لا بديل للفلسطينيين سوى المغادرة .. ترامب: سنتولى السيطرة على غزة وستكون لنا ملكية طويلة الأمد هناك ويجب إخراج الفلسطينيين من القطاع

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الفلسطينيين لا يمتلكون خيارا بديلا عن مغادة قطاع غزة، مشيرا إلى رغبته برؤية الأردن ومصر تستقبلان سكان القطاع.
وقال ترامب: "أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة، لا بديل أمام سكان قطاع غزة إلا مغادرته"، مضيفا أنه لا يدعم بالضرورة استيطان الإسرائيليين في القطاع الفلسطيني. وأوضح الرئيس الأمريكي أن "الأردن ومصر رفضا بالفعل استقبال سكان من غزة ولكن هناك من يرفض أمورا ثم يعود للموافقة عليها"، مشيرا إلى أن "هناك مخاطر متعددة في قطاع غزة ولا يمكن لسكانه العيش في هذه الظروف". وأضاف أن "الوضع في غزة في غاية الخطورة وأعتقد أن سكان القطاع سيغادرونه إذا أتيحت لهم الفرصة، لا أهداف كثيرة متبقية في قطاع غزة والمكان غير آمن وغير صحي"، مشيرا إلى أنه "لدينا الأموال الكافية في منطقة الشرق الأوسط لإعادة إعمار قطاع غزة، كما يوجد لدى الشرق الأوسط المال لبناء أماكن ينتقل إليها سكان غزة". وتابع: "مباني غزة تنهار وإطلاق النيران في كل مكان والقطاع ليس مكانا يمكن العيش فيه، سكان غزة يقيمون فيها لأنهم لم يجدوا بديلا عنها وغزة لم تشهد سوى عقود وعقود من الموت". وأشار ترامب إلى أنه "إذا تمكنا من العثور على أرض مناسبة لنقل سكان من غزة إليها سيكون ذلك أفضل لهم كثيرا من العودة إلى القطاع، أعتقد أن سكان غزة يجب أن يحصلوا على أرض جيدة وجديدة وجميلة"، مشددا على أن "الأرض التي يجب أن يحصل عليها سكان غزة يمكن أن تكون في مصر أو الأردن". وسبق أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة"، جراء الحرب الإسرائيلية التي تواصلت أكثر من 15 شهرا. وواجهت عمان والقاهرة ذلك الاقتراح برفضه، وذلك عبر بيانات وتصريحات رسمية صدرت عن عدد من مسؤوليها. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه". وشدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أن موقف الأردن الثابت بضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، وأكد أهمية دعم صمود الفلسطينيين ورفض أي محاولات لتهجيرهم. كما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رفض المملكة القاطع لأي حديث عن تهجير الفلسطينيين، مشددا على أن "الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية يجب أن يكون على التراب الفلسطيني". وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن مصر والأردن ستستقبلان النازحين من غزة، رغم التصريحات السابقة للزعيمين عبد الفتاح السيسي وعبد الله الثاني برفض تهجير الفلسطينيين. وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 545 ألف نازح فلسطيني، عادوا إلى شمالي قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن هناك توقعات بأن عدد العائدين إلى شمال غزة خلال الأسبوع الماضي، تجاوز 545 ألف فلسطيني، مضيفا خلال مؤتمر صحفي، أنه في المقابل عبر أكثر من 36 ألف فلسطيني من الشمال إلى جنوب غزة. وبخصوص المساعدات الإنسانية، أكد دوجاريك توسع عمليات الإغاثة في غزة، مشيرا إلى توزيع أكثر من 30 ألف سوار هوية لأطفال دون الرابعة، للحفاظ على اتصالهم بأسرهم وضمان سلامتهم. ولفت إلى أن أكثر من 250 طفلا، قد انفصلوا عن عوائلهم خلال تنقلاتهم، مشددا على أهمية هذه الأساور في الحفاظ عليهم.
ترامب: سنتولى السيطرة على غزة وستكون لنا ملكية طويلة الأمد هناك ويجب إخراج الفلسطينيين من القطاع
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ركز على إنهاء حركة حماس في قطاع غزة، مشيرا إلى أن واشنطن ستتولى إدارة القطاع وإعادة إعماره.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في البيت الأبيض، قال ترامب: "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، ونتوقع أن تكون لنا ملكية طويلة الأمد هناك"، مضيفًا أن بلاده ستتحمل مسؤولية إزالة القنابل غير المنفجرة والأسلحة، وتسوية المنطقة، وهدم المباني المدمرة، إضافةً إلى توفير فرص عمل للشباب وتنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة في غزة. وأضاف ترامب أن السبب الوحيد الذي يجعل الفلسطينيين يظلون في غزة هو غياب البدائل، مؤكدًا أن "القطاع مليء بالحطام، ويمكن نقل الغزيين إلى أماكن أخرى ليعيشوا بسلام". وأشار إلى أن خطة الإدارة الأمريكية بشأن غزة حظيت بإشادة واسعة من مختلف المستويات القيادية، معتبرًا أن القطاع "يمكن أن يصبح ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إعادة تطويره.
وفيما يتعلق بالدور الإقليمي، قال ترامب: "أشعر أن الأردن ومصر سيقدمان الأراضي اللازمة لخطتي الخاصة بالفلسطينيين، وأناس من جميع أنحاء العالم سيعيشون في غزة بعد إعادة تطويرها"، مشددا على ثقته في أن "الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي سيوفران الأراضي ليعيش فيها سكان غزة بسلام". وعن جهود إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، قال ترامب: "نريد إخراج المزيد من الرهائن، لكننا نتعامل مع أشخاص على درجة عالية من التعقيد"، مؤكدًا أنه لا يستطيع ضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف: "نأمل أن يستمر الاتفاق، وسنعمل على إخراج جميع الرهائن، لكن في حال انهياره، سنكون أكثر عنفًا". وفي سياق آخر، كشف ترامب أن إدارته تناقش مسألة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الضفة الغربية، لكنه أكد أن "القرار لم يُتخذ بعد، وسنصدر إعلانًا بهذا الشأن قريبًا". وأكد ترامب أنه يحب إسرائيل ويعتزم زيارتها قريبًا، إلى جانب جولة في دول أخرى بالشرق الأوسط، بما في ذلك قطاع غزة بعد إعادة تطويره.
نتنياهو: رؤية ترامب تحول جذري والسلام مع السعودية سيحدث
بدوره، قال نتنياهو أن رؤية الرئيس الأمريكي تمثل تحولًا جذريًا في المنطقة. وأكد خلال المؤتمر الصحفي: "هدفنا الثالث في الحرب هو ألا يكون لدينا عدو في غزة، لكن ترامب يأخذ الأمور إلى مستوى آخر. لديه فكرة جديدة تستحق الاهتمام، يمكن أن تغير التاريخ". وفيما يتعلق بإمكانية إبرام اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية دون إقامة دولة فلسطينية، قال نتنياهو: "السعودية تريد السلام في الشرق الأوسط، ونحن نعرف قادتهم، إنهم أناس رائعون".
وأكد نتنياهو ثقته في إمكانية تحقيق السلام بين إسرائيل والسعودية، مضيفًا: "أعتقد أن السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكنًا فحسب، بل سيحدث"، متوجهًا إلى ترامب بالقول: "لو كنت قد واصلت في منصبك، لكان ذلك قد حدث بالفعل". ووجه نتنياهو شكره لترامب قائلا: "أنت أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض"، مستعرضا سلسلة من الخطوات التي اتخذها الرئيس الأمريكي خلال فترة وجيزة، وأضاف: "كل هذا خلال أسبوعين فقط، لا يمكنكم إلا أن تتخيلوا أين سنكون خلال أربع سنوات". وردت حركة "حماس" على دعوات ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بالقول أن الشعب الفلسطيني "مغروس بأرضه".