سيريا ستار تايمز

اغتيال قيادي في حماس والخلاف السياسي يتسع بإسرائيل.. الاحتلال يقصف مستشفى في خان يونس ومصر تجدد رفضها تهجير سكان غزة


في اليوم السابع من استئناف العدوان على غزة بعد تنصل إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار، اغتال جيش الاحتلال إسماعيل برهوم القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في قصف استهدف غرفة العمليات بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما ارتفع عدد الشهداء بالقطاع الفلسطيني لى 53 شهيدا في قصف إسرائيلي على أنحاء متفرقة من القطاع. وعلى الجانب الإسرائيلي، ذكرت القناة الـ12 أن جهاز الشاباك فتح تحقيقا ضد جهاز الشرطة ومقربين من وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، ورد مكتب الوزير بأن التحقيق ذو خلفية سياسية ويهدف لتنفيذ انقلاب ضد إرادة الشعب. كما ذكرت القناة الإسرائيلية أن بن غفير هاجم رئيس الشاباك رونين بار بعد الكشف عن هذا التحقيق ولكن حال بينهما الحراس. وفي الضفة الغربية، أجبرت قوات الاحتلال أصحاب محلات على إغلاق محالهم في كل من جنين والخليل، كما أصيب 4 فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة دورا جنوب الخليل.

على وقع التصعيد الإسرائيلي في غزة منذ 18 مارس، أعلن الدفاع المدني في غزة أن غارة جوية إسرائيلية أصابت مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب القطاع المدمر. وقال إن مقاتلات إسرائيلية استهدفت قسم الطوارئ في مستشفى ناصر في خان يونس، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
كما أفاد مسعفون فلسطينيون بمقتل 5 أشخاص في الغارة، حسب رويترز.

إسماعيل برهوم
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان شن غارة في محيط مستشفى ناصر استهدفت عضواً كبيراً بحركة حماس. كما اتهم حماس بإدارة عمليات من داخل مستشفى ناصر.

بدوره أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اغتيال "رئيس حكومة حماس الجديد في غزة" إسماعيل برهوم، بالغارة على مستشفى ناصر. وأوضح أن برهوم هو "رئيس حكومة حماس البديل، والذي تولى منصبه خلفاً لعصام الدعاليس الذي اغتيل قبل أيام".

"كان يتلقى العلاج"
في حين أكدت حماس مقتل عضو المكتب السياسي للحركة إسماعيل برهوم بالغارة. وقال مصدر في حماس، لم يشأ كشف هويته، لوكالة الأنباء الفرنسية إن "برهوم كان يتلقى العلاج إثر إصابته بجروح حرجة في غارة إسرائيلية استهدفته فجر الثلاثاء الماضي بمنزل في خان يونس"

صلاح البردويل
يأتي ذلك فيما شنت إسرائيل غارات عنيفة على خان يونس. في حين أعلنت حماس مقتل عضو المكتب السياسي للحركة، صلاح البردويل، وزوجته جراء غارة إسرائيلية على خيمة يقيم فيها بمخيم يأوي نازحين غرب خان يونس. كما أكد الجيش الإسرائيلي قتل البردويل.

"ليست إلا البداية"
يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان استأنف عملياته على نطاق واسع في قطاع غزة منذ الثلاثاء الفائت. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد الأسبوع الماضي بتكثيف القصف مع استئناف الحرب على القطاع، مشيراً إلى أن تلك الغارات "ليست إلا البداية".

واقع إنساني كارثي بعد نزوح سكان الشمال مجددا إلى غزة

وعادت مشاهد النزوح مجددا إلى مدينة غزة إثر تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية في منطقتي بيت لاهيا وبيت حانون والمناطق المجاورة لها في شمالي قطاع غزة، وسط انعدام أدنى مقومات الحياة. ويبحث النازحون عن موطئ قدم يشعرون فيه بالأمان، لكنهم وجدوا أنفسهم مرة أخرى في خيام مهترئة رافقت رحلات نزوحهم المتكرر على مدار أشهر الحرب قبل وقف اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ويعاني النازحون من ظروف قاسية ونقص كبير في المياه والغذاء، وانعدام مقومات الحياة بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية. 

أكدت مصر مجدداً رفضها تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة طوعاً أو قسراً.

حيث أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية تأكيد القاهرة على موقفها الثابت والمبدئي بالرفض القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة، قسراً أو طوعاً، لأي مكان خارجها، خصوصاً إلى مصر، مؤكدة أن هذا التهجير يمثل تصفية للقضية الفلسطينية وخطر داهم على الأمن القومي المصري.
كما أوضحت رفض القاهرة التام لأية مزاعم تتداولها بعض وسائل الإعلام، تتعلق بربط قبولها بمحاولات التهجير - المرفوضة قطعياً - بمساعدات اقتصادية يتم ضخها لها، مؤكدة أن السياسة الخارجية المصرية عموماً لم تقم قط على "مقايضة" المصالح المصرية والعربية العليا بأي مقابل، أياً كان نوعه.

ثابتة على مبادئ سياستها الخارجية
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتي هي جوهر الأمن القومي المصري والعربي، أكدت الهيئة أن موقف القاهرة منها ظل لأكثر من ثلاثة أرباع القرن، مبدئياً راسخاً يعلي من اعتبارات هذا الأمن القومي وحقوق الشعب الفلسطيني، مضيفة أنها تحملت من جراء ذلك أعباء اقتصادية ومالية هائلة، لم تدفعها مطلقاً في أي لحظة، نحو أي تنازل ولو طفيف في مقتضيات أمنها القومي الخاص وأمن أمتها العربية العام، ولا في حق واحد مشروع للشعب الفلسطيني.

كما شددت على أن مصر لم تكتف برفضها القاطع والنهائي لمشروع التهجير المطروح منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في المسارات السياسية والدبلوماسية، بل أعلنته منذ الساعات الأولى لهذا "العدوان" على لسان قيادتها السياسية، ملزمة نفسها به أمام شعبها والعالم كله، ومتسقة مع أمنها القومي والمصالح العربية العليا ومحافظة على القضية الفلسطينية. في حين ختمت مؤكدة أن مصر ما زالت ثابتة على مبادئ سياستها الخارجية التي تقوم على "الأخلاق" والرفض التام لأن يكون لاعتبارات "المقايضة" أي تأثير عليها.

إنشاء إدارة للمغادرة "الطوعية"
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية بوقت سابق، إنشاء إدارة خاصة مهمتها السماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة "طوعاً". وأكدت أن المجلس الوزاري الأمني المصغر صادق على خطتها لإنشاء إدارة مخصصة "للمغادرة الطوعية لسكان غزة إلى دولة أخرى".

كما أضافت في بيان أن هذه الإدارة ستعمل بإشراف وزارة الدفاع لكنها قد "تتعاون مع منظمات دولية" من أجل "ضمان المرور الآمن" للغزيين إلى هذه البلدان الأخرى، من دون أن تسميها. كذلك اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الاقتراح يتماشى مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال إنه يريد أن يغادر الفلسطينيون طوعاً قطاع غزة. يذكر أن القاهرة كانت كثفت تحركاتها خلال الأسابيع الماضية، بعدما أثار ترامب غضباً عالمياً، عندما طرح خطة "لسيطرة أميركا" على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" مع تهجير سكانها إلى مصر والأردن، وقدمت خلال قمة الجامعة العربية غير العادية خطة بديلة تقضي بإعمار القطاع الفلسطيني دون تهجير أهله.

بدوره لوح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بفتح أبواب الجحيم على غزة، ما لم تطلق حماس كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث لا يزال في قبضتها 59 إسرائيلياً بعد إطلاق العشرات خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الذي بدأ في 19 يناير الفائت.

ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية الدامية على القطاع، عام 2023، إثر الهجوم الذي شنته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، سقط أكثر من 53 ألف شهيد فلسطيني، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,