في اليوم الـ22 من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي انسحاب قواتهم بالكامل من محور نتساريم وفقا لترتيبات المرحلة الأولى من الاتفاق. وأعلنت مصر عن استضافتها قمة عربية طارئة في 27 فبراير/شباط الجاري لبحث التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وبسط السيطرة الأميركية. وفي الضفة الغربية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش وسع عمليته بمخيم نور شمس بطولكرم، في حين أكدت سرايا القدس-كتيبة طولكرم التصدي لقوات الاحتلال بالمخيم. كما أجبر الجيش الإسرائيلي عشرات العائلات على النزوح من مخيم الفارعة جنوب طوباس.

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أكمل سحب قواته من محور نتساريم في قطاع غزة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك بعد احتلاله لأكثر من عام و3 أشهر. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "قواتنا انسحبت من نتساريم بالكامل"، وذلك بعد صدور أوامر في وقت سابق أمس للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من المحور الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه. وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مقطع فيديو يظهر إصدار ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليمات لجنوده بالانسحاب النهائي من المحور. وكانت صحيفة هآرتس قد أعلنت في وقت سابق أنه يتوقع أن يستكمل الجيش انسحابه من محور نتساريم بحلول صباح اليوم، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار. وكانت القوات الإسرائيلية قد نفذت أول عملية انسحاب جزئي من محور نتساريم في اليوم السابع من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المواقع المزمع إخلاؤها تقع شرق شارع صلاح الدين، وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي لن يبقي على أي وجود له في وسط وشمال قطاع غزة، باستثناء قوات الفرقة 162 التي تنتشر على طول المنطقة العازلة قرب الحدود.
ووفقا للصحيفة، سيظل الوجود العسكري الإسرائيلي مقتصرا في الوقت الحالي على محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن محور نتساريم كان يمثل نقطة إستراتيجية للمناورة العسكرية الإسرائيلية، فضلا عن أهميته لدى المستوطنين الذين كانوا يطمحون للعودة إلى الاستيطان في شمال القطاع.
فشل أهداف الحرب
وفي رد فعلها على إعلان الاحتلال انسحابه من نتساريم، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من المحور هو "استكمال لفشل أهداف حرب الإبادة على شعبنا". وأكدت أن عودة النازحين واستمرار تبادل الأسرى والانسحاب من نتساريم دحضت كذبة نتنياهو بتحقيق النصر الكامل. وأضافت أن "محاولات الاحتلال بسط سيطرته على قطاع غزة وتقسيمه باءت بالفشل أمام بسالة المقاومة وصمود شعبنا.. وما لم يحققه الاحتلال في 15 شهرا من تجويع وإبادة وتدمير ممنهج بتهجير شعبنا لن يحققه (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب بالصفقات".
شهيدة بطولكرم والاحتلال يوسع عمليته شمالي الضفة
أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد امرأة وإصابة زوجها بجروح خطيرة بعدما أطلق عليهما جنود الاحتلال النار خلال اقتحام مخيم نور شمس بطولكرم، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عمليته شمالي الضفة الغربية. وأكد الجيش الإسرائيلي توسيع عمليته لتشمل مخيم نور شمس، مشيرا إلى أنه تمكن من قتل عدد ممن وصفهم بالمخربين واعتقال مطلوبين، في حين قالت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس إنها واصلت التصدي لقوات الاحتلال واستهداف آلياته.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على طولكرم لليوم الـ14 في إطار تصعيده المستمر بالضفة، الذي يترافق مع انسحابه من محور نتساريم في قطاع غزة. وأوضحت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال تتمركز في عدد من المنازل بمخيم نور شمس، وتبلغ الأهالي بعدم العودة إلى منازلهم، في ظل مواصلتها تدمير البنية التحتية بالمخيم. بدروها، قالت كتيبة طولكرم في سرايا القدس إنها فجرت عبوة ناسفة بجرافة عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس، مؤكدة تحقيقها إصابات وأنها تصدت لقوات الاحتلال هناك برشقات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة. وقد أكدت مصادر أن جرافات الاحتلال الإسرائيلي دمرت البنية التحتية في مخيم نور شمس بطولكرم، مع استمرار حصار قوات الاحتلال للمخيم ودفعها بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة مصحوبة بجرافات ثقيلة.
كما تحدثت مصادر فلسطينية عن تجدد سماع انفجارات وإطلاق نار داخل المخيم وسط تحليق لطيران الاستطلاع ونشر قناصة من جيش الاحتلال. من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال تمنع فرقه من دخول مخيم نور شمس بعد ورود بلاغ بوجود إصابات بعضها خطيرة. وقد شيع فلسطينيون في طولكرم أمس طفلا يبلغ من العمر 11 عاما بعد أن استشهد متأثرا بجراحه نتيجة هجمات جنود الاحتلال الأسبوع الماضي.
تدمير ونزوح
وقالت منصات فلسطينية إن الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية إلى بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس شمالي الضفة. وقد أطبقت قوات الاحتلال حصارها على طمون ومخيم الفارعة في وقت سابق، ودمرت أكثر من 100 منزل في مخيم جنين، في حين ألقت مسيّرات الجيش الإسرائيلي قنابل على منازل عند المدخل الغربي للمخيم. وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي عززت انتشار قواتها في المخيم ومحيطه، وعمدت إلى تجريف الشوارع وتدمير عدد من المنازل. وقد دفعت العملية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية إلى نزوح 30 ألف فلسطيني من مناطقهم خلال الأسبوعين الماضيين. ونقلا عن محافظ مدينة جنين محمد أبو الرب أن 16 ألفا من مخيم المدينة قد نزحوا منذ انطلاق عملية "السور الحديدي" قبل 17 يوما. كما نزح 10 آلاف و500 فلسطيني من مخيم طولكرم بشكل قسري أو تحت تهديد السلاح، ولم يتبق في المخيم إلا 4 آلاف أسرة فقط، وفق تأكيدات فلسطينية.
وأجبرت العملية 4 آلاف فلسطيني على النزوح من بلدة طمون، قبل أن تعلن قوات الاحتلال أمس أنها أنهت هجومها على طمون بعد عدوان استمر أسبوعا، مخلفة وراءها دمارا كبيرا في البنية التحتية والممتلكات.
وبالتزامن مع بدء حربه على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد 905 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.