سيريا ستار تايمز

المجاعة تفتك بأطفال القطاع واقتحامات وهدم منازل بالضفة وسط تحذيرات من انهيار القطاع الصحي.. غارات إسرائيلية على غزة


في اليوم الـ47 من استئناف الإبادة في قطاع غزة، أفادت مصادر طبية باستشهاد 30 فلسطينيا، بينهم 3 أطفال، إثر قصف إسرائيلي للقطاع منذ فجر اليوم. وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52 ألفا و495 شهيدا، و118 ألفا و366 مصابا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما أفاد مراسل سيريا ستار تايمز باستشهاد طفلة نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى الرنتيسي غربي مدينة غزة. ومطلع مارس/آذار الماضي، أنهت إسرائيل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، وتنصلت من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب. في الأثناء، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إن أعدادا كبيرة من الأطفال سيموتون في غزة بسبب التجويع. وأضافت أن مئات الآلاف في غزة لا يمكنهم الوصول إلى المستشفيات القليلة العاملة. يأتي ذلك بينما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توسيع الإبادة في قطاع غزة، بما يشمل تجنيد آلاف العسكريين من قوات الاحتياط. في الأثناء، قالت حركة حماس إنها قدمت رؤية تقوم على اتفاق شامل ومتزامن لوقف إطلاق النار يمتد لـ5 سنوات، بضمانات إقليمية ودولية، قابلها نتنياهو بالرفض. وأكدت الحركة أنها تبذل جهودا واتصالات مكثفة من أجل الضغط لفتح المعابر ورفع الحصار، مشددة على أن "المقاومة جاهزة لإبرام صفقة تبادل مشرفة"، وأن "الكرة اليوم في ملعب العدو". وفي الضفة، قتلت قوات الاحتلال فلسطينيا في مخيم بلاطة قرب نابلس، في حين تواصل هدم وتدمير المنازل في مخيمي نور شمس وطولكرم. كما هاجمت فلسطينيين حاولوا الوصول إلى منازلهم، وأغلقت البوابات العسكرية على مداخل مدينة أريحا.

شهد قطاع غزة،  تصعيدا جديدا، مع استشهاد نحو 30 فلسطينيا نتيجة غارات إسرائيلية متفرقة استهدفت منازل ومواقع تؤوي نازحين، بحسب ما أعلنت مصادر محلية في الدفاع المدني. وقال محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، إن الهجمات الجوية طالت مناطق متعددة، من بينها حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث أودت إحدى الضربات بحياة 10 أشخاص من عائلة واحدة. كما أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 11 فلسطينياً، بينهم ثلاثة أطفال رضع، في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم خان يونس في جنوب القطاع. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، إنه تم استهداف منزل لعائلة البيرم في مخيم خان يونس فجراً، مضيفاً أن من بين الشهداء "أربعة أطفال وبينهم 3 أطفال رضع يبلغ أحدهم شهراً واحداً، واثنان يبلغان عاماً". ولفت إلى أنه تم التعرف على ثمانية من الشهداء وجميعهم من العائلة ذاتها. وفي جنوب القطاع، أسفرت غارة على منزل سكني في خان يونس عن سقوط 11 قتيلا، من بينهم نساء وأطفال، بينما سُجلت وفيات أخرى في خيام للنازحين جراء قصف مباشر من الطائرات الإسرائيلية فيما استشهدت سيدة حامل في غارة استهدفت منزلا لعائلة أبو هجرس في المدينة ذاتها، على حد قول بصل. من جهة أخرى، قال بصل إن طواقم الدفاع المدني ومتطوعين انتشلوا جثامين عشرة الشهداء "بعضها ممزقة" وأشلاء، جراء قصف إسرائيل منزلا، الليلة الماضية، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وأضاف أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن،عدة غارات جوية وصفها بـ"العنيفة والدموية" في مناطق مختلفة في القطاع.

من جهة ثانية، قال مصدر في وزارة الداخلية في غزة، إن الجيش الإسرائيلي "قام بنسف عدد من المنازل في رفح (جنوب القطاع)، وفي منطقة التفاح"في شمال شرق مدينة غزة. وكان الدفاع المدني قد أعلن استشهاد 42 شخصاً على الأقل، في ضربات جوية إسرائيلية في مناطق عديدة في القطاع. واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة في 18 مارس (آذار) بعد أن انهارت هدنة هشة استمرت شهرين.

وفاة طفلة بسبب الجوع
في سياق آخر، أعلنت مصادر طبية فلسطينية، وفاة طفلة بسبب المجاعة والجفاف في مدينة غزة، ما يرفع عدد ضحايا سوء التغذية في القطاع إلى نحو 54.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن المصادر قولها، إن "الطفلة جنان صالح السكافي توفيت في مستشفى الرنتيسي غرب مدينة غزة، إثر سوء التغذية نتيجة المجاعة الحاصلة في القطاع". وأضافت أن "نحو 60 ألف طفل يعانون من أعراض سوء التغذية" بسبب الحصار الإسرائيلي "المشدد" على قطاع غزة، وإغلاق كافة المعابر ومنع إدخال المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية منذ نحو 64 يوماً. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" حذرت من أن أكثر من 96 بالمئة من النساء والأطفال في غزة باتوا عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية. وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن 1.95 مليون فلسطيني من أصل 2.2 مليون في غزة يعاني مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي.

استغاثة من القطاع الصحي وفي غضون ذلك، أطلق مستشفى الكويت التخصصي في رفح نداء استغاثة، محذرا من أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار التام، في ظل انقطاع الإمدادات الطبية الأساسية وتوقف دخول المساعدات الإنسانية. وأشار بيان صادر عن المستشفى إلى أن أكثر من 75% من الأدوية الحيوية لم تعد متوفرة، ما أدى إلى تراجع خطير في القدرة على تقديم العلاج للمرضى، مؤكدًا أن ما تبقى من المخزون الطبي لن يكفي لأكثر من أسبوع. ويأتي هذا التحذير في سياق أوسع من التدهور المستمر الذي يشهده القطاع، والذي يعيش تحت حصار خانق منذ أكثر من شهرين، في ظل غياب أي مؤشرات على قرب انفراج سياسي أو إنساني. واستأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع في مارس( آذار) الماضي، عقب توقف مؤقت بموجب اتفاق هدنة توسطت فيه القاهرة والدوحة وواشنطن. وتستمر العمليات العسكرية منذ ذلك الحين وسط انتقادات متزايدة من منظمات حقوقية وإنسانية بشأن الوضع الكارثي الذي يعيشه السكان المدنيون. الجدير بالذكر أن النزاع تصاعد بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما شن مقاتلو حركة حماس هجوما مفاجئًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن استشهاد أكثر من 1200 شخص، وفقا للسلطات الإسرائيلية، واحتجاز عدد من الأسرى، وهو ما أدى إلى اندلاع حملة عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في قطاع غزة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,