سيريا ستار تايمز

زيلينسكي يحدد ثمنا لتنازله عن الرئاسة ويوجه رسالة قوية لترامب وبريطانيا وفرنسا تعملان على تطوير خطة أوربية لنشر قوات بأوكرانيا


قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعد للتنحي عن رئاسة أوكرانيا في مقابل انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكشف أن كييف وواشنطن تقتربان من التوصل لاتفاق للوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا مقابل المساعدة الأمنية. وأضاف زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في كييف "إذا كان هناك سلام في أوكرانيا، إذا كنتم حقا ترغبون بأن أتنحى عن منصبي، فأنا مستعد.. يمكنني مبادلة ذلك بالناتو"، مضيفا بأنه على استعداد للتنحي "فورا" إذا لزم الأمر. وقال الرئيس الأوكراني إنه يريد أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب شريكا لأوكرانيا وأكثر من مجرد وسيط بين كييف وموسكو. وأضاف "أريد حقا أن تكون أكثر من مجرد وساطة.. هذا ليس كافيا". وأوضح أنه يريد من ترامب أن "يتفهم" موقفه ويقدم ضمانات أمنية ملموسة لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا، مضيفا "أريد أن يتفهم كل منا الآخر.. نحتاج بشدة إلى ضمانات أمنية من ترامب".

اتفاق المعادن
وكشف زيلينسكي أن كييف وواشنطن تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا مقابل المساعدة الأمنية، وقال "نحرز تقدما"، مضيفا أن مسؤولين أوكرانيين وأميركيين بحثوا الاتفاق في وقت سابق.

وتابع، أن نشر قوات أميركية في أوكرانيا أمر منطقي إذا اعتُبر اتفاق المعادن بين البلدين من الضمانات الأمنية، مشيرا إلى أن مساعدات عسكرية أميركية بنحو 15 مليار دولار تعهدت بها واشنطن سابقا لم تُسلم بعد. وبشأن المساعدات الأميركية، قال زيلينسكي إنه يرفض الاعتراف بأن أوكرانيا مدينة للولايات المتحدة بمبلغ 500 مليار دولار مقابل المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى كييف وقت الحرب، وهو مبلغ يستشهد به ترامب في كثير من الأحيان، واعتبر الرئيس الأوكراني أن المنح ينبغي ألا تُعامل على أنها قروض. وأضاف "لست مستعدا حتى لمناقشة سداد 100 مليار دولار لواشنطن لأن جزءا منه كان منحة وليس قرضا.. ما أعرفه أن ما تلقيناه من واشنطن هو 100 مليار دولار ولا أعلم من أين أتى رقم 500 مليار دولار". وأعرب زيلينسكي عن أمله أن تشكل اجتماعاته مع قادة أجانب سيزورون كييف غدا الاثنين في الذكرى الثالثة لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا منعطفا، وقال "لدينا اجتماع مهم غدا، قمة. ربما تكون منعطفا، سنرى. سيكون لدينا 13 زعيما. سيكون هناك أيضا 24 زعيما عبر الإنترنت". وأضاف "يجب أن ننخرط في أي مفاوضات ونحن جزء لا يتجزأ من أوروبا ويجب أن تكون ممثلة في المفاوضات".

صدام واتهامات
كان ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا فور توليه الرئاسة، لكن بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، وضع نفسه في صدام محتدم مع زيلينسكي، في وقت تزعم فيه إدارته سعيها إلى دفع محادثات السلام. وفي أحدث هجوم، قال ترامب، خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ  إن "الولايات المتحدة قدمت 350 مليار دولار، لأنه كان لدينا رئيس وإدارة غبية وغير كفؤة"، في إشارة إلى المساعدات الأميركية لأوكرانيا. ورغم تراجعه لاحقا عن اتهاماته السابقة لأوكرانيا بالمسؤولية عن اندلاع الحرب، واعترافه بأن روسيا هي التي أقدمت عليها، فإنه لم يتوانَ عن إلقاء اللوم على زيلينسكي والرئيس الأميركي السابق جو بايدن، قائلا: "كان ينبغي لهما ألا يسمحا لبوتين بالهجوم".

لكن الهجوم لم يتوقف عند هذا الحد، إذ وصف ترامب زيلينسكي في وقت سابق بأنه "دكتاتور بلا انتخابات"، منتقدا تأجيل أوكرانيا للانتخابات، رغم أن القرار جاء في إطار الأحكام العرفية التي يجيزها الدستور الأوكراني أوقات الحروب. وفي المقابل، لم يتأخر رد زيلينسكي، الذي اتهم ترامب بأنه يعيش في "فقاعة المعلومات المضللة الروسية"، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي تعكس ثقة الأوكرانيين بقيادته.

بريطانيا وفرنسا تعملان على تطوير خطة أوربية لنشر قوات بأوكرانيا

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن بريطانيا وفرنسا تسعيان إلى الدفع قدما بخطة أوروبية لنشر قوات سلام في أوكرانيا، كما أعلنت سويسرا إمكانية مشاركتها في تلك القوات. ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أوربيين أن بريطانيا وفرنسا تعملان على تطوير خطة لنشر ما يصل إلى 30 ألف جندي أوروبي لحفظ السلام في أوكرانيا، إذا توصلت موسكو وكييف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضافت أن المقترح الأوروبي يتوقف على إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالموافقة على دور عسكري أميركي محدود لحماية القوات الأوروبية في أوكرانيا إذا تعرضت للخطر وردع روسيا عن انتهاك أي وقف لإطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الأوروبية لن تتطلب من الولايات المتحدة نشر قواتها الخاصة في أوكرانيا، لكنها ستسعى إلى الاستفادة من القدرات العسكرية الأميركية التي تفتقر إليها القوات الأوروبية. ورجحت الصحيفة أن يطرح رئيس الوزراء البريطاني ستارمر الخطة المتطورة مع ترامب، الخميس المقبل.

قوات سويسرية
وفي السياق، قال قائد الجيش السويسري توماس سوسلي -في مقابلة نشرت إن سويسرا ربما تساهم بقوات في مهمة حفظ سلام مستقبلية في أوكرانيا إذا طُلب منها ذلك ووافقت عليه الحكومة.

وأضاف لصحيفة زونتاجس بليك: "يمكننا على الأرجح نشر نحو 200 جندي في غضون 9 إلى 12 شهرا"، مؤكدا أن الأمر متروك للحكومة والبرلمان لاتخاذ القرار إذا جرى تقديم أي طلب إلى سويسرا. وذكر سوسلي أن حديثه عن إرسال قوات حفظ سلام افتراضي تماما في الوقت الحالي، لأنه لا يزال من غير الواضح كيف سيتطور الوضع بين روسيا وأوكرانيا. وتشارك سويسرا في عدد من بعثات حفظ السلام في أنحاء العالم، أكبرها في كوسوفو، حيث تنشر جنودا لدعم قوة السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو (كفور).

تبرير روسي للحرب
من جهة أخرى، نقلت وكالة تاس عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف أن الوقت أثبت أن "العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا" كانت الحل الوحيد الصحيح والممكن. وأضاف أن الحرب على ما وصفها بالنازية الجديدة وأتباعها لم تنته بعد، لكن نتيجتها قريبة جدا وسيتم تدمير العدو، حسب قوله. وأكد ميدفيديف أن العملية العسكرية في أوكرانيا خطوة تم اتخاذها عندما تجاوز الغرب الجماعي نقطة اللاعودة في المواجهة. دبلوماسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا -لوكالة تاس للأنباء إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيتوجه قريبا لإجراء محادثات في تركيا. وأضافت "ستجري مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الدولية والإقليمية وأخرى تجمع بين البلدين". وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية اليوم إن لافروف سيزور تركيا غدا الاثنين لمناقشة المحادثات الروسية الأميركية الأحدث بشأن إنهاء الصراع في أوكرانيا، وكيف يمكن لأنقرة أن تساهم في هذه العملية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,