سيريا ستار تايمز

ترامب يبحث مع بوتين وزيلينسكي وقف الحرب ووزير الدفاع الأميركي يحدد أمام الناتو الخطوط الحمر بشأن أوكرانيا


قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تحدث هاتفيا مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وناقشوا وقف الحرب الدائرة في أوكرانيا. وأوضح ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) أنه اتفق مع بوتين -خلال اتصال هاتفي- على الرغبة في وقف دائرة القتل في حرب روسيا وأوكرانيا. وقال "ناقشت مع نظيري الروسي هاتفيا قضايا أوكرانيا والشرق الأوسط والطاقة والذكاء الاصطناعي والدولار.. واتفقنا على بدء فرق التفاوض الخاصة بأوكرانيا، وسنبدأ التواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإبلاغه بالاتصال". وكشف الرئيس الأميركي أنه طلب من وزير الخارجية ومدير الاستخبارات ومستشار الأمن القومي قيادة المفاوضات التي قال "أشعر بأنها ستنجح".
وفي روسيا، قال الكرملين إن بوتين وترامب تحدثا عبر الهاتف لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبا اليوم، واتفقا على عقد لقاء، وذلك في أول اتصال مباشر معلن لبوتين مع رئيس أميركي منذ فبراير/شباط 2022. كما قال ترامب -في منشور على موقع تروث سوشيال- إنه تحدث مع نظيره الأوكراني بشأن الحرب في أوكرانيا. ووصف هذه المحادثة بأنها "كانت جيدة جدا. إنه يريد صنع السلام شأنه شأن الرئيس بوتين".
وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني إنه أجرى محادثة مهمة مع نظيره الأميركي، وناقشا إعداد وثيقة بشأن الأمن والتعاون الاقتصادي بين البلدين. وأضاف على موقع إكس "تحدثنا لفترة طويلة عن فرص تحقيق السلام وناقشنا استعدادنا للعمل معا.. والقدرات التكنولوجية لأوكرانيا". وقال إن ترامب أبلغه أيضا بمكالمته مع الرئيس الروسي.
مهددا موسكو بعقوبات اقتصادية جديدة إذا لم توافق على إجراء مفاوضات. ووعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بعد 24 ساعة من توليه منصبه، لكن مساعديه ذكروا بعد ذلك أن التوصل إلى اتفاق قد "يستغرق شهورا". ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلّي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعدّه كييف تدخلا في شؤونها.

وزير الدفاع الأميركي يحدد أمام الناتو الخطوط الحمر بشأن أوكرانيا

أعلن وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيغسيث أن واشنطن لن تنشر قوات في أوكرانيا بموجب أي اتفاق سلام مع روسيا، وأن استعادة كييف لكل أراضيها أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ليسا هدفين واقعيين. وفي كلمته خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، حدد هيغسيث الخطوط الحمراء ومطالب الرئيس دونالد ترامب، ودعا أوروبا إلى تكثيف الدعم لأوكرانيا وزيادة الإنفاق الدفاعي. وأضاف "لكي نكون واضحين، كجزء من أي ضمان أمني، لن يتمّ نشر قوات أميركية في أوكرانيا". واعتبر أن أي عملية سلام "يجب أن تبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا ما قبل عام 2014 هدف غير واقعي"، رغم أن واشنطن على غرار أوروبا تريد "أوكرانيا ذات سيادة ومزدهرة". وتابع أن "الولايات المتحدة لا تعتقد أن عضوية حلف شمال الأطلسي بالنسبة لأوكرانيا هي نتيجة واقعية لتسوية تفاوضية". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعرب مرارا عن استعداده للتفاوض، شرط أن تلتزم أوكرانيا بمطالبه، وهي: التنازل عن 4 مناطق في جنوب البلاد وشرقها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، والتخلي عن فكرة الانضمام إلى الناتو. لكنها شروط اعتبرتها كييف غير مقبولة.

رسالة إلى الأوروبيين
وتأتي محادثات بيت هيغسيث، التي تستمر يومين في بروكسل، ضمن سلسلة زيارات إلى أوروبا لمسؤولين أميركيين رفيعين سيكون أبرزها اجتماع جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي الجمعة خلال مؤتمر ميونخ للأمن. وفي ما يتعلق بدعم كييف وإنفاق أوروبا الدفاعي، وجه وزير الدفاع الأميركي رسالة شديدة مفادها أن واشنطن تتوقع من حلفائها بذل مزيد من الجهود. وقال هيغسيث إن "حماية الأمن الأوروبي يجب أن تكون ضرورة ملحة للأعضاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، ويجب على أوروبا أن تقدم القسم الأكبر من المساعدات الفتاكة وغير الفتاكة المقبلة لأوكرانيا". كما حذّر من أن واشنطن لن تقبل بما تعتبره تقاسما "غير متوازن" للأعباء داخل الناتو. وقال إن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة تجاه التحالف وتؤيد الشراكة الدفاعية مع أوروبا، لكنها لن تقبل بعد اليوم بعلاقة غير متوازنة تشجع الارتهان".

استعداد أوكراني لمبادلة مع روسيا
وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في مقابلة نشرت إن أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراض مع روسيا في إطار مفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ نحو 3 سنوات، وهو ما رفضته موسكو ووصفته بالهراء. وقال زيلينسكي، في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة غارديان البريطانية، "سنبادل أراضي بأخرى"، مضيفا أنه يمكن أن يعرض تسليم موسكو الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك منذ 6 أشهر. من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته الاجتماعية تروث سوشيال- أن وزير الخزانة سكوت بيسنت سيتوجه قريبا إلى أوكرانيا حيث يلتقي زيلينسكي. واليوم أعلن زيلينسكي أنه أجرى محادثات مثمرة مع وزير الخزانة الأميركي، وأنه تلقى مسودة أولية لاتفاقية محتملة بشأن الموارد الطبيعية. وكتب ترامب "هذه الحرب ينبغي أن تنتهي وستنتهي سريعا. كثير من القتلى والدمار. الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات مع نتائج ضئيلة"، ولم يحدد ترامب موعد زيارة بيسنت أو مدتها.

وبعدما أعلن سعيه إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أكد ترامب -في مقابلة مع فوكس نيوز- أن أوكرانيا قد تصبح "روسية يوما ما"، مطالبا بتعويض المساعدة التي قدمتها واشنطن إلى كييف حتى الآن. كما أوضح أنه طالب كييف بما يساوي 500 مليار دولار من المعادن النادرة، خصوصا معادن تستخدم في مجال الإلكترونيات.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,