سيريا ستار تايمز

موسكو ترفض نشر قوات أوروبية بأوكرانيا.. زيلينسكي يصل واشنطن لتوقيع اتفاقية المعادن


قال الكرملين إنه يرى فرصا للتعاون مع الولايات المتحدة في ما يتعلق باحتياطات روسيا الكبيرة من المعادن النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية. وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية "نحن مستعدّون لجذب شركاء أجانب إلى أراضينا الجديدة التي أعيدت إلى روسيا. هناك بعض التحفّظات. نحن مستعدّون للعمل مع شركائنا، بمن فيهم الأميركيون، في المناطق الجديدة".
وأضاف خلال المقابلة بعد استدعاء حكومته لاجتماع بشأن موارد البلاد من المعادن النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية، أنّ روسيا رائدة في العالم من حيث الاحتياطات، وتملك احتياطات أكبر بكثير من تلك الموجودة في أوكرانيا ويجب أن تستغلها أكثر. وأضاف "سنعمل بكل سرور مع أيّ شركاء أجانب وبينهم الأميركيون". وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي "هناك آفاق واسعة جدا تفتح في هذا المجال"، مشيرا إلى أن "الأميركيين يحتاجون إلى معادن نادرة. لدينا كمية كبيرة منها".

وتعليقا على تصريح دونالد ترامب حول عدم ممانعته نشر قوات أوروبية، قال الكرملين: نشر قوات أوروبية في أوكرانيا غير مقبول. وأشاد الكرملين ب"الموقف المتوازن" لواشنطن بعدما صوتت الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ضد قرار أعدته كييف والأوروبيون يدين الهجوم الروسي في أوكرانيا.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي إن "الولايات المتحدة تتخذ موقفا أكثر توازنا يهدف إلى محاولة حل الصراع الأوكراني. ونحن نرحب بذلك". وكان ترامب أكد خلال محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن حرب أوكرانيا قد تنتهي خلال أسابيع، مشددا على أن العالم أصبح على مسافة قريبة من تحقيق اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وأكد أنه لا يرى مشكلة في إرسال قوات أوروبية إلى هناك لحفظ السلام، لافتا إلى أنه لو كان رئيسا لما وقعت هذه الحرب، وفق تعبيره. كما أعلن سيد البيت الأبيض، أنه سيذهب إلى روسيا، كما سيأتي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى أميركا.

ذكر ترامب أن "اتفاقية المعادن مع أوكرانيا قد تبلغ قيمتها تريليون دولار، وأنفقنا 350 مليار دولار في أوكرانيا ونريد أن نحصل عليها"

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، سيصل إلى واشنطن الجمعة لتوقيع اتفاقية المعادن النادرة. وقال ترامب: "زيلينسكي يريد أن يأتي لواشنطن لتوقيع اتفاقية المعادن النادرة.. أسمع أن زيلينسكي سيصل إلى واشنطن الجمعة".
وذكر ترامب أن "اتفاقية المعادن مع أوكرانيا قد تبلغ قيمتها تريليون دولار، وأنفقنا 350 مليار دولار في أوكرانيا ونريد أن نحصل عليها". وأعرب الرئيس الأميركي عن اعتقاده أن "مشكلة الحرب في أوكرانيا ستحل سريعا"، مشيرا إلى إمكانية "نشر قوات حفظ سلام مقبولة للجميع في أوكرانيا".
وأكد أن "شحنات الأسلحة لأوكرانيا قد تستمر حتى التوصل لاتفاق سلام". وكشف أنه تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة. وفي وقت سابق، أعلن مسؤول أوكراني، أن بلاده وافقت على بنود اتفاق المعادن مع أميركا، نقلا عن "فرانس برس". وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، إن "مسؤولي الحكومة يعكفون الآن للعمل على التفاصيل"، مضيفا "حاليا، نحن ننظر في القيام بزيارة إلى واشنطن الجمعة لتوقيع الاتفاق". وأشار إلى أن واشنطن "حذفت كل البنود التي لم تكن تلائمنا، خصوصا تلك المتعلقة ب 500 مليار دولار"، في إشارة إلى مطلب أميركي بأن توفر كييف معادن بهذه القيمة. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن واشنطن "ستستحوذ على 50% من عائدات صندوق المعادن النادرة" بأوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن "اتفاقية المعادن النادرة بين كييف وواشنطن تشمل أيضا النفط والغاز".

وفي وقت سابق، أعلنت أوكرانيا أنه تم الانتهاء من كافة التفاصيل الرئيسية بشأن صفقة المعادن مع أميركا. وتحاول الولايات المتحدة الوصول إلى المعادن والموارد الأخرى الحيوية في أوكرانيا كجزء من مفاوضات أوسع نطاقًا تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. في المقابل، كانت أوكرانيا تدفع من أجل ضمانات أمنية، حيث لا تحرص كييف فقط على رؤية عودة الأراضي المفقودة ولكن أيضًا الحماية ضد غزو روسي محتمل في المستقبل. وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، لقناة "فوكس نيوز، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سيوقع على اتفاقية المعادن، مع الولايات المتحدة الأميركية. وأعلن زيلينسكي، أن كييف، وواشنطن تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا مقابل المساعدة الأمنية، بينما توقع المبعوث الأميركي أن يتم توقيعه في غضون أسبوع.

وأفادت السلطات الأوكرانية، بوجود موارد حيوية أوكرانية تقدر قيمتها بنحو 350 مليار دولار في المناطق التي سيطرت عليها روسيا. وقاومت كييف دعوات ترامب لاستخدام موارد أوكرانيا كتعويض للولايات المتحدة عن المساعدات التي تسلمتها في عهد الرئيس جو بايدن. لكن أجزاء كبيرة من قاعدة موارد أوكرانيا تقع في منطقة دونباس الصناعية في شرق البلاد حيث سيطرت روسيا على أراض وما زالت تتقدّم.

تفاصيل صفقة المعادن بين أميركا وأوكرانيا
ونصت شروط الاقتراح، الذي يعود تاريخه إلى 21 فبراير/شباط، على أن تتنازل كييف للولايات المتحدة عن نصف عائداتها من الموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن والغاز والنفط، فضلاً عن الأرباح من المواني والبنية الأساسية الأخرى، حسب ما كشف مسؤولون أوكرانيون ومسودة الاتفاق. كذلك نصت تلك الوثيقة على أن العائدات من موارد أوكرانيا سيتم توجيهها إلى صندوق تمتلك فيه الولايات المتحدة حصة مالية بنسبة 100%.

الاستثمار في إعادة الإعمار
إلى ذلك تضمن الاقتراح المنقح أيضا إمكانية واشنطن إعادة استثمار جزء من العائدات في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، بما في ذلك الاستثمار في تطوير أصول باطن الأرض والبنية الأساسية للبلاد. هذا ويمكن لهذا الاتفاق المقترح أن يحول التحالف المستمر منذ ثلاث سنوات بين كييف وواشنطن، في أكبر حرب بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية إلى تحالف تجاري. كما قد تؤدي شروط إدارة ترامب أيضا إلى تجريد أوكرانيا من بعض الأموال التي يتم استثمارها الآن في الغالب في الصناعة العسكرية والدفاعية في البلاد، والتي يمكن أن تساعد في إعادة بناء البلاد بمجرد انتهاء الحرب.

لا التزامات أو ضمانات أمنية
وسعى الرئيس الأوكراني زيلينسكي أيضا إلى الحصول على ضمانات أمنية لبلاده، وهو الشرط الذي كان غائبا في المسودة الأولى للاتفاقية المقدمة إليه الأسبوع الماضي، ما دفعه إلى رفض التوقيع عليها. وفي حين تدعو الوثيقة الجديدة إلى سلسلة من الالتزامات من جانب أوكرانيا، فإنها لا تقدم أي التزامات أمنية محددة في المقابل من جانب الولايات المتحدة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,