
منتقدة تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي دعا خلالها إلى استهداف ما سمّاها "نقاط الألم" لدفع موسكو إلى استخدام الأساليب الدبلوماسية، اعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، كلامه أشبه بالتخطيط لعمل إرهابي على الهواء مباشرة.
كما شبهت تصرفات كييف بالممارسات الإرهابية. وكتبت في منشور عبر "تليغرام"، اليوم الأربعاء، "نظام كييف يخطط علناً لهجمات إرهابية على الهواء مباشرة؟ هذا دليل جديد على أن زيلينسكي وعصابته المتطرفة هم من يقوضون جهود السلام، ويتفاخرون بذلك، تماما كما يفعل الإرهابيون"، وفق تعبيرها.
"عرقلة الحوار"
بدوره، اعتبر سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، روديون ميروشنيك، أن "زيلينسكي يرغب في تعطيل الحوار مع روسيا بأي شكل من الأشكال وتحقيق تصعيد جديد على خلفية الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بمناسبة الذكرى الـ80 للنصر". كما رأى في منشور على قناته عبر تليغرام "أن هجمات القوات الأوكرانية تُظهر رغبة في عرقلة الحوار وتحقيق تصعيد جديد بأي وسيلة".
وكان الكرملين أعلن قبل يومين أن "القوات الروسية ستوقف العمليات القتالية، لأسباب إنسانية، بناء على قرار من بوتين، اعتباراً من منتصف ليلة يوم 8 مايو حتى منتصف ليلة 11 مايو". في حين رأى زيلينسكي أن تلك الهدنة أتت مخافة أن يحصل أي هجوم خلال احتفالات "النصر" التي تقام في موسكو الشهر المقبل. وكان البلدان فشلا سابقا في الالتزام بهدنة مؤقتة لمدة 30 يوماً طرحها الجانب الأميركي، ما أثار حفيظة واشنطن التي لوحت بانسحابها من الوساطة ما لم يتم التوصل إلى حل قريب ينهي الحرب بين البلدين، ويضع الجانبين على طاولة التفاوض.
حرقت جثثهم.. 600 كوري شمالي قضوا خلال قتالهم مع روسيا
بعدما أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ"بطولات جنود من كوريا الشمالية شاركوا في معركة كورسك التي انتهت قبل أيام باستعادة الروس السيطرة عليها وإنهاء الوجود الأوكراني فيها"، كشف نائب كوري جنوبي متخصّص بالاستخبارات جديدا.
فقد أعلن النائب لي سيونغ كويون، عضو لجنة الاستخبارات البرلمانية، إثر إحاطة مع مسؤول في الاستخبارات الكورية الجنوبية، اليوم الأربعاء، أنّ حوالي 600 عسكري كوري شمالي قتلوا حتى اليوم أثناء مشاركتهم في القتال إلى جانب القوات الروسية في حربها ضد أوكرانيا.
2000 جريح
كما أضاف أنّ حوالي ألفي عسكري جريح أعيدوا إلى بلدهم جوا أو عبر القطارات بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس. وأشار إلى أن العسكريين القتلى حرقت جثثهم في روسيا ونُقل رمادهم إلى كوريا الشمالية.
إلى ذلك، لفت إلى أنّ كوريا الشمالية ساندت القوات الروسية في استعادة منطقة كورسك عبر نشر 18 ألف عسكري على مرحلتين، مشيرا إلى أنّ وتيرة القتال انخفضت كثيرا منذ آذار/مارس حين استعيدت السيطرة على المنطقة الروسية. وقال إنّ "احتمال أن تكون هناك مرحلة ثالثة لا يمكن استبعادها تماما" على الرّغم من أنّه لم تصدر عن بيونغ يانغ أية إشارات إلى عزمها على إرسال قوات جديدة إلى روسيا.
وكانت كوريا الشمالية أقرت، للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، بأنها أرسلت قوات إلى الأراضي الروسية بموجب معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية. كما أكدت أن جنودها ساعدوا موسكو في استعادة مناطق في كورسك كانت تحت السيطرة الأوكرانية لأشهر. فيما أعرب بوتين عن امتنانه لزعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ أون، وللقيادة العليا في بيونغ يانغ، على دعمهما عبر مشاركة مقاتليهم في صفوف القوات الروسية على الجبهات ضد الجيش الأوكراني.
الكرملين يكرر: مستعدون للتفاوض مباشرة مع أوكرانيا
شدد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على أن روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة، لكن كييف لم توضح بأي شكل من الأشكال ما إذا كانت مستعدة لمثل هذه المفاوضات أم لا. وقال للصحافيين في الماراثون التعليمي لجمعية "المعرفة"إن "الرئيس (فلاديمير) بوتين أكد استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع الأوكرانيين من دون أي شروط مسبقة"، مضيفاً أن "هذا الاستعداد لا يزال قائماً"، وفق وكالة "تاس".
غير أنه أردف أنه "للأسف، لم نسمع حتى الآن أي تصريحات أو تعليقات من كييف، لذلك لا نعلم ما إذا كانت مستعدة (للمفاوضات المباشرة) أم لا". كما أشار إلى أن "كييف تضع العديد من الشروط المسبقة لهذه العملية، مثل وقف إطلاق النار (طويل الأمد)"، مشدداً على أن "هذا يتناقض مع موقف الرئيس بوتين".
لم ترد على العديد من العروض
وكان بيسكوف قد أعلن أمس أن أوكرانيا لم ترد على العديد من العروض التي قدمها بوتين لبدء مفاوضات سلام مباشرة، وأنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ستنضم إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه لمدة 3 أيام الشهر المقبل. حيث قال للصحافيين، إن "الرئيس بوتين هو من أكد مراراً أن روسيا مستعدة، بدون أي شروط مسبقة، لبدء عملية المفاوضات"، مضيفاً: "لم نتلق أي رد من نظام كييف حتى الآن"، حسب رويترز. كما أضاف أنه "من الصعب للغاية فهم" ما إذا كانت أوكرانيا تنوي الانضمام لوقف النار.
من 8 إلى 10 مايو
يذكر أن بوتين كان أعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام بالحرب في أوكرانيا من الثامن إلى العاشر من مايو، وهو الموعد الذي تخطط فيه روسيا لإقامة احتفالات بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية. فيما ردت أوكرانيا بالتساؤل عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف لإطلاق نار يستمر 30 يوماً على الأقل ويبدأ على الفور.