الصين تنتقد زيلينسكي: تصريحاته غير مسؤولة ومحادثات روسية أميركية في إسطنبول.. ما حقيقة قتل الروس لأسرى أوكرانيين؟

بعدما اعتبر أن بكين تعلم أن روسيا تجند مواطنين صينيين للقتال إلى جانبها في أوكرانيا، نددت السلطات الصينية بتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفة إياها بغير المسؤولة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان إن بلاده "طالبت دوماً بأن يبقى مواطنوها في منأى من مناطق النزاع المسلح". ونصح " الأطراف المعنيين بعدم الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة".
كما شدد على أن "الصين ليست مسبباً للأزمة الأوكرانية ولا طرفاً فيها"، مؤكداً أنها "من مؤيدي الحل السلمي والمدافعين عنه".
"تجر" الصين إلى الحرب
جاء ذلك بعدما اعتبر زيلينسكي أمس أن السلطات الروسية "تجر" الصين إلى حربها ضد كييف، قائلاً إن بكين تعلم أن عشرات من مواطنيها جندتهم موسكو للقتال في أوكرانيا. وأضاف أمام صحافيين أنه على علم بنشر ما لا يقل عن 155 من جنودها بعدما أعلن الثلاثاء اعتقال اثنين منهم. كما رأى أن موسكو "تجر دولاً أخرى إلى الحرب. أعتقد أنهم يجرون راهناً الصين إلى هذه الحرب". يشار إلى أن الصين تقدم نفسها كطرف محايد في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 3 سنوات فيما تعتبر الحكومات الغربية أن علاقاتها الوثيقة مع روسيا منحت موسكو دعماً اقتصادياً ودبلوماسياً حاسماً، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
جنوداً يحملون شارات الجيش الروسي وهم يقتلون جنوداً أوكرانيين
وسط الحرب المتواصلة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022، وعلى وقع تبادل الاتهامات المستمر بين الجانبين، أظهر مقطع فيديو، أحدهما روسي والآخر أوكراني، قصتين مختلفتين حول عدد من الأسرى. ففي أحدهما، ظهر الأسرى وهم على قيد الحياة، وفي الآخر موتى.
فقد بيّن الفيديو الذي تم تسجيله بواسطة طائرة مسيرة أوكرانية جنوداً يحملون شارات الجيش الروسي وهم يقتلون جنوداً أوكرانيين كانوا استسلموا لهم. كما بث مقطع ثانٍ، تم تسجيله بواسطة طائرة مسيرة روسية، يوثق نفس الحادثة ويكشف كيف تحاول موسكو تقديم روايتها عنها، وفق وكالة أسوشيتد برس (أ ب). وتم التقاط الفيديو الأوكراني بواسطة اللواء 128 الأوكراني في قرية بياتيختكي جنوبي أوكرانيا في 13 مارس/آذار الماضي، وفقاً لمسؤولين عسكريين من دولة أوروبية شاركت السلطات الأوكرانية الفيديو معها. والفيديو حصلت عليه وكالة "أسوشيتد برس" من المسؤولين بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم ليسوا مخولين بنشره.
الرواية الأوكرانية
وكشف الفيديو الأوكرانيين الأربعة الذين استسلموا، مستلقين على الأرض ووجوههم للأسفل. وبعد أن تم تفتيشهم، يتجه أحد الروس نحو الأسرى، ويرفع مسدسه ويبدأ في إطلاق النار. في حين أطلق جندي آخر النار أيضا، ثم يضطر إلى إعادة تعبئة سلاحه. وينضم روسي ثالث، ويطلق رصاصتين على الأقل من مسافة قريبة، ثم يقوم الجندي الذي أعاد تعبئة سلاحه بقتل الأربعة أسرى، مطلقا النار على كل واحد منهم بشكل ممنهج.
الرواية الروسية
أما الرواية الروسية، والتي توثقها مشاهد التقطتها طائرة مسيرة روسية في بياتيختكي في نفس اليوم وبث على مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للكرملين. وتصاحب المقطع موسيقى مخيفة تنذر بالسوء، وأظهر ثلاثة جنود روس وهم يجبرون الجنود الأوكرانيين المستسلمين على الخروج من منزل مدمر تحت تهديد السلاح. لكن الفيديو ينتهي عند مشهد يظهر الجنود الأوكرانيين مستلقين على الأرض وهم لا يزالون على قيد الحياة.
انطلاق الجولة الثانية من المحادثات الروسية الأميركية في إسطنبول
بدأت الولايات المتحدة وروسيا الجولة الثانية من المحادثات بين البلدين في القنصلية الروسية بمدينة إسطنبول في تركيا. ووفقا لما ذكرته موسكو وواشنطن، ستتركز المحادثات على استعادة عمل البعثتين بعد خلاف مستمر منذ سنوات وتبادل للاتهامات مما عقد العلاقات بين الدولتين. ويرأس الوفد الروسي سفير روسيا الجديد لدى واشنطن ألكسندر دارشيف بينما يرأس الوفد الأميركي سوناتا كولتر نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون روسيا ووسط أوروبا. وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف قال إن "روسيا والولايات المتحدة ستستأنفان محادثاتهما لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بعد فترة من التوتر". بدورها، قالت تامي بروس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية يوم الثلاثاء "أوكرانيا ليست قطعا على جدول الأعمال، وإن هذه المحادثات تركز فقط على عمل سفارتنا وليس على تطبيع العلاقات الثنائية بالكامل، فهذا لن يحدث إلا بعد أن يكون هناك سلام بين روسيا وأوكرانيا كما أوضحنا من قبل". وشكت موسكو وواشنطن خلال السنوات الماضية من صعوبات في الحصول على أوراق اعتماد لدبلوماسييهما، مما جعل عمل سفارتيهما بالغ الصعوبة. وفي 18 فبراير/شباط الماضي، جرى أول اللقاءات بين وفدي البلدين بالعاصمة السعودية الرياض، في إطار جهود إعادة العلاقات الثنائية ووقف الحرب في أوكرانيا.
وعقد الوفدان أول اجتماع لهما في تركيا، بتاريخ 27 فبراير/شباط الماضي بمقر القنصلية العامة الأميركية في إسطنبول واستمر حوالي 6 ساعات ونصف. وأكدت تركيا مرارا، على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان، استعدادها لتقديم كل الدعم للجهود المبذولة لإرساء السلام بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك استضافة هذه المحادثات.