غزة بعد الاتفاق.. محادثات مباشرة بين أميركا وحماس وإسرائيل تبحث بناء ألف وحدة استيطانية بالقدس

في اليوم الـ47 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كشف موقع أكسيوس وجيروزاليم بوست أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري محادثات مباشرة غير مسبوقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإطلاق سراح المحتجزين الأميركيين في غزة، وبحث اتفاق أوسع لإنهاء الحرب. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن التواصل الأولي بين المفاوض الأميركي آدم بولر وحماس جرى في فبراير/شباط الماضي بالدوحة، حيث طلب الإفراج عن الأسرى الأميركيين بغزة وردت الحركة بإطلاق سراح الإسرائيلي الأميركي ساغي ديكل تشين. وفي إسرائيل، أدى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد اللواء إيال زامير اليمين خلفا لهرتسي هاليفي، في حين تباهى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بكونه "غيّر وجه الشرق الأوسط". من ناحية أخرى، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن لجنة التخطيط والبناء في القدس ستقر بناء أكثر من ألف وحدة سكنية استيطانية بالقدس الشرقية. وفي الضفة الغربية أيضا، أفادت مصادر بوقوع مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة بيت أُمّر شمال الخليل بالضفة الغربية.
البيت الأبيض: المحادثات المباشرة مع حماس مستمرة
بعد تسريبات عن إجراء محادثات سرية بين واشنطن وحركة حماس، كشف البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع الجميع بحس نية.
وأضاف في تصريحات، أن المحادثات مع حماس مستمرة ولن يخوض في تفاصيلها، لافتاً إلى أن مبعوث الرئيس دونالد ترامب مخول بالتشاور مع الجميع. كما أوضح البيت الأبيض أن المبعوث الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر لديه السلطة للتحدث مع أي شخص وتم التشاور مع إسرائيل في هذا الشأن. من جانبها أكدت إسرائيل أن الولايات المتحدة تشاورت معها في شأن اتصالات مباشرة بين الموفد الأميركي الخاص لقضية لرهائن المحتجزين في غزة آدم بولر وحركة حماس. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان مقتضب بعد إعلان البيت الأبيض وجود اتصالات مباشرة مع حماس لم يكشف عنها "خلال مشاورات مع الولايات المتحدة، أعطت إسرائيل رأيها بشأن محادثات مباشرة مع حماس". في وقت سابق، كشفت مصادر أميركية أن واشنطن تجري محادثات مباشرة مع حركة حماس بشكل سري، وهو ما أكدته الحركة الفلسطينية. وأفاد مصدران أميركيان أن إدارة دونالد ترامب كانت تجري محادثات مباشرة مع حماس بشأن الإفراج عن الأسرى الأميركيين المحتجزين في غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، بحسب ما نقله موقع Axios. كما أفاد المصدران أن المحادثات تضمنت مناقشات بشأن اتفاق أوسع للإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين والوصول إلى هدنة طويلة الأمد.
"منذ أسابيع"
والتقى مبعوث ترامب للرهائن، آدم بولر، مسؤولين من حماس في الدوحة مؤخرا، بحسب الموقع الأميركي، وهو ما أكدته الحركة. فقد قال مصدر في حماس "جلسنا مباشرة مع مبعوث ترامب لشؤون الرهائن". كما بين المصدر أن الحديث عن ملف الأسرى الأميركيين بدأ منذ أسابيع وليس اليوم.
لا موعد محددا
وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يخطط للسفر إلى الدوحة هذا الأسبوع للقاء رئيس وزراء قطر بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه ألغى الرحلة، بعد أن لاحظ عدم وجود تقدم من جانب حماس، حسبما أفاد مسؤول أميركي. كما لم يتم تحديد موعد زيارة ويتكوف إلى المنطقة، حيث ذكرت مصادر إسرائيلية أنه "لن يحضر قبل إحراز تقدم ملموس في المفاوضات". يأتي هذا بينما بدأت كل من إسرائيل وحركة حماس التأهب للعودة إلى الحرب على ما يبدو، إذ أفادت مصادر إسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتشديد حصارها على غزة كجزء مما سمّتها "خطة الجحيم"، بهدف الضغط على حماس لإطلاق المزيد من الأسرى من دون انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع المدمر.
خطة مختلفة
وقدمت إسرائيل هذا الأسبوع خطة وقف إطلاق نار جديدة من الولايات المتحدة، مختلفة عن تلك التي وافقت عليها في يناير الماضي، وتسعى لإجبار حماس على قبولها عبر فرض حصار على غزة. وأشار نتنياهو إلى الخطة باسم "مقترح ويتكوف"، قائلا إنها جاءت من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. لكن البيت الأبيض لم يؤكد ذلك بعد، مشيرا فقط إلى أنه يدعم أي إجراء تتخذه إسرائيل، حسب "أسوشييتد برس". هذا وتتطلب الخطة الجديدة من حماس الإفراج عن نصف الأسرى المتبقين لديها، وهم الورقة التفاوضية الأهم لدى الحركة، مقابل تمديد وقف النار وتعهد بالتفاوض على هدنة دائمة. في حين لم تشر إسرائيل إلى إطلاق المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وهو ما كان جزءا أساسيا من المرحلة الأولى للاتفاق.