سيريا ستار تايمز

خشية فقدان التفوق في سوريا.. نتنياهو يضغط على واشنطن لوقف صفقة إف-35 مع تركيا


كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، استناداً إلى ثلاثة مصادر، بينها مسؤولان غربيان كبيران، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس ضغوطاً على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بهدف عرقلة صفقة بيع طائرات الشبح الأميركية "إف-35" إلى تركيا، في محاولة للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب، لا سيما في ظل تصاعد التوترات مع أنقرة في الملف السوري. وأفاد المسؤولان الغربيان بأن نتنياهو أثار ملف "إف-35" خلال عدة اتصالات هاتفية أجراها مع روبيو في شهري آذار ونيسان، بينما أكد مصدر ثالث مطلع على تفاصيل الملف أن رئيس الوزراء الاحتلال مارس ضغوطاً مباشرة على الوزير الأميركي فيما يخص الصفقة.

توتر متصاعد بين تركيا وإسرائيل في سوريا
وتأتي هذه التطورات في سياق توتر متزايد بين إسرائيل وتركيا على خلفية الأحداث في سوريا، حيث شنت طائرات الاحتلال الأسبوع الماضي غارات على ثلاث قواعد عسكرية سورية، من بينها قاعدة "تي فور" الجوية، ووفقاً لما نقله الموقع، فإن هذه الضربات نُفذت في إطار ما وصفته تل أبيب بـ"فرصة محدودة" قبل أن تبدأ تركيا بتحريك معداتها العسكرية إلى المنطقة. وكان الموقع نفسه قد أشار في تقارير سابقة إلى أن أنقرة تخطط لنشر منظومة دفاع جوي من طراز "حصار" في قاعدة "تي فور"، في إطار اتفاقية دفاعية يجري التفاوض بشأنها بين تركيا والحكومة السورية منذ كانون الأول الماضي، وتهدف إلى توفير حماية جوية ودعم عسكري للسلطات السورية. كما تدرس تركيا احتمال نشر منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400" مؤقتاً في مطار "تي فور" أو مدينة تدمر، لتأمين المجال الجوي في أثناء إعادة تأهيل القواعد، إلا أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، ويعتمد على موافقة موسكو أيضاً.

دعم أميركي محتمل لموقف إسرائيل
ويرى نتنياهو ومستشاروه أن روبيو يُعد حليفاً قوياً في جهودهم لعرقلة حصول تركيا على طائرات "إف-35"، وفقاً للموقع، ويُعرف الوزير الأميركي بموقفه المتشدد تجاه أنقرة، وسبق له أن أعرب عن قلقه حيال اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في 19 آذار، وهو أبرز معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأثار توقيف إمام أوغلو احتجاجات واسعة داخل تركيا. وبحسب المصادر، تكررت إثارة نتنياهو لقضية "إف-35" مع روبيو، بما في ذلك خلال مكالمة سابقة للقاء جمع الأخير بنظيره التركي هاكان فيدان في واشنطن، بتاريخ 25 آذار. وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية حينها إلى أن الاجتماع تناول "التعاون الوثيق لدعم سوريا مستقرة وموحدة وسلمية".

الموقف التركي من الضغوط الإسرائيلية
رغم إدراك أنقرة لضغوط نتنياهو، إلا أن مصادر مطلعة على المفاوضات قللت من تأثيرها. وقال مسؤول إن إدارة ترمب لم تبدِ أي تغيير في موقفها من صفقة الطائرات حتى الآن. وأكد مصدر على صلة بالملف أن "نتنياهو لا يمكنه سوى أن يطلب من ترمب تزويد إسرائيل بعدد إضافي من طائرات إف-35، وربما مضاعفة ما ستحصل عليه تركيا، لكنه لا يملك التأثير الكافي لإلغاء الصفقة برمتها".

أسباب النزاع حول "إف-35"
وتعود الأزمة بين واشنطن وأنقرة بشأن برنامج "إف-35" إلى عام 2019، حين قررت تركيا شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، وهو ما دفع الولايات المتحدة لطردها من برنامج الإنتاج المشترك للطائرة. وفي العام التالي، فرضت إدارة ترمب عقوبات على تركيا. وبموجب القانون الأميركي، لا يمكن إعادة إدماج تركيا في برنامج "إف-35" ما لم تتخلَّ عن منظومة "إس-400"، غير أن أي تحرك تركي لنشر تلك المنظومة داخل سوريا قد يزيد من مخاوف إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تتمتع منذ عقود بحق النقض (الفيتو) غير رسمي على مبيعات الأسلحة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، في إطار التزام واشنطن بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الإقليم.

"أحب أردوغان وقادر على حل الخلافات بينه وبين نتنياهو"
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه هنّأ نظيره التركي رجب طيب أردوغان على ما وصفه بـ"أخذ سوريا"، معتبراً ذلك إنجازاً تاريخياً لم يتحقق منذ 2000 عام، وأضاف: "قلت له: لقد فعلت شيئاً لم يستطع الآخرون فعله، مهما اختلفت أسماء سوريا عبر العصور". وفيما يتعلق بالعلاقات التركية-الإسرائيلية، قال ترمب عقب لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أحب أردوغان، وإن كان لدى نتنياهو مشكلات معه فأنا قادر على حلها"، مشيراً إلى أن علاقته بأردوغان "رائعة ومتبادلة"، رغم انزعاج وسائل الإعلام من ذلك. ووصف ترمب الرئيس التركي بأنه "قاسٍ وذكي للغاية"، مضيفاً: "أنجز شيئاً غير مسبوق، ويجب الإقرار بانتصاره".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,