نبع الفيجة يتراجع.. تحذيرات رسمية من أزمة مياه غير مسبوقة في دمشق

تراجع نبع الفيجة، المغذي الرئيسي للعاصمة دمشق وضواحيها، وقد أطلقت المؤسسة العامة لمياه الشرب تحذيرات رسمية من أزمة مياه غير مسبوقة تهدد المدينة مع قدوم الصيف. وأعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، يوم الأحد، رفع حالة الطوارئ بسبب شح الموارد المائية لهذا العام، بعد تراجع الهطولات المطرية إلى أقل من 30% من المعدل السنوي، في أدنى مستوى تشهده المدينة منذ عام 1958، بحسب صحيفة "الثورة". وأكدت المؤسسة أن ضعف غزارة نبع الفيجة واستنزاف الآبار الاحتياطية باتا يهددان بإمدادات مائية ضعيفة خلال الصيف المقبل، مما ينذر بزيادة ساعات التقنين في دمشق والريف القريب.
غرامات مالية للمخالفين
وشددت المؤسسة على تطبيق غرامات مالية بحق المخالفين لاستخدامات المياه غير الضرورية، وفق المادة 32 من نظام الاستثمار الموحد الصادر بالقرار رقم 3107 لعام 2015، وتتراوح الغرامات بين 25 ألف ليرة لاستخدام مياه الشرب لغير أغراض الشرب، و200 ألف ليرة لاستخدامها في المسابح الخاصة، مع مضاعفة العقوبات عند التكرار. واتخذت المؤسسة إجراءات عاجلة شملت تعديل برنامج تزويد المياه للعاصمة ومحيطها، وإطلاق حملة توعية بعنوان "بالمشاركة نضمن استمرار المياه"، بهدف ترشيد الاستهلاك والحد من الهدر لضمان استمرارية الخدمة خلال الأشهر القادمة.
وزير الموارد المائية يتحدث عن مفاتيح الخروج من أزمة المياه
وفي أواخر آذار الفائت، كشف وزير الموارد المائية، أسامة أبو زيد، عن ملامح رؤية شاملة تسعى الوزارة من خلالها إلى بناء مستقبل مائي أكثر استدامة، وتشمل هذه الرؤية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتوسيع استخدام التقنيات الحديثة، إلى جانب العمل على تغيير أنماط الاستهلاك من خلال برامج توعوية وتعليمية. وبحسب ما صرح به الوزير، فإن الوزارة تضع ملف التعاون مع الدول المجاورة في صدارة أولوياتها، بهدف إدارة الموارد المائية المشتركة بطريقة عادلة ومتوازنة. كما أشار إلى أهمية الانخراط في المبادرات الإقليمية لتبادل الخبرات وتطوير آليات الإدارة المتكاملة للموارد. وأكد أبو زيد أن التعاون مع الدول المجاورة يعد من الأولويات الاستراتيجية للوزارة، خاصة فيما يتعلق بإدارة الموارد المائية المشتركة. وأوضح أن سوريا تسعى إلى تعزيز الحوار والتنسيق لضمان الاستخدام العادل لهذه الموارد، بما يحقق المنفعة المشتركة للجميع.