سيريا ستار تايمز

تفاقم الأوضاع الإنسانية بالقطاع وويتكوف ينتقد مطالب حماس.. إقالة رئيس الشاباك تثير زلزالا سياسيا تحت أقدام نتنياهو ومصر والأردن يبدآن تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية


في اليوم الـ57 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية مع مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم، جنوب قطاع غزة، لليوم الـ16 على التوالي. وقال مراسلنا إن المنظمات الإغاثية باتت عاجزة عن توفير المساعدات الغذائية لسكان القطاع بسبب الإغلاق. يأتي ذلك بينما، أصيب فلسطينيون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال صدامات في نابلس والخليل بالضفة الغربية المحتلة. ووسط تواصل المفاوضات في صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح تمديد وقف إطلاق النار في غزة غير مقبول على الإطلاق. وفي إسرائيل، تتصاعد الاحتجاجات بإسرائيل على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الحالي رونين بار.

إقالة رئيس الشاباك تثير زلزالا سياسيا تحت أقدام نتنياهو

أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار تصدعا سياسيا كبيرا، إذ اعتبر كثيرون أن نتنياهو يريد أن يستفرد بصناعة القرار وإزاحة كل من يعارض سياساته. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جهات وقطاعات عدة تخطط للتظاهر قرب مقر الحكومة بالقدس الأربعاء المقبل رفضا لإقالة رئيس الشاباك. وأضاف المصدر ذاته أن المظاهرات ستتزامن مع جلسة الحكومة التي سيعقدها نتنياهو للتصديق على قرار إقالة بار. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس جامعة تل أبيب أعلن في رسالة للأساتذة انضمامه للاحتجاج إذا تم التصديق على إقالة بار، داعيا الهيئة الأكاديمية وكبار المسؤولين بقطاع الاقتصاد للانضمام إليه.

غضب المعارضة
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن دولة إسرائيل فقدت ثقتها برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإن عليه الاستقالة. وأضاف لبيد -في حديث لهيئة البث الإسرائيلية- "إذا ما كان فقدان الثقة سببا للإقالة، لذا فإن أول من سيُقال هو نتنياهو، لقد فقدت دولة إسرائيل الثقة به"، في إشارة إلى المبرر الذي استخدمه نتنياهو لإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وهو فقدان الثقة به.

واعتبر لبيد أن طريقة نتنياهو "المخزية" في إقالة رئيس الشاباك تشير إلى فقدانه السيطرة على أعصابه وانهيار القيم، وأن الإقالة في هذا الوقت "غير مسؤولة وتدل على عدم الاهتمام بمصير الرهائن". وأضاف أنه سيتم الطعن أمام المحكمة العليا في قرار إقالة بار. بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن إسرائيل لن تتمكن من التعافي إلا باستقالة نتنياهو، مؤكدا أن قادة الجيش والمخابرات والشاباك ووزير الدفاع فشلوا وتحملوا المسؤولية، ونتنياهو يتهرب من مسؤولياته. وأضاف بينيت أن سياسة نتنياهو الانهزامية سمحت لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني "ببناء أنفسهما كقوى إرهابية على حدودنا"، وقال إن نتنياهو يتحمل مسؤولية فشل التاريخ الإسرائيلي وكان عليه أن يستقيل منذ زمن. في السياق ذاته، قال رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان إنه حذّر منذ 9 سنوات من أن إسرائيل تنحدر نحو الدكتاتورية، وأن نتنياهو يظن أنه حاكم أعلى يفعل ما يشاء، معتبرا أن الحكومة الإسرائيلية "تريد أن تمنح نفسها الحق في فعل ما تشاء بناء على أوامر شخص فاسد".

"تدمير الديمقراطية"
أما رئيس الشاباك السابق يعقوب بيري، فقال إن نتنياهو "يريد التخلص من جميع الحراس والتصرف منفردا"، موضحا أن "منصب رئيس الشاباك ليس قائما على الثقة". كما عارض منتدى قطاع الأعمال ورؤساء كبريات الشركات الإسرائيلية إقالة رئيس الشاباك، وفق ما نقلته القناة الـ13 الإسرائيلية. وقال المنتدى إن آخر ما تحتاجه إسرائيل الآن هو معركة داخلية يقيل فيها نتنياهو رئيس الشاباك في ظل تضارب مصالح خطير. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن منتدى الأعمال الإسرائيلي "سنقف خلف حراس البوابة وندعو نتنياهو إلى وقف تدمير الديمقراطية".

تأييد نتنياهو
في المقابل، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن إقالة رئيس الشاباك كان ينبغي أن تتم منذ وقت طويل، متهما إياه بالمسؤولية الشخصية عن "خطأ رهيب أدى إلى أكبر كارثة في تاريخ إسرائيل".
وأضاف سموتريتش "ربما لو كان رئيس الشاباك يحرس عتبة غزة بدلا من عتبة سياسية وهمية لتفادى مذبحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتابع "كان يفترض أن يعود إلى منزله في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول". وفيما يخص قرار رونين بار برفض إقالته، أوضح وزير المالية الإسرائيلي أن هذا القرار "بجرّ إسرائيل إلى أزمة أخرى في خضم الحرب، يضيف ملحا إلى الجرح ولن نتسامح معه". كما قال زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي شغل منصب وزير الأمن القومي قبل استقالته، إنه يرحب بقرار رئيس الحكومة إقالة بار، مضيفا: "هذا ما كنت أطالب به منذ مدة طويلة".

شروط رئيس الشاباك
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر إقالة رئيس الشاباك الحالي رونين بار، في حين قررت الشرطة الإسرائيلية استدعاء الرئيس السابق للشاباك نداف أرغمان للتحقيق بعد تقديم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شكوى ضده. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو التقى بار وأبلغه بأنه سيطرح على الحكومة قرار إقالته، كما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نتنياهو استدعى بار إلى لقاء طارئ وسيتقدم للحكومة بمقترح لإقالته. من جهته، وضع بار شروطا لإنهاء خدماته مع تمسكه برفض الاستقالة، واتهم نتنياهو بالفشل والإخفاق. وقال بار إنه سيبقى على رأس عمله إلى أن ينجز مهمة إعادة جميع الأسرى، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مع جميع الأطراف، بما في ذلك السياسية والحكومية ورئيس الوزراء، واعتبرها ضرورة لأمن الجمهور. وأوضح أن إقالته ليست بسبب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن التحقيقات بشأنها كشفت أن سياسات الحكومة خلال العام الماضي لها دور أساسي في الإخفاق، معتبرا أن طلبات نتنياهو بالولاء الشخصي تتناقض مع القانون والمصلحة العامة للدولة.

مصر والأردن يبدآن تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرهم في القطاع.. ووزير خارجية مصر: نجاح خطة إعمار غزة يعتمد على إنشاء لجنة مستقلة تدير الفترة الانتقالية

جاء ذلك خلال اجتماع حضره وزير الخارجية المصري مع السفراء الأجانب وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، وذلك بمقر وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، حيث تم تقديم عرض مرئي حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة. وبحضور أكثر من مائة سفير وممثل لمنظمة دولية، استعرض الوزير عبدالعاطي الخطة المتكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة التي وضعتها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية.

وأشار إلى وجود متطلبات أساسية لنجاح الخطة، وهي تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر، وإعادة الإعمار بصورة تضمن الملكية الفلسطينية، والتعامل مع الوضع في القطاع باعتباره جزءاً أصيلاً من الأراضي الفلسطينية، وتمكين السلطة من العودة لقطاع غزة للاضطلاع بمسؤولياتها من خلال إنشاء لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، كما نوه ببدء مصر والأردن في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرهم في قطاع غزة.

وشدد وزير الخارجية على أن خطة إعادة إعمار غزة حصلت على تأييد إقليمي ودولي واسع، وأن مصر تعمل حالياً على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة. وأشار عبدالعاطي لوجود مقترح بأن يقوم مجلس الأمن بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك من خلال تبني قرار للمجلس لنشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة، وفي إطار برنامج زمني يضمن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.

من جانبه، قدم د. خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، عرضاً مرئياً متكاملاً بشأن إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة، استعرض من خلاله أبرز ملامح استجابة مصر الصحية الطارئة والخدمات الصحية التي قدمتها لأكثر من 107 آلاف مواطن فلسطيني عبروا إلى مصر منذ بداية الحرب، والتي تجاوزت تكلفتها 570 مليون دولار. وأشار لملامح الوضع الصحي الحالي المتردي في قطاع غزة، في ظل نقص الإمدادات الطبية وخروج أكثر من 70% من المنشآت الصحية في القطاع من الخدمة. كما تطرق لتفاصيل المقترح المصري لإعادة بناء وتعزيز القطاع الصحي، لرفع كفاءته والاستجابة للاحتياجات الصحية الأساسية في القطاع، مستعرضاً التكاليف المتوقعة للمشروعات المقترحة في هذا الشأن.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,