سيريا ستار تايمز

بوتين يشكر كوريا الشمالية على مشاركة جنودها بقتال كورسك وكيم: مهمة مقدسة.. روسيا تحدد شرطها لتسوية ملف حرب أوكرانيا


أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن امتنانه لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وللقيادة العليا في بيونغ يانغ، على دعمهم عبر مشاركة مقاتليهم في صفوف القوات الروسية على الجبهات ضد الجيش الأوكراني. وشكر بوتين الزعيم كيم على مشاركة الجنود الكوريين الشماليين في كورسك الروسية. وقال بوتين في بيان صادر عن الكرملين إنّ "الأصدقاء الكوريين تصرّفوا انطلاقا من شعور بالتضامن والعدالة والرفقة الحقيقية". وأضاف "نقدّر ذلك كثيرا ونشعر بالامتنان الصادق شخصيا للرفيق كيم جونغ أون... وللشعب الكوري الشمالي". من جهته، أعلن زعيم كوريا الشمالية أن مشاركة الوحدات العسكرية الكورية في عملية تحرير مقاطعة كورسك من التشكيلات الأوكرانية "مهمة مقدسة" تهدف إلى تعزيز الصداقة مع روسيا، حسبما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية. وجاء في بيان صادر عن اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الكوري : "أكد كيم جونغ أون أن مشاركة قواتنا المسلحة في الحرب هي مهمة مقدسة تهدف لتعزيز الصداقة والتضامن بين البلدين: جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا، بما يضمن تنمية وازدهار كلا البلدين ويصون شرف جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية". وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية نشرت أول تأكيد لنشر قوات في روسيا، نقلا عن اللجنة العسكرية المركزية في كوريا الشمالية، وذلك بعد أشهر من إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا للقتال في منطقة كورسك الواقعة على خط المواجهة، بحسب وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية. وأكد الرئيس الروسي أن جنود كوريا الشمالية ساعدوا روسيا في "التصدي لغزو القوات الأوكرانية في امتثال كامل للقانون الدولي"، بحسب تعبيره.
وقال بوتين، وفقاً للبيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني للكرملين، "قامت وحدات جيش كوريا الشمالية بدور نشط في هزيمة تشكيلات النازيين الجدد لنظام كييف التي غزت أراضينا، في امتثال كامل للقانون الدولي، وفقاً لنص وروح اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وجمهورية كوريا الشمالية الموقعة في 19 يونيو 2024". وأشار الرئيس الروسي إلى أن المادة الرابعة من الاتفاقية تنص على تقديم المساعدة العسكرية الفورية في حالة وقوع هجوم مسلح على أحد طرفي الاتفاقية. إلى ذلك أكدت كوريا الشمالية للمرة الأولى أنها أرسلت قوات إلى روسيا بموجب معاهدة الدفاع المشترك بينهما، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، مشيرة إلى أن جنودها ساعدوا موسكو في استعادة مناطق في كورسك الروسية كانت تحت السيطرة الأوكرانية لأشهر.

وذكرت الوكالة أن "وحدات فرعية" من "القوات المسلحة" الكورية الشمالية "شاركت في عمليات تحرير مناطق كورسك المحتلة"، لافتة إلى أن الجهود الحربية لتلك القوات "تكللت بالنجاح". وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن نشر القوات الشمالية تم "بأمر" من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وفقا لمعاهدة الدفاع المشترك بين بيونغ يانغ وموسكو. هذا، وأعربت الخارجية الأميركية عن قلقها من المشاركة المباشرة لكوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية.

وفي 26 أبريل أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، عن تحرير بلدة غورنال في مقاطعة كورسك، مؤكداً بذلك اكتمال عملية تحرير المقاطعة، وهزيمة القوات الأوكرانية، وأشار غيراسيموف إلى أن إجمالي خسائر القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك بلغ أكثر من 76 ألف جندي و7.7 ألف وحدة من المعدات العسكرية. يذكر أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية تعمل كإطار قانوني لتعاونهما، حيث تنص المادة الرابعة منه على أن "في حال تعرض أي من الطرفين لهجوم مسلح، يلتزم الطرف الآخر بتقديم مساعدات عسكرية فورية وأشكال أخرى من الدعم.

وكان بيسكوف قد قال أمس إن العمل على حل الوضع مستمر، لكن لا يمكن إجراؤه بشكل علني

أعلنت روسيا، الاثنين، أن الاعتراف الدولي بضمها 5 مناطق أوكرانية، من بينها شبه جزيرة القرم، يعد شرطا "أساسيا" لأي محادثات سلام محتملة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لصحيفة "أو غلوبو" البرازيلية، إن "الاعتراف الدولي بملكية روسيا للقرم، سيفستابول، وجمهورتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، بالإضافة إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا، أمر لا غنى عنه لتسوية حرب أوكرانيا". وأضاف لافروف: "الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن التسوية في أوكرانيا مستمر ونأمل في التوصل إلى نتائج مقبولة للطرفين".
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الكرملين أنه فيما يخص المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، فإن موسكو ما زالت في انتظار "إشارة" من كييف لاستئناف المحادثات. وأشار المتحدث إلى أن الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن القضية الأوكرانية لا يزال مستمرا، مع آمال في الوصول إلى نتائج مقبولة للطرفين. وشدد على أن "الجهود الأميركية لدفع عملية السلام في أوكرانيا مستمرة"، مضيفا أن موسكو كانت قد أبدت استعدادها للحوار من أجل تحقيق تسوية سلمية. وفيما يتعلق بمحادثات محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، أفاد الكرملين بأنه لا توجد محادثات مجدولة في الوقت الحالي، لكن "من الممكن الاتفاق عليها في أي لحظة إذا اقتضت الحاجة". وصعّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من الضغوط على أوكرانيا وروسيا للتوصل إلى اتفاق سلام.

لا يمكن إجراؤه بشكل علني
أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد قال أمس إن العمل على حل الوضع مستمر، لكن لا يمكن إجراؤه بشكل علني. وقال بيسكوف، في مقابلة مع الصحفي بافيل زاروبين: "العمل مستمر.. لا يمكن تنفيذ العمل بشكل علني، بل يمكن تنفيذه فقط في صيغة سرية (غير معلنة)"، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" للأنباء.

وأوضح بيسكوف أن فهم الرئيس الأمريكي للوضع المحيط بالصراع في أوكرانيا يتوافق إلى حد كبير مع موقف روسيا. ونوه بيسكوف بأن "هناك العديد من العناصر التي تتطابق تماما".
ووصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مطالب إعادة شبه جزيرة القرم وأراضٍ أخرى إلى أوكرانيا لإنهاء الصراع بأنها "سخيفة". وقال ترامب، عبر منصة "تروث سوشيال": "مهما كانت الصفقة التي أبرمها بشأن روسيا وأوكرانيا، ومهما كانت جيدة، وحتى لو كانت أعظم صفقة على الإطلاق، فإن الصحيفة "الفاشلة ستتحدث عنها بشكل سيئ" وفق تعبيره.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,