سيريا ستار تايمز

غزة بعد الاتفاق.. المقاومة تسلم الأسرى الإسرائيليين وبدء التحضيرات للإفراج عن الفلسطينيين والاحتلال ينسحب من شمال نابلس ويدفع بتعزيزات في مناطق بالضفة


سلمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الأسرى الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر، ضمن الدفعة السابعة لاتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وتسلم الصليب الأحمر في مدينة رفح (جنوبي القطاع) الأسيرين الإسرائيليين تال شوهام الذي أسر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأفيرا منغستو الذي أسرته المقاومة منذ 2014. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن الفحص الأولي أظهر أن شوهام ومنغستو في حالة صحية جيدة. وبعد ذلك تمت عملية تسليم 4 أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر في مخيم النصيرات (وسط القطاع). وفي المقابل، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية -اليوم أيضا- بدء التحضيرات لتنفيذ عملية الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين من سجني عوفر وكتسيعوت.

أكملت حركة حماس، عملية تسليم الدفعة السابعة والأخيرة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وسلمت الحركة 3 جنود إسرائيليين محتجزين للجنة الدولية للصليب الأحمر في مخيم النصيرات، والأسير هشام السيد في مدينة غزة من دون مراسم علنية، وسلمت أسيرين بمدينة رفح في وقت سابق. وجرى إطلاق سراح إيليا ميمون إسحق كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، من مخيم النصيرات، فيما أفرجت حماس عن تال شوهام وأفيرا منجيستو من مدينة رفح، وأطلقت سراح الأسير الإسرائيلي هشام السيد من مدينة غزة.
وكانت الحركة قد أفرجت عن المحتجزين الإسرائيليين، فيما من المقرر الإفراج عن أربعة رهائن آخرين من غزة، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، بعد أن أكدت إسرائيل هوية الجثة التي سلمتها الحركة قبل ساعات بأنها تعود للرهينة شيري بيباس.
وأفرجت الحركة عن تال شوهام وأفيرا منجيستو إلى ممثلي الصليب الأحمر الدولي في رفح بغزة بعد أن قادهما مسلحون من حماس إلى منصة.
والأسرى الستة هم آخر الرهائن الأحياء من مجموعة من 33 تقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير كانون الثاني. وأُخذ أربعة من الرهائن الستة، وهم إيليا ميمون إسحق كوهين (27 عاما) وتال شوهام (40 عاما) وعومر شيم توف (22 عاما) وعومر فينكرت (23 عاما)، في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. بينما احتجزت حماس أسيرين وهما هشام السيد (36 عاما) وأفيرا منجيستو (39 عاما)، منذ دخولهما غزة بشكل منفصل في ظروف غير واضحة قبل نحو عقد من الزمن. وواجهت عمليات الإفراج التي تنفذها حماس، والتي شملت مراسم عامة يصعد فيها الرهائن إلى منصة ويُطلب من بعضهم إلقاء بعض الكلمات، انتقادات متزايدة، منها من الأمم المتحدة التي نددت "باستعراض الأسرى".
وذكر بيان مشترك للمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي والمتحدث باسم جهاز الأمن العام (الشاباك): "تم الآن تسليم اثنين من المختطفين العائدين إلى قوات الجيش الإسرائيلي والشاباك في قطاع غزة". وأضاف: "تقوم وحدة النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الشاباك حاليا بمرافقة المختطفين العائدين في طريقهما إلى إسرائيل، حيث سيخضعان لتقييم طبي أولي". وتجمع مسلحون وملثمون من حركة حماس في موقعي التسليم في رفح والنصيرات. وأشارت حركة حماس إلى أن المحتجزين الإسرائيليين الستة الذين سيتم الإفراج عنهم هم: إيليا ميمون إسحاق كوهن، عمر شيم توف، عومر فنكر، تال شوهام، أفيرا منغستو، هشام السيد.
وتتم عملية التسليم اليوم في موقعين، الأولى في رفح والثانية في مخيم النصيرات.

نهاية المرحلة الأولى
وأكدت حماس أنها ستفرج عن 6 رهائن إسرائيليين كما هو مقرر، وهم آخر الأسرى الأحياء المقرر تسليمهم لإسرائيل بحلول الأول من مارس بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة التي حولت قطاع غزة إلى ركام واندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أنه سيتم في المقابل الإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين، بينهم 50 محكوما بالسجن المؤبد. وأضاف أنه من المقرر إبعاد 108 من الأسرى خارج الأراضي الفلسطينية.
وقال نادي عائلات المحتجزين إن الصليب الأحمر سيتسلم إيليا كوهين وتل شوهام وأومر شيم توف وأومير وينكرت الذين اختطفوا خلال هجوم حماس، بالإضافة إلى هشام السيد وأفيرا منغستو، وكلاهما محتجز منذ نحو 10 سنوات. ومنذ بدء الهدنة، تسلمت إسرائيل 22 محتجزا، بينهم ثلاثة قتلى، مقابل إطلاق سراح أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.

المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة
وينص اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى التي تنتهي في الأول من مارس على أن تطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها. ونظمت حماس والفصائل المتحالفة معها حتى الآن، عملية تسليم المحتجزين بعناية، وعرضت الأحياء منهم على منصات، ولكن الخميس، وفي أول عملية تسليم لجثامين القتلى، عرضت أربعة توابيت على منصة تعلوها صورة كاريكاتيرية لنتنياهو.

وقالت حماس إن النعوش تحتوي على رفات أرييل وكفير بيباس اللذين كانا يبلغان من العمر أربع سنوات وثمانية أشهر ونصفا عندما اخُتطفا، ووالدتهما شيري بيباس ورجل ثمانيني. وكان كفير بيباس الأصغر بين 251 رهينة اختطفوا، وما زال 67 منهم محتجزين في غزة، بينهم 35 قتلوا، بحسب الجيش. وأعلنت السلطات الإسرائيلية، أن شيري بيباس لم تكن من بين الجثث التي سُلمت الخميس، وأن الجثة الرابعة هي لامرأة من غزة. وندد نتنياهو بما وصفه بأنه "استخفاف يفوق الوصف"، ووعد بأنه سيتصرف "بحزم لإعادة شيري" وجميع المحتجزين، الأحياء والأموات، وجعل حماس "تدفع ثمن انتهاك الاتفاق". حماس التي قالت إن الأم وطفليها قتلوا في قصف إسرائيلي في نوفمبر 2023، أقرت باحتمال حدوث خطأ.

تسليم رفات شيري بيباس
وأكّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها سلّمت السلطات الإسرائيلية رفات جديدة، وأفاد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكالة "فرانس برس" بأن فريقا تابعا للهيئة "تسلّم رفات تم لاحقا نقلها إلى السلطات الإسرائيلية"، وقد تم التأكيد في وقت لاحق أن الرفات المستلمة بالفعل تعود لشيري بيباس. وقالت حماس، الأربعاء، إنها مستعدة للإفراج "دفعة واحدة" عن كل المحتجزين الذين ما زالوا محتجزين في غزة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق والتي كان مقررا أن تبدأ في الثاني من مارس، لكن المفاوضات غير المباشرة بشأن هذه المرحلة التي يُفترض أن تضع حدا للحرب بشكل نهائي، تأخرت مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الهدنة.

المرحلة الثالثة والأخيرة
أما المرحلة الثالثة والأخيرة فيجب أن تتعلق مبدئيا بإعادة إعمار غزة التي يعيش أهلها الذين شردتهم الحرب بين الركام في ظل برد قارس. وأسفر هجوم السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1214 شخصا على الجانب الإسرائيلي، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية، بما في ذلك المحتجزون الذين لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر. وأدت الهجمات الإسرائيلية المدمرة إلى مقتل 48,319 شخصا على الأقل في غزة، غالبيتهم مدنيون، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة. وأدى وقف إطلاق النار إلى توقف القتال، لكن احتمالات نهاية الحرب بشكل دائم لا تزال غير واضحة. لكن الآمال في التوصل إلى اتفاق دائم خيم عليها الخلافات حول مستقبل غزة، والتي تعمقت بسبب الصدمة في مختلف أنحاء المنطقة بشأن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإخلاء القطاع من الفلسطينيين وتطويره كمنتجع على طراز الـ"ريفييرا" تحت السيطرة الأميركية.

الاحتلال ينسحب من شمال نابلس ويدفع بتعزيزات في مناطق بالضفة

أفادت مصادر فلسطينية محلية بانسحاب قوات الاحتلال من قرية ياصيد شمال نابلس بالضفة الغربية بعد اعتقال فلسطيني وزوجته من منزل محاصر، موازاة مع اقتحام الاحتلال عددا من البلدات. وكانت قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية برفقة جرافة صوب القرية، وسُمعت أصوات انفجارات في القرية بالتزامن مع حصار المنزل. من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الأمعري شمال مدينة البيرة. كما اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية منطقة شارع المطار في حي كفر عقب شمالي القدس. وقبل ذلك، اقتحم الاحتلال مدينتي بيت لحم ونابلس وبلدة إذنا غربي الخليل في الضفة الغربية. واستهدفت قوات الاحتلال منازل تعود لأسرى من المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل، حيث اعتدى جنود الاحتلال على الفلسطينيين وحطموا محتويات المنازل ومعدات استقبال الأسرى داخل منازل ذويهم.

استشهاد طفل
وكان الطفل أيمن الهيموني (13 عاما) استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها منطقة الكسارة في الخليل جنوبي الضفة. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه نقلت إلى المستشفى طفلا استشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال. وحسب مصادر محلية، فقد اقتحمت قوات الاحتلال منطقتي جبل جوهر والكسارة، في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، وسط مواجهات واعتداءات استهدفت المواطنين.

وتفيد الأمم المتحدة أن الحملة العسكرية الإسرائيلية تسببت في استشهاد 51 فلسطينيا على الأقل ونزوح 40 ألفا، في حين قُتل 3 جنود إسرائيليين في الفترة ذاتها. وأعربت المنظمة الأممية عن استمرار قلقها إزاء تواصل الهجمات الإسرائيلية شمال الضفة الغربية المحتلة للشهر الثاني. واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين لمغادرة منازلهم في مخيمات للاجئين، وجرى هدم منازل وبنية تحتية.

تعزيز قوات الاحتلال
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل دخلت ما وصفها بـ"معاقل الإرهاب" وتمكنت من هدم شوارع ومنازل يستخدمها المسلحون لإلحاق الأذى بالإسرائيليين. وأضاف نتنياهو -خلال جولة بمخيم طولكرم- أن إسرائيل عززت قواتها في الضفة الغربية وبدأت عمليات إضافية. بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن محاولة تفجير الحافلات لن تردع إسرائيل. وأضاف خلال جولة في مخيم طولكرم أنه وجه الجيش إلى تكثيف عمليته العسكرية ضد ما سماه بالإرهاب في الضفة الغربية، مؤكدا أن الجيش يعمل بمخيم طولكرم للقضاء على "المخربين" وهدم البنى التحتية العسكرية. وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إنه أمر بنشر 3 كتائب لتعزيز قواته في الضفة الغربية عقب انفجار العبوات الناسفة في حافلات جنوب تل أبيب. وقالت الشرطة -في بيانها- إن العبوات الناسفة كانت مزودة بساعات توقيت وليست عبوات عسكرية نظامية، مشيرة إلى أنه لا يمكنها تأكيد متى تم التخطيط للتفجيرات.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,