في اليوم الـ45 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أوضحت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقفها بشأن ترتيبات إدارة قطاع غزة، إذ كشف المتحدث باسمها حازم قاسم أنها وافقت على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي في القطاع لا تتضمن الحركة. وأضاف قاسم في تصريحات نقلتها قناة الأقصى الفضائية "لا نريد أن نكون جزءا من الترتيبات الإدارية في غزة طالما تتم بتوافق وطني، ولن نكون عائقا أمام أي ترتيبات في غزة طالما تحظى بالتوافق الوطني، قادرون على التوصل لمقاربة توافق فلسطيني بدعم عربي". وبينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل ستعود إلى القتال خلال 10 أيام إذا لم تواصل حركة حماس الإفراج عن المحتجزين لديها أكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت أن إسرائيل "ستخطئ إذا عادت إلى القتال لتدمير حماس قبل إعادة الرهائن". وأضاف غالانت "إذا قضينا على حماس قبل إعادة الرهائن فلن يكون هناك رهائن لإعادتهم". من جانب آخر، توصل تحقيق داخلي للجيش الإسرائيلي إلى أن الجيش مني فشل بشكل ذريع في حماية كيبوتس كفار عزة خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما تسبب بمقتل 62 شخصا وإصابة 18 واحتجاز 19. ويواصل الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، في حين قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إن نتنياهو سيستجيب لطلبه ويقطع الكهرباء عن غزة، معتبرا أنها الخطوة الأولى ضمن إجراءات أخرى. وفي الضفة الغربية، قالت مصادر إن الجيش الإسرائيلي دفع بآليات مدرعة في اتجاه مدينة جنين واقتحم مدينة نابلس.

استُشهد شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامه للحي الشرقي في مدينة جنين، في حين واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تسلمت جثمان الشهيد من قوات الاحتلال، وهو شاب في العشرينيات من عمره، وقد نُقل إلى مستشفى جنين الحكومي. ونفذت قوات الاحتلال اقتحامًا واسعًا للحي الشرقي في المدينة بمشاركة وحدات خاصة مدعومة بآليات مدرعة وجرافات حيث شرعت بتجريف البنية التحتية ومحاصرة أحد المنازل. وأفادت مصادر محلية بسماع إطلاق نار كثيف في المنطقة، كما دهمت القوات بعض المنازل، وفجرت أبوابها واعتقلت عددا من المواطنين، وأجبرت عائلات على إخلاء منازلها تحت التهديد بقصفها. بدورها، قالت سرايا القدس-كتيبة جنين إن "مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع قوات العدو في محاور القتال بالحي الشرقي ويمطرون قوات الاحتلال بزخات كثيفة من الرصاص المباشر محققين إصابات مؤكدة". بدورها، قالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين إن قوات الاحتلال وسعت عدوانها على جنين ومخيمها ليشمل الحي الشرقي والأماكن المحيطة به للمرة الثالثة منذ بدء العملية العسكرية شمال الضفة، وسط إغلاق لعدد من الشوارع والدفع بآليات عسكرية مدرعة.
وأضافت اللجنة في بيان أن قوات الاحتلال تقوم بعملية تدمير وإغلاق للحي بشكل كامل، والسيطرة على عدد من العمارات السكنية، ونشر عشرات الآليات العسكرية بينها مدرعات وجرافات.
معاناة بطولكرم
هذا وتتواصل معاناة أهالي مخيمي طولكرم ونور شمس، شمالي الضفة جراء العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأجبر الاحتلال السكان على ترك منازلهم بالقوة، وحولها إلى ثكنات عسكرية، بينما أحرق أو هدم بعضها الآخر، مما دفع أهالي المخيمين للنزوح عن بيوتهم. ويعيش مئات النازحين من المخيمين في المدارس، في ظل ظروف قاسية، ونقص حاد في مقومات الحياة الأساسية. ولليوم 43 يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، وفي مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 37، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم 24.
اقتحامات واعتقالات
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة في نابلس والخليل وطولكرم وشنت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين. كما اقتحمت قوات الجيش مدعومة عناصر من شرطة الاحتلال مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة مع إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة وسط المخيم، مما أدى لإصابة العشرات من سكان المخيم بالاختناق. في الأثناء، قالت محافظة القدس إن آليات للاحتلال اقتحمت بلدة العيساوية بالقدس تمهيدا لهدم منزل أحد المواطنين. وأعلن الهلال الأحمر إصابة فلسطينيين اثنين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوبي نابلس. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين. كما أصيب طفلان خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة أودلا جنوبي نابلس. وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن أحد الطفلين أصيب بالرصاص في الصدر ووصفت إصابته بالمتوسطة.
اعتداءاتٍ وتضييقات
وفي سياق متصل، أظهرت صورٌ اعتداءاتٍ وتضييقات لقوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز بيت فوريك العسكري شرق نابلس، الذي يربط المدينة بقريتي بيت فوريك وبيت دجن شرق نابلس. وازدادت المعاناة خلال شهر رمضان، حيث تعمدت قوات الاحتلال التنكيل بالمواطنين واحتجازهم في طريق العودة لبيوتهم بإغلاق الحاجز أمام المركبات التي تصطف في طوابير طويلة لساعات عدة. وغير بعيد عن تلك المنطقة تعاني المنطقة الأثرية ببلدة سبسطية شمال غرب نابلس من عدوان الاحتلال المستمر وعمليات تهويد، وإغلاقات مستمرة، وتوسيع الاستيطان والتوغل الاستيطاني في البلدة.
وصعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، بما يشمل اقتحام القرى والبلدات والمخيمات وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية، والذي استمر بالوتيرة نفسها خلال شهر رمضان. وفي التصعيد الإسرائيلي منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد ما لا يقل عن 928 فلسطينيا، وأصيب نحو 7 آلاف شخص، واعتقل 14 ألفا و500 آخرون، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
توافق إسرائيلي أميركي لاستعادة جميع الأسرى وإنهاء حكم حماس
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه "اتفق مع نظيره الأميركي بيت هيغسيث على وجوب إعادة جميع الرهائن وإنهاء حكم حماس في قطاع غزة". وأضاف كاتس على منصة إكس أنه أجرى محادثة وصفها بالعظيمة مع نظيره الأميركي شكره فيها على دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب في تسريع المساعدات العسكرية لإسرائيل. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أنه تم التوافق خلال المحادثة على أن إيران "تظل التهديد الأكبر للأمن الإقليمي وسنعمل معا لمنعها من الحصول على أسلحة نووية"، وفق تعبيره. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان السبت الماضي إن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لقنابل ومعدات هدم وأسلحة أخرى لإسرائيل بقيمة تبلغ نحو 3 مليارات دولار. وتم إخطار الكونغرس بشأن مبيعات الأسلحة المحتملة بعد ظهر الجمعة على أساس طارئ.
الثانية خلال شهر
وتتجاوز هذه العملية ممارسة طويلة الأمد تتمثل في منح رؤساء وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الفرصة لمراجعة الصفقة وطلب المزيد من المعلومات قبل إخطار الكونغرس رسميا. وتشمل مبيعات الأسلحة 35 ألفا و529 قنبلة للأغراض العامة وزنها نحو ألف كيلوغرام و4 آلاف قنبلة خارقة للتحصينات بالوزن نفسه من إنتاج شركة جنرال ديناميكس.
وهذه هي المرة الثانية خلال شهر واحد، التي تعلن فيها إدارة ترامب حالة الطوارئ للموافقة السريعة على بيع أسلحة لإسرائيل. وسبق أن استخدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن سلطات الطوارئ للموافقة على بيع أسلحة لإسرائيل دون مراجعة الكونغرس.