
في اليوم التاسع من استئناف حرب الإبادة على غزة، واصلت إسرائيل قصفها على القطاع، في حين حذرت وزارة الصحة في غزة من نقص حاد في الأدوية الأساسية وأدوية الطوارئ، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر معظم القطاعات الصحية، مما أدى إلى وفاة عديد من أصحاب الأمراض المزمنة بسبب نقص الأدوية. وعلى الجانب الإسرائيلي، ما زالت الأزمة السياسية تتصاعد، عقب قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وحجب الثقة عن المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا وتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وفي الضفة الغربية، يواصل الاحتلال عدوانه على المدن والبلدات الفلسطينية، حيث يقوم بتجريف الأراضي وإحراق المنازل وهدم المحلات التجارية، بالإضافة إلى حملة اعتقالات واسعة. كما دفع بتعزيزات عسكرية وجرافات خاصة إلى مدينتي جنين وطولكرم.
قالت مصادر طبية إن 31 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة في قطاع غزة، في وقت توعد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي بمزيد من تصعيد العدوان. وأفاد مراسلنا بسقوط مصابين إثر غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة. كما أفاد المراسل بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على المناطق الشمالية الشرقية لمدينة غزة. وشيع فلسطينيون في وقت سابق في خان يونس جنوبي القطاع جثامين شهداء غارات إسرائيلية على المدينة. وقال مراسلنا إن إحدى الغارات استهدفت خيمة نازحين شمالي خان يونس، وأدت لاستشهاد عائلة بأكملها، بينما أدت غارة ثانية غربي المدينة إلى استشهاد أب ونجله. كما استشهد شقيقان في قصف على منزل جنوبي المدينة. ووسط القطاع، أفاد مراسلنا باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة أكثر من 20 في استهداف مربع سكني بمخيم البريج وشارع النخيل بدير البلح.
كاتس يتوعد
في سياق متصل، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باحتلال مزيد من الأراضي واغتيال نشطاء إذا استمرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في موقفها. وجاءت تصريحات كاتس في أثناء تفقده مقرّ فرقة غزة في غلاف غزة، حيث قال: "جئت إلى هنا اليوم للوقوف عن كثب على سير القتال واستعداد قوات الجيش في الميدان لمواصلة اتخاذ القرارات قدما".
وأضاف "هدفنا الأساسي إعادة المخطوفين واذا واصلت حماس تعنتها ستدفع أثمانا باهظة ومتصاعدة، ومنها استيلاء على أراض واغتيال نشطاء وضرب بنى إرهابية حتى إخضاعها بالكامل"، وفق تعبيره. وتصر حركة حماس على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع ودخول المساعدات الإنسانية مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وذلك وفقا للمراحل الموضوعة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية الوسطاء، قبل أن تخرقه إسرائيل الأسبوع الماضي وتستأنف عدوانها على غزة.
مسيرة شعبية
في سياق آخر، خرجت في شمال قطاع غزة تجمعات شعبية شارك فيها مواطنون طالبوا بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، في ظل تصاعد عمليات القتل والتدمير التي يقوم بها جيش الاحتلال. وحمل المشاركون لافتات كتب عليها "أوقفوا الحرب" و"يكفي نزوح وتشريد" و"أرواح أطفالنا ليست رخيصة" و"نريد العيش بسلام وأمان". وردد المشاركون الذين قدروا بالمئات شعارات ضد حركة حماس وحكومتها وطالبوها بوقف الحرب. وقد تلقى سكان غزة رسائل نصية من سلطات الاحتلال بالتزامن مع المظاهرة تقول إن "الحل بين أيديكم، وحماس تصر على أخذكم إلى الهلاك"، وفق زعمها.
وقوف مع المقاومة
من جانبهم، أكد وجهاء ومخاتير بيت لاهيا شمال قطاع غزة أنهم "يقفون في صف المقاومة الفلسطينية المشروعة ولا يقبلون محاولات فصل بيت لاهيا وتصديرها كجسم دخيل على الحالة الثورية". وقال الوجهاء والمخاتير -في بيان- إن "المسيرات العفوية التي خرجت اليوم لا يمكن أن نقبل استغلالها في مناكفة سياسية في هذه المرحلة الحساسة من الصراع مع العدو".
وأضافوا أنهم لا يقبلون أيضا "استغلال مطالب شعبنا المشروعة من أطراف تابعة للطابور الخامس وأشخاص مندسين لعرض صورة كاذبة عن الحالة الوطنية"، وفق تعبيرهم. وبدعم أميركي مطلق، يرتكب الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ترامب يتحدث عن سبب تسريبات سيغنال ويصف حماس بالجماعة الشرسة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه مرتاح للغاية لتفسير وحل قضية انضمام صحفي إلى محادثة في تطبيق سيغنال مع فريق الأمن القومي، وهي الحادثة التي أثارت ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، وفعت مشرعين ديمقراطيين لمطالبة كبار مسؤولي إدارة ترامب بالاستقالة. وقدم ترامب في تصريحات لقناة نيوز ماكس تفسيرا "أوليا" لسبب إضافة رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك جيفري غولدبرغ، لمجموعة دردشة في تطبيق سيغنال ناقشت خطط الضربات ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، قائلا إن لديهم اعتقادا بأن شخصا ما عمل مع مايك والتز (مستشار الأمن القومي الأميركي) بمستوى أدنى ولديه رقم غولدبرغ أو اتصل به، وبطريقة ما وصل هذا الشخص للمحادثة. وأضاف أن المحادثة (التي اطلع عليها الصحفي) لم تكن سرية ولم تكن هناك مشكلة وكان الهجوم على اليمن ناجحا للغاية. وشدد على أنه لا يمكنه سوى الاعتماد على ما قيل له، وأنه لم يكن متورطا في الأمر. وفي موضوع آخر، قال ترامب إن إدارته تمكنت "من إخراج العديد من الرهائن من قطاع غزة"، ووصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالجماعة الشرسة. وفي وقت سابق نفى ترامب تسريب أي معلومات حساسة خلال المحادثات المذكورة على تطبيق سيغنال، وقال إنه طلب من مستشار الأمن القومي دراسة خاصية الأمن في التطبيق.
والتز يتحمل المسؤولية
وفي السياق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز لشبكة فوكس نيوز إنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن إضافة صحفي إلى مجموعة دردشة في تطبيق سيغنال. وأضاف أنه لم يلتق الصحفي الذي أضيف إلى مجموعة الدردشة، وأنه لم تكن هناك معلومات سرية في المحادثة، ويفضل عدم الكشف عنها. وأضاف بوسعي الجزم بأنني لا أعرف ذلك الرجل؛ أقصد أنني أعرفه من سمعته المشينة وهو في الحقيقة من أسوأ الصحفيين وكاره للرئيس، ولكنني لا أرسل إليه رسائل نصية. وقال إن فريق الأمن القومي يحقق في الطريقة التي تمكن بها صحفي مجلة "ذي أتلانتيك" من اختراق غرفة المحادثة في تطبيق سيغنال التي كان يناقش فيها خطة توجيه ضربات لليمن.
دعوات للاستقالة
وضمن تفاعلات القضية، دعا مشرعون ديمقراطيون، كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الاستقالة. وشهدت مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف، وكلاهما كان مشاركا في الدردشة، أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بأنه لم تتم مشاركة أي مواد سرية في الدردشة الجماعية على تطبيق سيغنال للمراسلة المشفرة. لكن أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين عبروا عن شكوكهم في شهادتيهما، وقالوا إن الصحفي جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك" أفاد بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث نشر تفاصيل عملياتية عن ضربات وشيكة ضد جماعة الحوثيين في اليمن تضم "معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات". وكان رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك جيفري غولدبرغ أحدث ضجة بعدما كشف عن استخدام وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تطبيق "سيغنال" غير المخصص للمراسلات الحكومية، وقال إنه تم تداول خطط حربية في المجموعة، تتعلق بالضربات الأميركية ضد الحوثيين.