شهداء والأونروا تحذر من تهديد خطير لحياة المرضى.. آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى والاحتلال يحول القدس لثكنة عسكرية
في اليوم الـ30 من استئناف العدوان على قطاع غزة أفادت مصادر طبية باستشهاد 21 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي المتواصل منذ فجر اليوم على القطاع. وقال مراسلنا إن فلسطينيين اثنين استشهدا وأصيب 4 آخرون في قصف مسيّرة إسرائيلية على بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس، في حين استشهد 10 آخرون إثر غارة إسرائيلية على منزل في منطقة النفق بمدينة غزة. كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على منطقة الشعف في حي التفاح شرقي مدينة غزة، في حين استشهد 3 آخرون في غارة أخرى على منزل بجباليا النزلة شمالي القطاع. في غضون ذلك، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن النقص الحاد في الأدوية والإمدادات الطبية في غزة يشكل تهديدا خطيرا لحياة المرضى، محذرة من أن نظام الرعاية الصحية بأكمله في غزة كان تحت الهجوم منذ بداية الحرب. وجددت الوكالة دعوتها لرفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل وللعودة إلى وقف إطلاق النار فورا. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن القطاع أصبح "مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبّون لمساعدتهم" جراء العمليات العسكرية ومنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية. وقالت منسقة الطوارئ في المنظمة لقطاع غزة أماند بازيرول "نشهد حاليا القضاء على سكان غزة وتهجيرهم القسري"، مشيرة إلى أن الاستجابة الإنسانية "تعاني كثيرا من انعدام الأمن وحالات النقص الحادة". يأتي ذلك فيما أفادت مصادر طبية باستشهاد 19 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع. وواصل الاحتلال قصفه مناطق عدة مخلفا شهداء وجرحى، مما يرفع عدد الشهداء إلى 29 منذ فجر أمس الثلاثاء. واليوم، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن عدد الموقّعين على عرائض تطالب بوقف الحرب على غزة وإعادة المحتجزين تخطى 110 آلاف. وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر باستشهاد فلسطينيين اثنين خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على بلدة قباطية بجنين واحتجاز جثمانيهما، في ظل مواصلة قوات الاحتلال حملتها العسكرية باقتحام مناطق وبلدات عدة.

قالت مصادر فلسطينية إن أكثر من 3 آلاف مستوطن إسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى خلال 3 أيام، في حين حذر خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري من أن استباحة آلاف المستوطنين للأقصى واقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الحرم الإبراهيمي يمثلان رسالة خطيرة. وأفادت مصادر بأن مستوطنين إسرائيليين بدؤوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في رابع أيام عيد الفصح اليهودي وسط حراسة أمنية مشددة. وقالت المصادر إن 683 مستوطنا وعنصرا من شرطة الاحتلال اقتحموا ساحات المسجد الأقصى اليوم حتى الآن. كما أفادت بأن عددا من المستوطنين اقتحموا مقبرة باب الرحمة بمحيط الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية فيها صباح اليوم. من جانبه، قال "مركز وادي حلوة" الفلسطيني إن 3386 مستوطنا متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الأولى لعيد الفصح اليهودي.
كما قالت محافظة القدس الفلسطينية إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي حولت مدينة القدس وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية تزامنا مع عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ يوم السبت الماضي، ويستمر أسبوعا.
وأكدت المحافظة أن الاحتلال يفرض قيودا مشددة على الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس لتأمين اقتحامات المستوطنين، ويعرقل دخول المصلين إلى المسجد الأقصى ويحتجز بعضهم.
"رسالة خطيرة"
من جانبه، حذر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من أن استباحة آلاف المستوطنين للأقصى واقتحام بن غفير للحرم الإبراهيمي يمثلان رسالة خطيرة. وقال الشيخ صبري إن اقتحامات الأقصى والحرم الإبراهيمي محاولة لفرض واقع جديد وتغيير هوية المقدسات الإسلامية في فلسطين، وهي اعتداء على الأقصى وعلى صلاحيات الأوقاف الإسلامية. وحمّل الشيخ صبري حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدنيس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي. وقال إن الاحتلال والمستوطنين تجاوزوا الخطوط الحمراء بإقامة طقوس تلمودية بالأقصى، مشيرا إلى استفزازاتهم للمصلين المسلمين. وأكد خطيب المسجد الأقصى أن الاحتلال يحول القدس لثكنة عسكرية ويشدد حصاره على أبواب الأقصى، ويضيق الخناق على المسلمين. وقال صبري "يجب على الفلسطينيين في الداخل المحتل شد الرحال إلى الأقصى".
اعتقال وإبعاد
في غضون ذلك، قال حارس المسجد الأقصى، إن وتيرة التضييقات على المسجد الأقصى تتصاعد بشكل كبير، خاصة خلال الأعياد اليهودية. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تواصل سياسة الاعتقال والإبعاد بحق موظفي المسجد الأقصى بحجج وذرائع واهية، وقد طالت مؤخرا مسؤول الإعلام في المسجد، رامي الخطيب، في مسعى واضح لمنعه من توثيق انتهاكات الاحتلال. وقال إن بوابات الأقصى تشهد إجراءات مشددة خلال ساعات اقتحام المستوطنين، حيث يمنع الاحتلال أعدادا كبيرة من المصلين من الدخول إلى الأقصى، سعيا منه لإفراغ المسجد من المسلمين.
وأوضح الرجبي أن المستوطنين باتوا يؤدون صلوات تلمودية بشكل علني، ورقصات استفزازية في ساحات المسجد الأقصى. وقالت محافظة القدس الفلسطينية إن أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى في أول 3 أيام من عيد الفصح تضاعفت هذا العام مقارنة بالأيام ذاتها من العام الماضي. وأوضحت المحافظة أن المسجد الأقصى شهد خلال الأيام الأولى من عيد الفصح اليهودي لعام 2025 تصعيدا في وتيرة الاقتحامات "حيث اقتحمه في اليوم الأول (الأحد) 494 مستعمرا، وارتفع العدد في اليوم الثاني إلى 1149، ثم إلى 1732 مستعمرا في اليوم الثالث، تحت حماية قوات الاحتلال".