الاحتلال يتجه لتوسيع العملية العسكرية والجوع يفتك بسكان القطاع.. إسرائيل تنفي تحقيق تقدم بالمفاوضات وعائلات الأسرى تطالب باتفاق

في اليوم الـ43 من استئناف العدوان على قطاع غزة، أفادت مصادر طبية، باستشهاد 19 فلسطينيا جراء قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة من القطاع منذ فجر اليوم. وأفادت المصادر بأن قوات الاحتلال أطلقت قذائفها نحو خيام في منطقة المواصي، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال. وأشارت المصادر إلى أن حالة بعض الجرحى حرجة، ما ينذر بارتفاع حصيلة الشهداء خلال الساعات المقبلة، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات الطبية، ونقص الإمدادات داخل مستشفيات القطاع المحاصر. يأتي هذا، في حين تتفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة مع نفاد الغذاء وشح المياه. وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز كل حدود التصور. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، أولغا تشريفكو، إن القطاع يعيش كابوسا بسبب نفاد الإمدادات الغذائية والطبية، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 160 ألف طن من المساعدات ستفسد لأن الاحتلال لا يسمح بإدخالها. في غضون ذلك، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن رئيس الأركان إيال زامير أقر توسيع العمليات العسكرية في القطاع، في حين قال مسؤول أمني إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ونقلت صحيفة معاريف عن زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد قوله إن ذهاب الحكومة لتوسيع العملية العسكرية في غزة يعني أنها تنازلت عن المخطوفين.
نفت إسرائيل تحقيق انفراجة في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، في حين دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة بنيامين نتنياهو لإظهار المسؤولية والتوصل لاتفاق يعيد كل المحتجزين وينهي الحرب. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية بينها هيئة البث الرسمية عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمه، وصفه التقارير عن حدوث انفراجة في المفاوضات بأنها غير دقيقة، وقال إن إسرائيل "تعمل بلا كلل" مع الوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق. كما تحدث مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات عن أن الخلاف بين الطرفين بشأن شروط وقف حرب الإبادة في قطاع غزة هو بالتحديد حول نزع سلاح حماس. تأتي هذه التصريحات بعد تداول تقارير تشير إلى أن المفاوضات التي اختتمت في العاصمة المصرية القاهرة حققت تقدما كبيرا. ويتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أمس أنه يستعد لتوسيع حرب الإبادة في قطاع غزة بذريعة وصول المفاوضات مع حركة حماس إلى طريق مسدود.
حرب بلا أهداف
ونقلت صحيفة معاريف عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قوله إن ذهاب الحكومة لتوسيع العملية العسكرية في غزة يعني أنها تنازلت عن الأسرى الإسرائيليين، وأكد أن "إسرائيل لن تنتصر في حرب لا تضع لها أهدافا". من جانبها، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة نتنياهو للعمل بذكاء وإظهار المسؤولية والتوصل لاتفاق يعيد كل الأسرى وينهي الحرب. وقالت الهيئة إن الحكومة تستطيع إعادة كل الأسرى غدا إذا اختارت أن تفعل ذلك.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد أفادت بأن غضبا يسود العائلات عقب لقاء عقد بين ممثلين عنهم وعضو في فريق المفاوضات. ونقلت القناة نفسها عن عائلات الأسرى الإسرائيليين قولها إن هناك فرقا بين ما يسمعونه وبين ما يفعله السياسيون، واتهموا الحكومة بالكذب عليهم طيلة الوقت. وتقدر إسرائيل وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة. ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية. لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وبهدف تحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.