طهران تتمسك بنفوذها الخارجي وواشنطن مضطرة للتوافق معها.. جولة رابعة من المحادثات وإيران: لا مشكلة لدينا
نشرت صحيفة "كيهان"، التي تُعتبر لسان حال التيار الذي يوصَف بـ"المحافظ" في إيران، تقريراً قالت فيه إن طهران دخلت الجولة الجديدة من المفاوضات مع الولايات المتحدة "دون التراجع عن مواقفها السابقة" و"تحدت بذلك الضغوط الغربية"، بحسب تعابير الصحيفة.
"الثبات على المواقف"
وقالت الصحيفة إن إيران، "وبعد 46 عاماً من العداء مع أميركا"، دخلت المفاوضات الحالية "مع الحفاظ على مواقفها، وكذلك على جميع مواقع نفوذها الخارجي التي تعتبرها أميركا تدخلاً إيرانياً". وأضافت أن طهران "أوضحت خطوطها الحمراء في هذه المفاوضات، وأثارت شكوك الطرف المقابل في قدرته على تجاوز هذه الخطوط"، بحسب ما جاء في "كيهان" وأرجعت الصحيفة تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات إلى ما وصفته بـ"إصرار إيران" على مواقفها، حيث كتبت: "المفاوضات تأجّلت تحديداً بسبب إصرار إيران على خطوطها الحمراء، وتراجع أمل أميركا في فرض نموذجها الخاص".
"تغيّر موازين القوى"
ورأت الصحيفة أن التطورات الأخيرة "تُجسّد قوة إيران" مقابل "اضطرار أميركا" إلى التوصل إلى اتفاق، مشيرةً إلى أن "ما جرى بين عودة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب إلى السلطة ونهاية المفاوضات التمهيدية للجولة الثانية بين أميركا وإيران، كان مرآة كاملة لإيران القوية، وصورة لأميركا المُجبرة على الاتفاق"، بحسب تعابير "كيهان".
وأشارت صحيفة "كيهان" إلى زيارات واتفاقات إقليمية عقدتها إيران مؤخراً، وكذلك إلى "الطلب.. من قبل (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية) رافائيل غروسي للمشاركة في المفاوضات بين إيران وأميركا، ورفض إيران لذلك"، معتبرةً هذه الأحداث دليلاً على "تغيّر موازين القوى" في المنطقة. وأضافت الصحيفة إن "استبعاد أوروبا من دائرة المفاوضات النووية، وبالتالي من دائرة التحولات الإقليمية، وتراجع الترويكا الأوروبية عن شروطها السابقة في التفاوض مع إيران، يُظهر أنه لا يمكن فرض شيء على إيران في الظروف الراهنة"، بحسب تعبيرها.
الموقف الأميركي
من جانبها، تشدد الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووية، وتفرض عليها عقوبات بينما تهدد بين الحين والآخر بتوجيه ضربة عسكرية. وفي مقابلة مع قناة "إن. بي. سي"، صرح ترامب بأنه لن يقبل بأقل من "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني، محذراً من أن السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية "قد يؤدي إلى الحرب". من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن إيران يجب أن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ بعيدة المدى، وأن تتوقف عن دعم الفصائل الإقليمية الموالية لها، كما أصر على أن تسمح إيران بمشاركة أميركية في تفتيش جميع منشآتها النووية، بما في ذلك المواقع العسكرية. وفي مارس (آذار) 2025، حذر ترامب من أن إيران ستُحمّل المسؤولية المباشرة عن أي هجمات إضافية ينفذها الحوثيون في اليمن.
"أكسيوس" عن مبعوث ترامب: الرئيس يرغب في حل المسألة دبلوماسيا إن أمكن لذلك نبذل قصارى جهدنا في المحادثات مع إيران
ذكر موقع "أكسيوس" Axios، نقلا عن ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة تحاول تنظيم جولة رابعة من المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي هذا الأسبوع.
وأبلغ المبعوث الخاص للرئيس الأميركي مراسل "أكسيوس" بأن الأطراف تحقق تقدما في المفاوضات، مؤكداً أن الرئيس ترامب يريد حل هذه المسألة دبلوماسيا، إن أمكن، لذا فإنه يتم بذل قصارى الجهد من أجل ذلك. من جهتها، ردت إيران على لسان المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني بالقول: "لا مشكلة لدينا بشأن المفاوضات.. ننتظر إعلان وزير خارجية
وأضافت بالقول: "لقد اتخذنا التدابير اللازمة، ونحن مستعدون تماماً، كما أوضحتُ لكم مراراً منذ بداية مجيء السيد ترامب، نحن جاهزون لجميع السيناريوهات".
وقالت مهاجراني، خلال مؤتمر صحافي: "فيما يتعلق بالمفاوضات، لا توجد أي مشكلة من جانبنا. وبما أن المفاوضات ليست مباشرة، فإننا ننتظر أن يُعلن لنا وزير خارجية عُمان عن الموضوع، لنرى إلى أي مدى يريد الطرف الآخر حقًا المضي قدماً في هذا الأمر، لأن هذا الانتظار يزيد من شكوكنا حول الموضوع، ولذلك نحن في انتظار إعلان موقفهم". وأضافت: "بحسب تصريح وزارة الخارجية، فإن سبب الفاصل الزمني بين جولات المفاوضات يعود إلى اعتبارات لوجستية وتقنية".
