سيريا ستار تايمز

أوكرانيا: اتفقنا مع أميركا على محادثات جديدة.. وماكرون: أمام أوروبا أوقات صعبة جداً


فيما يحاول الرئيس الأوكراني جاهداً احتواء تداعيات اجتماعه المتوتر يوم الجمعة الفائت في البيت الأبيض مع نظيره الأميركي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس، والذي اتُهم خلاله فولوديمير زيلينسكي بعدم الرغبة في التفاوض، كشف مسؤول أوكراني رفيع المستوى عن تطور جديد. فقد أعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك، أن كييف وواشنطن اتفقتا على إجراء محادثات جديدة، وذلك بعد مكالمة مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، وفق فرانس برس.
وقال يرماك على منصة "إكس": "أجريت مكالمة هاتفية مع مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي (مايك والتز). حددنا موعداً لاجتماع فرقنا في المستقبل القريب لمواصلة هذا العمل المهم". من جهته أعلن زيلينسكي في كلمته المسائية اليوم أن هناك "تحركاً إيجابياً" في التعاون مع الولايات المتحدة وأنه يتوقع نتائج الأسبوع المقبل تتضمن اجتماعاً في المستقبل بين الجانبين، حسب رويترز.

ترامب و"رسالة" من زيلينسكي
أتى ذلك بعد ساعات على خطاب ترامب أمام الكونغرس كشف فيه أن زيلينسكي أبلغه في رسالة استعداده لتوقيع اتفاقية المعادن في أي وقت، والعودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الروسي. كما لفت إلى أنه أبدى امتنانه لمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة، في تصريحات مشابهة تماما لما قاله زيلينسكي أمس على "إكس". إلا أن ترامب لم يعطِ أي تفاصيل إضافية حول تلك الرسالة، إنما شدد على أنه تلقى أيضاً "إشارة قوية" من روسيا بشأن استعدادها للسلام.

تغريدة أم رسالة؟
غير أن متحدث باسم زيلينسكي، سيرجي نيكيفوروف، أكد عدم وجود أي "رسالة" من هذا النوع. كما أوضح أن ترامب كان يتحدث على وجه التحديد عن البيان الذي نشره الرئيس الأوكراني مساء أمس في تغريدة على حسابه في "إكس"، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

أسف وامتنان
وكان زيلينسكي قد أعرب مساء أمس في تغريدة على "إكس"، عن أسفه لما جرى في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، في إشارة إلى اللقاء العاصف الذي جمعه بترامب. كما أبدى امتنانه لكل ما فعلته أميركا من أجل مساعدة بلاده، وما فعله ترامب أيضاً لجهة تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وأكد استعداد كييف لتحقيق السلام الدائم، وذلك بعد ساعات على إعلان البيت الأبيض وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بشكل مؤقت. يذكر أن مشاجرة كلامية عنيفة وغير مسبوقة كانت اندلعت، الأسبوع الماضي، أمام مرأى العالم بين الرئيسين الأميركي والأوكراني، إثر أسابيع من التوتر والانتقادات بين الرجلين، لاسيما بعد اتصال ترامب بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، واللقاء الذي عقد في الرياض الشهر الماضي (فبراير) بين وفدين روسي وأميركي.

ماكرون: أمام أوروبا أوقات صعبة جداً

خاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفرنسيين، في خطاب عبر فيه لأول مرة عن خيبة أمل من النظام العالمي، مشيرا الى أن الولايات لا تقف إلى جانب اوروبا في الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن "أمننا في خطر".
وقال إن التهديد الروسي يطال الجميع في أوروبا، متهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل في انتخابات الدول الأوروبية، وأن روسيا ستزيد عدد جنودها وأدواتها القتالية بشكل كبير خلال 5 أعوام. كما أضاف أن روسيا تهدد فرنسا وأوروبا وأن السلام قد لا يتحقق قريبا وعلينا التعايش مع هذا الأمر، وفق تعبيره. وتابع "علينا الاستمرار بتقديم المساعدات لأوكرانيا لتكون أقوى في المفاوضات... السلام لا يكون بالاستسلام... روسيا هي من بدأت بغزو أوكرانيا عام 2014".

"لا يمكن تصديق روسيا"
وأوضح ماكرون أنه "لا يمكن تصديق روسيا وأن السلام في أوكرانيا من مصلحة أوروبا أيضا، لافتا الى ان باريس تعمل مع الشركاء لتحقيق السلام في أوكرانيا. وكشف أنه تم تجهيز خطة للسلام في أوكرانيا، وأن على الدول الأوروبية الاستعداد لأوروبا "دون المساعدة الأميركية". كذلك أكد الالتزام بالشراكة مع أميركا والناتو، مشيرا الى الجهوزية التامة لكل السيناريوهات مع أميركا أو بدونها، لافتا الى ان مستقبل أوروبا لا يمكن أن يتقرر في أميركا فقط.

قرارات عسكرية جوهرية
وقال ماكرون إنه سيتخذ قرارات عسكرية جوهرية بالاجتماع القادم في أوروبا، وستزيد بلاده إنتاج الذخائر في الاتحاد الأوروبي، مشيرا الى ان الجيش الفرنسي الأكثر فاعلية في أوروبا. الى ذلك اعتبر أن التهديد الروسي لا يعرف حدودا، وأن هناك بحاجة إلى الشجاعة في الردع، وأنه من الضروري أيضا الاعتماد على نفسنا في الاقتصاد. وأضاف أن الرسوم الأميركية يجب أن تُردع، داعيا المؤسسات الفرنسية لتقديم "الحلول" لتعزيز الاقتصاد، مؤكدا أن لأوروبا قدرات كبيرة لمواجهة أي تحد عالمي. جاء خطاب ماكرون عشية انعقاد المجلس الأوروبي، في بروكسل، والذي يعد حاسماً لمستقبل أوكرانيا بعد وقف واشنطن المساعدات المقدمة لكييف.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,