سيريا ستار تايمز

ظاهرة تثير الجدل.. كيف يعرف ChatGPT أسماء المستخدمين من دون أن يخبروه بها؟


أثار مستخدمو "شات جي بي تي" (ChatGPT) مؤخراً جدلاً واسعاً بعد ملاحظتهم سلوكاً غريباً تمثل في مناداة روبوت الدردشة لهم بأسمائهم الأولى في أثناء المحادثات، من دون أن يسبق لهم تزويده بهذه المعلومات، وفقاً لما نقله موقع "تيك كرانش" التقني. وتباينت ردود الأفعال بين مستغرب ومتحفظ، حيث وصف مطور البرمجيات والمهتم بالذكاء الاصطناعي سايمون ويليسون هذه الظاهرة بأنها "مخيفة وغير ضرورية"، مشيراً إلى أن تصرف الروبوت يثير شعوراً بالقلق. كما عجّت منصة "إكس" (تويتر سابقاً) بتغريدات تساءلت عن كيفية معرفة "شات جي بي تي" لأسماء المستخدمين، رغم تعطيلهم خاصية "الذاكرة" والإعدادات المرتبطة بتخصيص المحادثات.
وحتى الآن، لا يزال توقيت ظهور هذه الميزة غير واضح، وما إذا كان مرتبطاً بالتحديثات الأخيرة التي أضافتها شركة "أوبن إيه آي" لتعزيز طابع الخصوصية والتخصيص عبر ميزة "الذاكرة"، التي تسمح لروبوت "ChatGPT" بالاستفادة من الدردشات السابقة لصياغة ردود أكثر تخصيصاً.



هل يصبح الذكاء الاصطناعي "أكثر قرباً" مما نرغب؟
تواجه "أوبن إيه آي" تحدياً متزايداً مع تصاعد هذه المخاوف، خاصة مع إشارة الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، الأسبوع الماضي إلى أن الهدف من تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي هو جعلها أكثر قرباً وفهماً لحياة المستخدمين مع مرور الوقت. ومع ذلك، يبدو أن شريحة كبيرة من المستخدمين لا تشارك هذا الحماس، مع تصاعد الشكوك حول حدود الخصوصية والتعامل مع البيانات الشخصية. وفي السياق نفسه، نشرت عيادة "فالينز" (Valens) للطب النفسي في دبي مقالاً أوضحت فيه أن مناداة الشخص باسمه تخلق عادة شعوراً بالألفة والود، لكنها عندما تتم بطريقة متكررة ومصطنعة – خصوصاً من طرف غير بشري – قد تثير الريبة وتدفع بعضهم إلى التشكيك في نوايا الطرف الآخر. وأشارت العيادة إلى أن استخدام الاسم الشخصي بوعي يعزز العلاقات الإنسانية، لكنه عندما يصدر عن روبوت بلا مشاعر، يفقد معناه العاطفي الطبيعي ويُنظر إليه أحياناً كتصرف مزعج أو متطفل، لا سيما حين يشعر المستخدم بأن هويته الشخصية تُستغل من دون إذنه. وتواجه "أوبن إيه آي" حالياً ضغوطاً متزايدة للرد على هذه المخاوف، وسط تساؤلات متجددة حول كيفية إدارة الخصوصية في زمن الذكاء الاصطناعي.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,