير عبوة موجهة من نوع "سجيل" في قوة مشاة إسرائيلية بمحور الدمج في مخيم جنين. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال تواصل إعاقة عمل الطواقم الطبية في جنين، مع استمرار الاجتياح الإسرائيلي للمخيم، في حين وثقت منصات فلسطينية دمارا واسعا في مخيم جنين، جرّاء عدوان الاحتلال.

ويأتي القصف الإسرائيلي على طمون بمحافظة طوباس ضمن عدوان متصاعد على شمال الضفة بدأه الجيش الإسرائيلي بمحافظة جنين في 21 يناير/كانون الثاني الجاري، قبل أن يوسعه اعتبارا من الاثنين الماضي ليشمل طولكرم. ورغم أن جيش الاحتلال يزعم أن عدوانه على جنين وطولكرم يأتي لإحباط ما يصفه بأنشطة إرهابية، يقول إعلام إسرائيلي إنه محاولة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار بغزة. وقد بدأ العدوان الإسرائيلي على جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، بعد إبادة جماعية إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,