
في اليوم الـ37 من استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، أفادت مصادر طبية باستشهاد 34 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم 20 منهم بمدينة غزة وشمالي القطاع، يأتي ذلك مع إعلان مصادر طبية أن القطاع دخل المرحلة الخامسة من سوء التغذية. وقال الدفاع المدني بغزة إن طواقمه غير قادرة على الوصول إلى أشخاص محاصرين تحت أنقاض منازلهم المقصوفة في حي التفاح، ودعا الصليب الأحمر لتكثيف عملية التنسيق مع الاحتلال لتمكين طواقمه من الوصول إلى المكان. إنسانيا، قال مدير مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا إن أطفال قطاع غزة في أشد مراحل سوء التغذية وصعوبة مُتابعتهم طبيا بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال. وأوضح الفرا أنّ قطاع غزة يمر في المرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية وهي المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية. سياسيا، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن شجار شهده اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت). وحسب "قناة 12" الإسرائيلية، هاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش كلا من رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، بسبب إدارة الحرب على غزة وخرج من الجلسة. وفي الضفة الغربية، قالت اللجنة الإعلامية في طولكرم إن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 2800 منزل في مخيمَي طولكرم ونور شمس.
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة الأمنية قررت منح فرصة أخيرة للتفاوض قبل توسيع الحرب في غزة، وذلك خلال اجتماعها، بحس ما ذكرت مصادر. وأكد إعلام إسرائيلي في وقت سابق أن وزراء في الحكومة شددوا خلال الاجتماع على احتلال قطاع غزة بالكامل، ومواصلة الضغط العسكري على حماس للتوصل لاتفاق.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اجتماع الحكومة الأمنية الإسرائيلية شهد صداما بين وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ورئيس أركان الجيش، إيال زامير، ورئيس الشاباك، رونين بار. وأوضحت أن رئيس الأركان رفض تولي الجيش مسؤولية توزيع المساعدات في غزة، الأمر الذي اعترض عليه سموتريتش ما أدى إلى انسحابه من الاجتماع، بحسب هيئة البث. وفي خضم هذه التطورات نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر مطلع في حركة حماس أنها ستطرح في اجتماع بالقاهرة، مقترحا يتضمن صفقة شاملة لإطلاق الأسرى. ويتضمن مقترح حماس الاتفاق على صفقة تبادل شاملة للأسرى، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار. كما يشمل المقترح تشكيل لجنة محلية من مستقلين تكنوقراط لإدارة القطاع، وفق المقترح المصري للجنة الإسناد المجتمعي.
في المقابل، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ترغب في تحقيق اختراق بشأن صفقة غزة خلال هذا الأسبوع. وأضاف المسؤولون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، متردد في الموافقة على أي شيء يتجاوز اتفاقا مؤقتا لا ينهي الحرب.
نداءات استغاثة من تحت الأنقاض
ميدانيا، يتواصل القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، حيث أفاد مراسلسيريا ستار تايمز بارتفاع عدد الشهداء إلى خمسة عشر. الدفاع المدني تمكن من انتشال أربعة شهداء في حي التفاح، وقال إن العشرات لا يزالون تحت أنقاض منازلهم هناك. وفيما وجّه مدنيون محاصرون تحت أنقاض منازلهم مناشدات لإنقاذهم، أوضح الدفاع المدني أن طواقمه غير قادرة على الوصول إلى المنطقة بسبب تصنيفها بالخطيرة.
تقسيم غزة إلى شطرين
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش أنهى رصف نصف المحور الفاصل بين رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، في إطار خطة تهدف إلى التوسيع.
وبحسب الإذاعة، أصبح محور موراغ تحت سيطرة الجيش من صوفا بمدينة رفح إلى البحر. وأضافت الإذاعة أن الجيش بدأ بوضع أبراج مراقبة على طول المحور، أي على مسافة 300 متر. موقع "والا" نقل عن مصادر عسكرية أن الجيش بدأ توسيع سيطرته شمال غزة، تمهيدا لمناورة مستقبلية يقسم خلالها مدينة غزة إلى شطرين.
عباس يشتم المقاومة الفلسطينية وأميركا ويثير غضب المغردين
أثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجة من الغضب والجدل بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي تضمنت هجوما حادا على المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حركة حماس. جاء ذلك خلال افتتاحه لأعمال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي الفلسطيني، حيث طالب بتسليم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، مستخدماً ألفاظاً وُصفت بالنابية وغير اللائقة. وقال عباس في كلمته: "سلموهم وخلصونا" مع اعتذار سيريا ستار تايمز عن نشر باقي الكلمات، واعتبر الكثيرون هذه الشتائم تهجماً علنياً على المقاومة الفلسطينية، في وقت تُطالب فيه القيادة الفلسطينية بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني.
ولاقى هذا الهجوم استنكاراً واسعاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء والمغردين عن غضبهم واستيائهم من تصريحات الرئيس الفلسطيني. وانتقدوا موقفه الذي بدا، وفق تعبيرهم، متماهيا مع الاحتلال الإسرائيلي، بدلاً من التركيز على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار والاعتداءات المتواصلة.
وكتب أحد المغردين: "والله إن أي فلسطيني لا يتشرف بأن يكون هذا رئيسه. يترك إدانة عدو الشعب الفلسطيني، الذي يتشدد ويفشل صفقة الأسرى بشهادة الوسطاء وكل المنصفين، ليهاجم حماس بألفاظ نابية لا تليق إلا بحفنة من حركة انقلبت على نفسها ووضعت نفسها في خدمة الاحتلال."
وأضاف آخر:
"محمود عباس هو أحد أسباب إهدار حقوق فلسطين، وهو عامل أساسي في تمكين الاحتلال من السيطرة على الأراضي الفلسطينية. إنه لا يصلح أن يكون قائداً أو رئيساً يمثل القضية الفلسطينية. بداية إنهاء الاحتلال تبدأ بنهاية حكم محمود عباس."
كما انتقد ناشطون الطريقة التي خاطب بها عباس شركاءه في الوطن، واصفين تصريحاته بأنها "سوقية وغير لائقة لرئيس دولة وزعيم لحركة تحرر وطني". وأشار البعض إلى التناقض بين تصريحاته وسياسته في الضفة الغربية، حيث أشاروا إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية هناك من هدم المنازل وتهجير السكان، في ظل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وتساءل أحد المعلقين: "لماذا تتحدث عن غزة بينما الضفة الغربية تعاني كل يوم من هجمات المستوطنين وعمليات الهدم والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي؟ أين أنت وجماعتك من كل هذه المصائب؟ لماذا لا تحمي أهالي الضفة بدلاً من الهجوم على غزة والمقاومة؟"
مطالب بإعادة النظر في القيادة
فيما دعا البعض إلى ضرورة تغيير القيادة الفلسطينية، معبرين عن أملهم في أن يكون للشعب الفلسطيني رئيساً يدافع عن قضيته بشجاعة وكرامة، بعيداً عن التماهي مع سياسات الاحتلال.
ووجه مدونون تساؤلات مباشرة إلى الرئيس عباس حول إنجازاته خلال سنوات حكمه الطويلة، مشيرين إلى أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى قيادة جديدة تعكس طموحات الشعب الفلسطيني وتدافع عن حقوقه بكل السبل الممكنة.
في ذات الجلسة، شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوماً على الولايات المتحدة الأميركية، مستخدماً كلمات حادة. وقال عباس، خلال حديثه في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني: "يلعن أبوهم"، وسط تصفيق الحاضرين في القاعة. وأضاف عباس قائلا "أنا مش زعيم عربي أنا "زعلّوطي" وتعني باللهجة العامية الفلسطينية "الشخص التافه".