سيريا ستار تايمز

هل ينقل يورانيوم إيران إلى موسكو؟.. الكرملين يرفض التعليق


بعد تكرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وتشديد مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، على ضرورة أن يشمل أي اتفاق مقبل وقف تخصيب اليورانيوم، أتى الرد الإيراني.
فقد شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات صحافية، اليوم بعد اجتماع لمجلس الوزراء، على أن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض خلال المحادثات مع أميركا. كما اعتبر أنه "إذا واصل الطرف الأميركي تصريحاته المتناقضة فإن الظروف ستزيد صعوبة"، وفق قوله. وأكد أن بلاده مستعدة لبناء الثقة بشأن المخاوف المحتملة، مضيفا أن أميركا لن تحقق شيئا عبر الضغوط وفرض مواقفها. ورأى أنه "إذا كانت المحادثات في أجواء متكافئة يسودها الاحترام فستمضي قدماً".

رسالة لبوتين
إلى ذلك، أوضح أنه سيسلم رسالة من المرشد الأعلى، علي خامنئي، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المرتقبة قريباً إلى روسيا، قبل الجولة الثانية من المحادثات النووية بين الجانب الإيراني والأميركي، وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية. أتى هذا الموقف بعدما أكد ويتكوف الذي يترأس الوفد الأميركي في المحادثات مع الجانب الإيراني، مساء أمس أن أي اتفاق مقبل يجب أن يرسي إطارا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، ما يعني وقف تخصيب اليورانيوم وبرنامج التسلح الإيراني.

وكان خامنئي أشار خلال لقاء مع مجموعة من السياسيين، أمس، إلى "أن المراحل الأولى من محادثات عُمان سارت بنحو جيّد"، داعيا إلى المضيّ قدمًا من الآن فصاعدًا بدقة. إلا أنه شدد في الوقت عينه على أن الخطوط الحمراء بالنسبة إلى إيران واضحة كما هي بالنسبة للطرف الآخر (أي الأميركي). فيما أكد المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، على أن الأمن القومي الإيراني والسلاح خط أحمر.

ومن المرتقب أن تشهد سلطنة عمان السبت المقبل اجتماعاً ثانياً بين ويتكوف وعراقجي، على وقع التلويحات الأميركية المتواصلة بالخيار العسكري. يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت أشارت في أحدث تقرير لها صدر في فبراير الماضي، إلى أن طهران تمتلك 274,8 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3,67% التي حددها اتفاق 2015، وبذلك صارت أقرب إلى عتبة 90% المطلوبة للاستخدام في صنع السلاح النووي.

هل ينقل يورانيوم إيران إلى موسكو

وفيما يرتقب أن تستأنف المحادثات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي، أحجم الكرملين عن الرد على سؤال عما إذا كانت بلاده مستعدة لاستقبال مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب في إطار اتفاق نووي محتمل مع الولايات المتحدة. فعندما سُئل المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال إفادته الصحافية، اليوم، عما إذا كانت روسيا ستقبل بتسلم احتياطيات اليورانيوم الإيرانية، وما إن كانت طهران قد ناقشت هذا الأمر مع موسكو، أجاب قائلاً: "سأترك هذا السؤال دون تعليق"، وفق رويترز.
أتى ذلك بعد أن أفادت مصادر مطلعة أنه من المتوقع أن ترفض إيران اقتراحاً أميركياً بأن تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة، مثل روسيا، في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة في المستقبل لتقليص برنامجها النووي، حسب ما نقلت صحيفة "الغارديان".

تلويح بالخيار العسكري
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر مساء أمس عن استيائه من وتيرة المحادثات مع إيران. وقال خلال لقاء في المكتب البيضاوي مع نظيره السلفادوري نجيب بوكيلي: "أعتقد أنهم يماطلوننا". كما لوح مجدداً بالخيار العسكري في حال فشل المفاوضات، إذ ألمح إلى إمكانية ضرب المنشآت النووية حين سئل عن ذلك.

اتفاق 2015
يذكر أن ترامب انسحب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من اتفاق 2015، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران التي ظلت ملتزمة بالاتفاق لمدة عام بعدها، قبل أن تبدأ في التراجع عن التزاماتها بموجبه. ووصف حينها هذا الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما، بأنه "أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه" مع إيران. في حين كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أحدث تقرير لها صدر في فبراير الفائت (2025)، أن امتلاك طهران لليورانيوم المخصب يقدر بـ274.8 كلغ بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3.67% التي حددها اتفاق 2015، وبذلك صارت أقرب إلى عتبة 90% المطلوبة للاستخدام في صنع السلاح النووي.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,