الضربة الروسية على أوكرانيا مروّعة وزيلينسكي يدعوه لتفقد الدمار.. الأمن الروسي يعتقل مواطنَين من مولدوفا خططا لتفجيرات

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الضربة الروسية التي خلّفت 34 قتيلاً على الأقل في سومي بشمال شرق أوكرانيا، بأنها "مروّعة". وقال الرئيس الأميركي للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، "أعتقد أنه أمر فظيع. وقد قيل لي إنهم ارتكبوا خطأ. لكنني أعتقد أنه أمر مروّع". وعندما طُلب منه توضيح الخطأ، قال: "لقد ارتكبوا خطأً.. هذه حرب بايدن.. هذه ليست حربي.. هذه حربٌ كانت في عهد بايدن.. أحاول فقط إيقافها حتى نتمكن من إنقاذ الكثير من الأرواح". وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض أن الضربة في مدينة سومي تشكّل "تذكيرا صارخا" بالحاجة إلى التفاوض من أجل إنهاء "هذه الحرب الرهيبة". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز في بيان إن "الهجوم الصاروخي على سومي اليوم هو تذكير واضح وصارخ بأن جهود الرئيس دونالد ترامب لمحاولة إنهاء هذه الحرب الرهيبة تأتي في وقت حاسم". ولم يُلقِ ترامب ولا مجلس الأمن القومي الأميركي اللوم على روسيا بعد هذه الضربة الصاروخية التي أثارت رد فعل دوليا غاضبا.
يأتي ذلك فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نظيره الأميركي ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية الدمار الذي خلفه العدوان الروسي، وذلك في مقابلة بثتها شبكة "سي بي إس" CBS التلفزيونية الأميركية. وقال زيلينسكي في برنامج "60 دقيقة"، "من فضلكم، قبل اتخاذ أي نوع من القرارات، وقبل أي شكل من أشكال المفاوضات، تعالوا لرؤية الناس والمدنيين والمقاتلين والمستشفيات والكنائس والأطفال... تعالوا وانظروا، ثم فلنمضِ قدما بخطة لإنهاء الحرب"، مضيفا أن الرئيس الأميركي "سيفهم ما فعله (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين". وأدت ضربة صاروخية روسية إلى سقوط ما لا يقل عن 34 قتيلا وإصابة نحو مئة بجروح وسط زحمة عيد الشعانين في وسط مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا، ما أثار تنديد حلفاء كييف الأوروبيين ومسؤولين أميركيين. ووقع هذا الهجوم الموجه ضد المدنيين وهو أحد الأكثر فتكا منذ أسابيع في أوكرانيا، بعد يومين على زيارة مسؤول أميركي كبير لروسيا عقب استئناف الاتصالات بين واشنطن وموسكو منتصف شباط/فبراير.
ومن خلال محادثات منفصلة مع الطرفين، يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف الحرب التي اندلعت جراء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2023. وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية "ضربت روسيا وسط المدينة بصواريخ بالستية في وقت كان عدد كبير من الناس في الشارع". وأفادت بأنه "بحلول الساعة 18,00 (15,00 ت غ) قُتل 34 شخصا بينهم طفلان" مشيرة إلى “إصابة 117 بجروح بينهم 15 طفلا”. وذكرت أن الناس أصيبوا “وسط الشارع وفي السيارات ووسائل النقل العام والمنازل” فيما تتواصل عمليات الإغاثة. ونشرت السلطات المحلية في سومي صور جثث ممددة في الشارع ومواطنين يهرعون للاحتماء في ملجأ وسيارات مشتعلة ومدنيين مصابين على الأرض. وأعلنت الحداد ثلاثة أيام. وأكّدت شاهدة عيان لوكالة فرانس برس أن ضربة أصابت منطقة يقع فيها معهد للاقتصاد تابع للبنك الوطني الأوكراني في وسط سومي. وأضافت “هناك كثير من الجثث (…) إنه جنون”. وقال غينادي فورونا، أحد عناصر الصليب الأحمر الأوكراني لفرانس برس إن “طابورا طويلا” من السيارات التي تنقل المصابين تشكّل أمام مستشفى محلي.
"يتجاوز كل حدود الأخلاق"
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجوم وقع “في يوم يذهب الناس إلى الكنيسة: أحد الشعانين… فقط الأوغاد يمكن أن يفعلوا ذلك”. ودعا إلى ممارسة “ضغط قوي” على روسيا لإنهاء حربها. وقال “من دون ضغط قوي حقا ومن دون دعم مناسب لأوكرانيا، ستواصل روسيا إطالة أمد هذه الحرب. لقد مر شهران منذ تجاهل (الرئيس فلاديمير) بوتين اقتراح أميركا وقف إطلاق النار في شكل كامل وغير مشروط”. وأضاف “للأسف، هم في موسكو واثقون بقدرتهم على مواصلة القتل. علينا التحرك لتغيير الوضع”. من جهته، أكّد رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أن روسيا استخدمت “صاروخين بالستيين من طراز إسكندر-إم/كي إن-23”. واتهم اللواءين الصاروخيين الروسيين 112 و448 بتنفيذ الضربة، داعيا إلى معاقبة “مجرمي الحرب الذين يعطون الأوامر ويطلقون الصواريخ”. وفي حين ندّد المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ بهجوم “غير مقبول” و”يتجاوز كل حدود الأخلاق”، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الضربة بأنها “مروعة” مقدما تعازيه إلى ذوي الضحايا.
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يؤكد أن المتهمين خططا لهجمات إرهابية على الأراضي الروسية بناء على تعليمات الاستخبارات الأوكرانية
أعلنت سلطات الأمن الروسية، اعتقال مواطنَين من مولدوفا خططا لتفجيرات "بتعليمات من أوكرانيا". وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن اعتقال مواطن مولدوفي كان يخطط لتفجير محطة ضخ مياه في شبه جزيرة القرم بناءً على تعليمات الاستخبارات الأوكرانية. وجاء في بيان مركز العلاقات العامة التابع لجهاز الأمن الفيدرالي: "نتيجة للعمليات التي نفذت في كيرتش تم اعتقال عميل للاستخبارات الأوكرانية يدعي يفغيني كوردوغلو، وهو مواطن من جمهورية مولدوفا من مواليد عام 1992، بعد القبض عليه كشف المعتقل عن إحداثيات مخبأ يحتوي على عبوة ناسفة بلاستيكية من طراز "سيمتيكس 10" تزن 400 غرام، ومفجر كهربائي وجهاز توقيت مصمم لتفجير محطة ضخ مياه في كيرتش". وقبلها بقليل، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن اعتقال مواطن مولدوفي آخر بتهمة نقل عبوات ناسفة لتنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي الروسية بناء على تعليمات الاستخبارات الأوكرانية.
وجاء في بيان مركز العلاقات العامة التابع لجهاز الأمن الفيدرالي: "إحباط الأنشطة غير القانونية لمواطن من مولدوفا يدعى ماريوس برونينو من مواليد عام 2001، وصل إلى روسيا بناء على تعليمات مديرية الاستخبارات العامة التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية لتنظيم أعمال تخريبية وإرهابية". ووفقاً للبيان: تم "تجنيد المعتقل في ديسمبر 2023 للتحضير لارتكاب هجمات إرهابية في روسيا وفي كيشيناو، تم تسليمه سيارة بلوحات مولدوفية، مجهزة بمكان مخصص لإخفاء 3 عبوات ناسفة "سي-4" تزن كل منها 1.6 كيلوغرام. وأوضح البيان أنه "بناء على تعليمات الاستخبارات الأوكرانية وصل الشخص المعني في عام 2024 إلى روسيا.. لوضع العبوات بمخابئ في فولغوغراد وساراتوف، ولكن تم اعتقاله من قبل عناصر الأمن".