حماس تتهم نتنياهو بالمماطلة وبن غفير يدعو لاستئناف الحرب.. قمة عربية مصغرة بالسعودية تسبق اجتماع القاهرة بشأن غزة

في اليوم الـ34 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد اللطيف القانوع قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، وإن المفاوضات بشأنها لم تبدأ عمليا. من جانبه، توعد نتنياهو حماس بدفع ثمن خرق الاتفاق بعدم إعادتها جثمان الأسيرة شيري بيباس، وقال إن الجثة التي أعيدت تعود لإمرأة من غزة. كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيتمار بن غفير دعوته لاستئناف الحرب على غزة، متذرعا بالانفجارات التي شهدتها حافلات في تل أبيب. ووصف بن غفير اتفاق وقف إطلاق النار بـ"المتهور"، وقال إن الاستمرار في المرحلة الثانية من الاتفاق يعني أن وصمة العار لن تمحى عن الحكومة الإسرائيلية. في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية أن 70% من الإسرائيليين يؤيدون تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل دفعة واحدة. وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال حملتها في مناطق عدة في ظل عدوانها على جنين ومخيمها لليوم الـ31، إلى جانب حملتها في طولكرم.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستجعل حركة حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان الأسيرة شيري بيباس كما هو متفق عليه. وأضاف في بيان مصور "سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل محتجزينا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق".
وأوضح نتنياهو أن حركة "حماس" سلمت إسرائيل جثة امرأة مجهولة من غزة بدلاً من جثة الأسيرة شيري بيباس. وقال نتنياهو بحسب بيان نشره مكتبه: "إن وحشية حماس لا تعرف حدوداً، لم يكتفوا باختطاف الأب ياردين بيباس والأم الشابة شيري وطفليهما الصغيرين، وفي قمة الوضاعة، لم يسمحوا لشيري حتى بأن تكون بالقرب من أطفالها الصغار، هؤلاء الملائكة، وبدلاً من ذلك أعادوا جثة امرأة مجهولة الهوية من غزة في التابوت"، مهدداً بأن حماس "ستدفع الثمن كاملاً" لذلك. ولاحقا، قالت حركة حماس إن أشلاء الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس اختلطت على ما يبدو مع أشلاء بشرية أخرى بين الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية على الموقع الذي كانت محتجزة فيه. وقال إسماعيل الثوابتة، المسؤول في حماس، إن جثة شيري بيباس "تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت على ما يبدو بجثامين أخرى تحت أنقاض مكان قصفته طائرات الاحتلال الحربية بشكل مقصود ومتعمد. نتنياهو نفسه هو من أصدر أوامر القصف المباشر وبلا رحمة، وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن قتلها مع أطفالها بوحشية مروعة". وكانت إسرائيل أعلنت، أمس الخميس، تسلمها عن طريق الصليب الأحمر جثث 4 محتجزين، هم شيري بيباس وطفلاها كفير وآرييل، والأسيرة الرابعة عوديد ليفشيتز في مراسم رسمية في بني سهيلا شرق خان يونس جنوب غزة.
توابيت سوداء
وقبلها، وصلت سيارات الصليب الأحمر إلى موقع تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الأربعة في خان يونس، وبدأت مراسم التسليم حيث عرضت حماس أربعة نعوش على منصة، وتم توقيع اتفاق التسليم.
وحملت التوابيت السوداء صور وتفاصيل الأسرى، وهم شيري بيباس وطفلاها كفير وآرييل، والأسيرة الرابعة عوديد ليفشيتز، وقام مندوبو الصليب الأحمر بتغليف التوابيت بالقماش الأبيض ثم وضعهم في مركبات رباعية الدفع، تحت المطر في حضور حشد غفير ضم مئات الأشخاص لمتابعة عملية التسليم. حماس كانت قد قالت إنها قررت تسليم 4 جثامين أسرى إسرائيليين بينهم الطفلان أرييل وكفير بيباس ووالدتهما شيري، يوم الخميس، بالإضافة إلى 6 محتجزين آخرين أحياء، يوم السبت.
قمة عربية مصغرة بالسعودية تسبق اجتماع القاهرة بشأن غزة
يعقد قادة دول الخليج ومصر والأردن قمة مصغّرة غير رسمية في السعودية، في ظل مسعى عربي لتقديم خطة مضادة لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله إن القمة تأتي بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتضم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "في لقاء أخوي غير رسمي". وأضافت أنه "فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه فسيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة المقبلة التي ستنعقد في جمهورية مصر العربية الشقيقة" في الرابع من مارس/ آذار. من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من الحكومة السعودية قوله إن القادة العرب سيناقشون "خطة إعادة إعمار مضادة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ". وأفاد المصدر بأن القادة سيناقشون "نسخة من الخطة المصرية" لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها.
ونقلت رويترز عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن السعودية تقود الجهود العربية لمواجهة مقترح ترامب، وإن اجتماع الرياض يهدف إلى مراجعة ومناقشة الخطة العربية قبل طرحها أمام قمة القاهرة.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة البالغ عددهم 2.2 مليون إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية. ولم تعلن مصر بعد رسميا تفاصيل خطتها. لكن وكالة أسوشيتد برس نقلت في وقت سابق عن مصادر مصرية ودبلوماسيين عرب وغربيين أن الخطة مقسمة إلى 3 مراحل تستغرق ما يصل إلى 5 سنوات، وتتضمن إنشاء مناطق آمنة داخل غزة حيث يمكن للفلسطينيين العيش في البداية بينما تقوم شركات البناء المصرية والدولية بإزالة وإعادة تأهيل البنية التحتية للقطاع. وقالت المصادر إن مصر تناقش مع شركائها سبل تمويل إعادة الإعمار، بما في ذلك مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة. وأفاد تقرير للأمم المتحدة الثلاثاء بأن إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، بينها أكثر من 20 مليارا خلال الأعوام الثلاثة الأولى.