واشنطن تجدد تهديدها بالانسحاب من مساعي إنهاء القتال.. وبوتين منفتح على الاتصالات مع أوروبا وأوكرانيا

أكد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس أن على موسكو وكييف الاتفاق على مبادلة الأراضي إذا كانتا تسعيان لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأفاد الصحافيين أثناء زيارة إلى الهند "أعتقد أن الوقت حان لاتّخاذ إحدى الخطوات الأخيرة، إن لم تكن الخطوة الأخيرة... القول إننا سنوقف القتل وسنجمّد خطوط السيطرة عند مستوى قريب لما هي عليه حاليا... يعني ذلك الآن بالطبع بأنه سيتعين على الأوكرانيين والروس التخلي عن بعض الأراضي التابعة لهما الآن".
وزارة الخارجية البريطانية كانت اعلنت تأجيل المفاوضات المتعلقة بالتسوية في أوكرانيا على مستوى وزراء الخارجية والتي كان من المقرر أن تجرى في لندن اليوم. وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية إنه تم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية بينما ستستمر المفاوضات على المستوى الرسمي، لكنها مغلقة أمام الصحافة. الخارجية الأميركية كانت أعلنت أن وزير الخارجية الأميركي لن يحضر الاجتماعات حاله كحال مبعوث ترمب ستيف ويتكوف صحيفة واشنطن بوست كانت كشفت ان إدارة ترامب كانت ستطرح خلال اجتماع لندن مقترحها لإنهاء الحرب. المقترح كما أصبح معروفا يتضمن الاعتراف بسيادة روسيا على القرم مقابل تجميد الحرب كجزء من اتفاق سلام. الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي كان شدد على رفضه القاطع الاعتراف بسيادة روسيا على القرم. كما شدد الرئيس الأوكراني على أن شبه جزيرة القرم هي أرضٌ أوكرانية رافضا الاعتراف بسيادة روسيا عليها.
من جهته قال الكرملين إن اجتماع لندن بشأن أوكرانيا لم يعقد بسبب فشل الأطراف في التوصل لتوافق، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال منفتحا على الاتصالات مع أوروبا وأوكرانيا. وفي وقت سابق، أفادت قناة "سكاي نيوز" Sky News البريطانية، أن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا قد أرجؤوا اجتماعاً كان مقرراً اليوم بشأن أوكرانيا، بعد رفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التوجه إلى لندن. وبحسب القناة كان من المقرر أن تعقد المحادثات بين مسؤولين رفيعين من الدول الخمس. ومن المتوقع أن يكون وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا موجوداً في لندن، كما كان من المرجح أن يلتقي بوزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي.
الرئاسة الروسية قالت إن موسكو تواصل اتصالاتها مع واشنطن لكن لا حوار حاليا يجري مع أوروبا أوكرانيا
قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن استعداده للتواصل مع أوروبا وأوكرانيا سعياً لتسوية النزاع الأوكراني. ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي، قال بيسكوف: "لا توجد لدينا أي اتصالات مع الأوروبيين، ولا مع الأوكرانيين، ومع ذلك، لا يزال الرئيس بوتين منفتحاً على هذه الاتصالات سعياً لتسوية النزاع، هذا هو حال الوضع اليوم". كما أكد بيسكوف أن روسيا تواصل اتصالاتها مع الولايات المتحدة، مشيراً لعدم وجود حوار مع أوروبا وأوكرانيا، قائلا: "نواصل اتصالاتنا مع الأميركيين، وليس لدينا اتصالات مع الأوروبيين أو مع الأوكرانيين". في سياق متصل، رأى أن ممثلي الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا لم يعقدوا اجتماعهم المقرر اليوم في لندن بشأن أوكرانيا بسبب "فشلهم في تقريب وجهات نظرهم حول بعض القضايا"، حسب تعبيره.
كما أعلن المتحدث باسم الكرملين أن روسيا أكدت مجدداً معارضتها نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا. وقال، رداً على سؤال بشأن موقف روسيا فيما يتعلق بوجود "قوات حفظ السلام" الأوروبية على أراضي أوكرانيا: "نعم، لا تزال روسيا تعارض ذلك، ولكن في الواقع ستكون هذه قوات ومعدات تابعة لحلف شمال الأطلسي على أراضي أوكرانيا، أي أن هذا هو في الواقع، السبب الرئيسي وأحد الأسباب الأولية لإطلاق العملية العسكرية الخاصة". كما قال إن البلدان الضالعة في محادثات السلام المتعلقة بأوكرانيا لا تزال في حاجة لتجاوز الخلافات بينها، مضيفا أن هناك "الكثير من الفروق الدقيقة" التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى التوصل لأي اتفاق. ورداً على سؤال حول زيارة محتملة لستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى موسكو، قال بيسكوف إنه لا يوجد شيء ملموس يمكن قوله في الوقت الراهن حول هذا الموضوع، ولكن الكرملين سيعلن عن أي أخبار بشأن هذه الزيارة. ورداً على سؤال عما إذا كانت موسكو تعتبر الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا إنذاراً، قال بيسكوف إن موسكو لا ترى ذلك وإن الكرملين يرحب بجهود الوساطة الأميركية.
يأتي هذا بينما أكد جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي اليوم أن على موسكو وكييف الاتفاق على مبادلة الأراضي إذا كانتا تسعيان لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقال للصحافيين أثناء زيارة إلى الهند: "أعتقد أن الوقت حان لاتّخاذ إحدى الخطوات الأخيرة، إن لم تكن الخطوة الأخيرة.. القول إننا سنوقف القتل وسنجمّد خطوط السيطرة عند مستوى قريب لما هي عليه حالياً.. يعني ذلك الآن بالطبع بأنه سيتعين على الأوكرانيين والروس التخلي عن بعض الأراضي التابعة لهما الآن". وحذّر فانس من أن واشنطن ستتخلى عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ما لم يتوصل البلدان إلى اتفاق. وقال: "قدمنا مقترحاً واضحاً جداً للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا نعم، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلى عن هذه العملية".