سيريا ستار تايمز

مقتل جنود يشعل المواجهة بين الجيش السوري وحزب الله.. فما الذي جرى على الحدود اللبنانية السورية؟


يتصاعد التوتر على الحدود السورية اللبنانية بعد مقتل ثلاثة جنود من الجيش السوري. وفي حين تناقلت وسائل إعلام محلية رواية تفيد بأن الجنود قتلوا بعد دخولهم الأراضي اللبنانية، نفى الجيش السوري ذلك، متهماً حزب الله باختطافهم وتصفيتهم ميدانياً، فما الذي جرى على الحدود اللبنانية السورية؟ بدأت التطورات على الحدود اللبنانية السورية بخبر جرى تناقله على شبكات إخبارية محلية يفيد بأنّ جنودا من الجيش السوري ضلّوا طريقهم ودخلوا إلى الأراضي اللبنانية ولقوا حتفهم بإطلاق نار. هذه الرواية نفاها الجيش السوري جملة وتفصيلاً مؤكداً أن عناصر من ميليشيا حزب الله تسللوا إلى داخل الأراضي السورية واختطفوا 3 جنود من الجيش وجرى تصفيتهم في لبنان. وبُثت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الاعتداء على الجنود وقتل أحدهم رجماً بالحجارة وانتشرت صور لاحقا لجثامين قتلى الجيش. وقال مصدر من الأمن العام السوري لموقع تلفزيون سوريا إن العناصر الثلاثة يتبعون لقوات النخبة في اللواء 103 بالجيش السوري. وأشار المصدر إلى أنّ الجيش اللبناني سلّم جثامين العناصر، بمرافقة من الصليب الأحمر اللبناني، إلى الأمن العام السوري عبر معبر جوسية.
ولم يتأخر الرد السوري الرسمي، إذ أصدر المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع بيانا حمّل فيه حزب الله بشكل مباشر المسؤولية عن مقتل الجنود الثلاثة. وأشار البيان إلى أنّ "مجموعة من ميليشيا حزب الله تقوم وعبر كمين بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية". وأكد البيان أن وزارة الدفاع "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من قبل ميليشيا حزب الله". واستقدم الجيش السوري أرتالاً عسكرية باتجاه الحدود اللبنانية ليبدأ الرد باستهداف مواقع لحزب الله اللبناني، الذي نفى مسؤوليته عن مقتل الجنود الثلاثة وقال في بيان إن "العلاقات الإعلامية في حزب الله تنفي بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لحزب الله ‏بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية".‏ وتطورت الأحداث على الحدود إلى اشتباكات متبادلة حيث قُتل في البداية عنصر من الأمن السوري، باستهداف وقع في منطقة حدودية بريف حمص، حيث أصاب صاروخ موجه السيارة الأمنية التي كانت تقلّه بشكل مباشر. وقبل قليل، أشار مصدر عسكري أن عدد قتلى عناصر الجيش السوري في الاشتباكات الجارية مع ميليشيا حزب الله على ريف حمص ارتفع إلى 8 عناصر. كما أفاد المصدر بمقتل مدنيين اثنين بقصف للحزب على ريف حمص إضافة إلى إصابة مصور وصحفي بعد استهدافهما بصاروخ موجه من مليشيا حزب الله.

الجيش اللبناني يحاول ضبط الحدود
من جانبه، أكد الجيش اللبناني استمرار اتصالاته مع السلطات السورية لضبط الأمن على الحدود، وخاصة في محيط منطقة القصر - الهرمل. وقال الجيش اللبناني في بيان: "بتاريخ 2025/3/16، بعد مقتل سوريَّين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر - الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة، وما لبث أن فارق الحياة"، مضيفا أنّ الجيش نفّذ تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل 16-2025/3/17 حتى ساعات الصباح الأولى، وسلّم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري". وفي شباط الماضي، اندلعت اشتباكات على الحدود السورية اللبنانية، بين الجيش السوري ومهربي مخدرات وسلاح ينحدرون من عشائر لبنانية تقطن في قرى وبلدات محاذية للحدود السورية مع لبنان بريف منطقة القصير جنوبي حمص، استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة، ما أسفر عن وقوع ضحايا في صفوف الطرفين.

وتمكن الجيش السوري وقتئذ من بسط سيطرته على قرى "أكّوم وبلوزة وزيتا وهيت وبويت" بريف القصير وبلدة حاويك.

حملة لإغلاق منافذ التهريب
من جانبه، عمل الجيش اللبناني على إغلاق معابر غير شرعية عابر في مناطق حوش السيد علي، القصر - الهرمل، مشاريع القاع، والدورة - القاع، على الحدود مع سوريا، واستخدمت من قِبَل النظام المخلوع و"حزب الله" في عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات. وتنشط العديد من عصابات تهريب المخدرات والسلاح في تلك المنطقة التي تقطنها عشائر وعائلات لبنانية، من بينها عائلتا زعيتر وجعفر، حيث إن المعابر غير الرسمية بين سوريا ولبنان تشهد نشاطاً لعمليات التهريب منذ سيطرة "حزب الله" على المنطقة في السابق.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,