مجزرة في بيت لاهيا وحماس وإسرائيل تردان على مقترح الوسطاء.. قرار محتمل اليوم بشن عمليات عسكرية محدودة في غزة

في اليوم الـ55 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، استشهد 9 أشخاص وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة، في حين ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل على مقترح الوسطاء المتعلق باستئناف المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى. وتضمن رد حماس الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية. وشمل رد حماس مطالبة الوسطاء بإلزام الاحتلال بتطبيق ما تبقى من المرحلة الأولى في ما يتعلق بالمساعدات والإعمار والانسحاب من محور فيلاديفيا. في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي بالمطالبة بإطلاق 11 أسيرا إسرائيليا من الأحياء من بينهم عيدان ألكسندر، إضافة إلى رفات 16 أسيرا، وسيكون ذلك مقابل الإفراج عن 120 أسيرا فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد و1110 أسرى إضافة إلى رفات 160 أسيرا من غزة. من جهتها، قالت واشنطن إنها قدّمت مقترح "تضييق الفجوات" لتمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي. وفي الضفة الغربية المحتلة واصلت قوات الاحتلال عدوانها على المدن والبلدات والمخيمات، كما نفذت المزيد من الاعتقالات الجماعية.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية في جنين وطولكرم بالضفة الغربية، في حين هاجم مستوطنون ممتلكات لفلسطينيين جنوب الخليل. وأنذرت قوات الاحتلال سكان حارة المربعة في مخيم طولكرم بإخلاء منازلهم، وشوهدت عدة عائلات فلسطينية وهي تخرج من منازلها دون أخذ أي مقتنيات. وكانت قوات الاحتلال قد أجبرت نحو 25 ألف فلسطيني على الإخلاء القسري من مخيمي طولكرم ونور شمس. وقالت اللجنة الإعلامية في طولكرم إن قوات الاحتلال تواصل عدوانها على المدينة ومخيمها لليوم الـ48 على التوالي، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة الأهالي في مخيمي طولكرم ونور شمس. وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت حارتي أبو الفول وقاقون وحولت منازل فيهما إلى ثكنات عسكرية، كما أجبرت سكان حارة المربعة على إخلاء بيوتهم تحت تهديد السلاح. وفجرت قوات الاحتلال إحدى بوابات مسجد النصر في مخيم نور شمس، واعتدت على رجل ونجله في المخيم واحتجزتهما لأكثر من 12 ساعة. وأطلق جنود الاحتلال النار باتجاه سيارة إسعاف أثناء إجلائها مريضا من المخيم. وأفادت اللجنة الإعلامية في طولكرم بوقوع انفجارات صباح اليوم في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس. وفي مخيم جنين أفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال أحرقت ودمرت منازل في المخيم.
اقتحامات واعتداءات
واقتحمت قوات الاحتلال مدن قلقيلية وبيت لحم والخليل ورام الله ونابلس ونفذت عمليات دهم واعتقال، كما هاجم مستوطنون ممتلكات لفلسطينيين في مسافر يطا جنوب الخليل.
وأفادت مصادر بإصابة فلسطيني باعتداء مستوطنين في خربة الطوبا بمسافر يطا. وقالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين اقتحموا منطقة زراعية في سهل المرج جنوب نابلس، ومنعوا المزارعين من حراثة أراضيهم. من جهة أخرى، ذكرت شبكة إن بي سي عن تقرير لمنظمة بتسيلم أن الجيش الإسرائيلي كثف القصف الجوي للضفة الغربية منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وشن 69 غارة جوية على الضفة راح ضحيتها 261 قتيلا على الأقل. ومنذ 21 يناير/كانون الثاني 2025 يواصل الاحتلال عدوانه في شمالي الضفة، مخلفا دمارا كبيرا في البنية التحتية، إضافة إلى هدم وتفجير مئات المنازل، وإجبار نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح قسرا. ومنذ بدئه حرب الإبادة على غزة صعّد الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى إلى استشهاد أكثر من 934 فلسطينيا وإصابة قرابة 7 آلاف شخص واعتقال 15 ألفا آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
إعلام إسرائيلي: نتنياهو قد يقرر اليوم شن عمليات محدودة في غزة
نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن المستوى السياسي في إسرائيل برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يقرر شن عمليات عسكرية محدودة في قطاع غزة للضغط على حركة حماس. وجاءت هذه الأنباء تزامنا مع غارة إسرائيلية على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة بعد ظهر اليوم، أدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين بينهم صحفيون. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه استهدف عنصرين من الإرهابيين -حسب وصفه- كانا يشغّلان طائرة مسيرة في بيت لاهيا "شكلت تهديدا للقوات"، وأضاف أن عناصر أخرى جمعوا معدات تشغيل المسيرة ودخلوا إلى مركبة أخرى، فقصفها الجيش أيضا. من جانبها، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 19 شخصا استشهدوا بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ48 الماضية، وبذلك يرتفع إجمالي عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 48 ألفا و543 شهيدا و111 ألفا و981 مصابا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هجمات إسرائيلية متكررة
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي، يشن سلاح الجو الإسرائيلي هجمات متكررة في أنحاء القطاع تخلف شهداء وجرحى. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي"لقد أصبحت الهجمات الإسرائيلية تتكرر يوميا، وأحيانا عدة مرات في اليوم. الجيش الإسرائيلي يحاول تعقب مجموعات تابعة لحماس في قطاع غزة تقوم بزرع العبوات الناسفة وإحباطها".
وأضافت الإذاعة "رغم ذلك، فمن المقدر أن هذه الهجمات لا تضر إلا بجزء صغير من محاولات حماس لإعادة تنظيم صفوفها". ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، امتنعت إسرائيل عن الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية خلافا لما ينص عليه الاتفاق، كما أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة وهددت باستئناف الحرب. من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها سلمت فجر أمس الجمعة ردها على مقترح أميركي جديد، مبيّنة أنها تعاملت معه بمسؤولية وإيجابية، وفق تعبيرها.