حماس ترد على مقترحات التفاوض وعائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بإبرام الصفقة.. الصومال تردّ على مقترح لتوطين أهل غزة: نرفض أي خطة
في اليوم الـ55 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تسلمت أمس مقترحا من الوسطاء لاستئناف المفاوضات، وأنها تعاملت معه بمسؤولية وإيجابية. وقالت الحركة إنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته، وإن ردها تضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية. من جهتها، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن تنفيذ إعلان حماس يجب أن يكون بداية لاتفاق يُعيد جميع الأسرى دفعة واحدة وفورية، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإبقاء وفد التفاوض بالدوحة للتوصل لاتفاق. وقد كشف موقع أكسيوس أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قدم خلال محادثات الدوحة اقتراحا أميركيا مُحدَّثا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عدة أسابيع، واستئناف المساعدات الإنسانية، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الأحياء وجثث لأموات من قبل حماس. ميدانيا، أفاد مراسل سيريا ستار تايمز باستشهاد 4 في قصف إسرائيلي على فلسطينيين بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، في حين يواصل الاحتلال منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وفي الضفة الغربية المحتلة، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على المدن والبلدات والمخيمات، كما نفذت المزيد من الاعتقالات الجماعية. يأتي ذلك في وقت فرضت فيه إسرائيل قيودا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة إلى مدينة القدس للصلاة في المسجد الأقصى في ثاني جمعة من شهر رمضان.

وبعدما كشف عدد من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في 3 دول بشرق إفريقيا من أجل مناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، أتى الرد من الصومال وأرض الصومال الانفصالية. فقد أعلن وزيرا خارجية الصومال وأرض الصومال الانفصالية أن البلدين لم يتلقيا أي اقتراح من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة.
رفض قاطع
وشدد وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، على أن بلاده ترفض رفضاً قاطعاً أي مقترح أو مبادرة من أي طرف من شأنها أن تقوض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على أرضه، وفق رويترز. كما أضاف أن الحكومة الصومالية لم تتلق أي مقترح من هذا القبيل.
كذلك أردف أن مقديشو تعارض أي خطة تتضمن استخدام الأراضي الصومالية لإعادة توطين سكان آخرين. بدوره، قال وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ظاهر ادان: "لم أتلق أي مقترح بهذا الشأن، ولا محادثات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين".
السودان والصومال ومنطقة الصومال الانفصالية
يذكر أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين كانوا أعلنوا أن الدول الثلاث هي السودان والصومال ومنطقة الصومال الانفصالية المعروفة باسم أرض الصومال، حسب ما نقلت أسوشييتد برس بوقت سابق اليوم. إلا أنهم لم يوضحوا ما آلت إليه هذه المناقشات، أو مدى التقدم الذي أحرزته.
في المقابل، أكد مسؤولون سودانيون أنهم رفضوا هذه المبادرة. بينما نفى مسؤولون من الصومال وأرض الصومال علمهم بأي اتصالات من هذا القبيل، وفقاً لأسوشييتد برس.
تصميم واشنطن وتل أبيب
وتعكس تلك التسريبات تصميم واشنطن وتل أبيب على المضي قدماً في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القطاع المدمر، والتي دِينت على نطاق واسع وأثارت قضايا قانونية وأخلاقية خطيرة عربياً ودولياً. كذلك ترسم هذه المناطق الثلاث التي ترتفع فيها معدلات الفقر وعدم الاستقرار أيضاً، شكوكاً حول هدف ترامب المعلن المتمثل في إعادة توطين فلسطينيي غزة في "مناطق جميلة" كما زعم سابقاً.
"لا أحد سيجبرهم على المغادرة"
وكان الرئيس الأميركي تراجع يوم الأربعاء الماضي عن الخطة التي طرحها في فبراير حول غزة، وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، قائلاً إنه "لا أحد سيجبر سكان القطاع على المغادرة"، وذلك في أحدث تعليق منه على خطته السابقة التي كانت تقضي بتهجير نحو مليوني فلسطيني من غزة المدمرة، تمهيداً لإعادة الإعمار وإقامة ما وصفها بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".
في حين شدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يوم الأحد الفائت أمام الكنيست على أن العمل جار من أجل تنفيذ خطة ترامب للاستيلاء على غزة وترحيل أهلها، مع إجراء عملية توسيع ضخمة للاستيطان في الضفة الغربية أيضاً. فيما قدمت مصر خلال قمة الجامعة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة الأسبوع الماضي خطة بديلة، تقضي بإعادة إعمار القطاع مع الإبقاء على قاطنيه. يشار إلى أن ترامب كان أشعل موجة جدل واسعة وانتقادات دولية وعربية حين كشف الشهر الماضي عن خطة لتهجير سكان القطاع الفلسطيني الساحلي، والاستيلاء عليه من قبل الولايات المتحدة، وتحويله إلى منتجعات سياحية وفنادق ومطاعم وأبنية جديدة، بما يجعله "ريفييرا الشرق الأوسط".