غزة بعد الاتفاق.. الوسطاء يضغطون لبدء مفاوضات المرحلة الثانية ونتنياهو يبحث استئناف الحرب ومواجهات بالخليل ومداهماته واعتقالاته بالضفة

في اليوم الـ42 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيبحث إمكانية استئناف الحرب، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق. وقال موقع "إسرائيل اليوم" إن نتنياهو سيعقد مشاورات أمنية بشأن الأسرى واستئناف العمليات العسكرية عند انتهاء وقف إطلاق النار. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع على المفاوضات بشأن الأسرى، أن قطر ومصر تعملان على بلورة حل لسد الفجوات، وأن الوسطاء حذروا إسرائيل بأنه إذا لم تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية فلن يُمدَّد وقف إطلاق النار. وفي حين تشهد القاهرة محادثات مكثفة بشأن تنفيذ المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين أن محادثات القاهرة لم تكن جيدة. يأتي ذلك تزامنا مع تواصل العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، عبر اقتحامات واعتقالات وإرسال تعزيزات للمناطق المستهدفة بالحملات العسكرية. في غضون ذلك، أقر تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي بفشل قواته في منع عملية طوفان الأقصى والتصدي لها، وصبّ التحقيق الزيت على نار الخلافات المتصاعدة داخل إسرائيل.
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها الليلة الماضية وفجر اليوم لمناطق عدة بالضفة الغربية، في ظل عدوانها المستمر على طولكرم وجنين. وأفادت مصادر لسيريا ستار تايمز بإصابة فلسطيني بقنبلة غاز في رقبته خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة إذنا غرب الخليل، بينما اندلعت مواجهات عنيفة بين الأهالي ومجموعات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال في مسافر يطا جنوب الخليل. كما تداولت منصات فلسطينية مقطعا مصورا لجنود الاحتلال يعتدون على شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في دورا بالخليل.
وقد تجددت حملة الاقتحامات والمداهمات التي تشنها قوات الاحتلال في مناطق بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وسط تأكيدات من مصادر محلية باحتجاز قوات الاحتلال مركبات الأهالي بعد إغلاقها حاجز بيت فوريك شرقي نابلس. كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت الطريق الواصل بين بلدتي كفر الديك غرب سلفيت ودير غسانة شمال غرب رام الله.
جنين وطولكرم
وفي طولكرم، قالت مصادر إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب تيسير محمود الحجار بعد مداهمة منزله وتكسير محتوياته وسرقة مبالغ مالية في ضاحية ذنابة شرقي طولكرم. كما أجبرت قوات الاحتلال عددًا من العائلات على إخلاء منازلها في مخيم نور شمس، الذي يواجه عدوانا واسعا منذ أكثر من شهر. وقد أظهرت المشاهد دمارا كبيرا في مخيم نور شمس، في ظل إخطار قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، الأهالي بهدم 11 منزلا في المخيم.
وفي جنين، وثقت منصات فلسطينية قيام نازحين بأداء صلاة التراويح في أماكن نزوحهم، في أعقاب دفع قوات الاحتلال أمس بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيمها. كما واصل جيش الاحتلال حملة الاعتقالات واقتحام المدن في مختلف المناطق المحتلة عشية حلول شهر رمضان الكريم. وقالت مصادر فلسطينية لسيريا ستار تايمز إن "جيش الاحتلال دفع بآليات عسكرية مدرعة باتجاه مدينة جنين في ظل استمرار العملية العسكرية على شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من شهر". وقد أُصيب فلسطينيان أمس في مدينة جنين ومخيمها، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على نازحين فلسطينيين كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم داخل المخيم المدمر. ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة، مستهدفا مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ40، في حين يواصل اقتحام مخيم نور شمس في طولكرم لليوم الـ20، في إطار عملية أُطلق عليها اسم "السور الحديدي". ومساء الأحد الماضي، اقتحمت دبابات إسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال وسع، منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، عملياته العسكرية في مدن ومخيمات شمالي الضفة، لا سيما جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا أكثر من 65 شهيدا وفق وزارة الصحة الفلسطينية، ونزوح عشرات الآلاف، وسط دمار واسع.
ويأتي توسيع العدوان شمالي الضفة بعد تصعيد جيش الاحتلال والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 930 فلسطينيا بالضفة، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.