سيريا ستار تايمز

مستشفيات القطاع مهددة بالتوقف.. كمين للقسام يستهدف قوة للاحتلال برفح ومجزرة جديدة بحي الرمال


في اليوم الـ51 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، قالت كتائب القسام إنها أوقعت "قوة صهيونية" بين قتيل وجريح في تفجير حقل ألغام شرق خان يونس وقصف المكان بقذائف هاون. وذكرت كتائب القسام أنها رصدت سحب آلية مدمرة وهبوط مروحيات للإخلاء في موقع استهداف "القوة الصهيونية" شرق خان يونس. ويأتي ذلك، في وقت تتواصل فيه الغارات الجوية على القطاع مؤدية إلى استشهاد نحو 66 فلسطينيا منذ فجر أمس، بينهم نحو 20 مواطنا بمجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع. وإنسانيا، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع المستشفيات عن العمل بسبب شح الوقود. وقال المدير العام للمستشفيات في غزة محمد زقوت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعرقل بشكل ممنهج نقل الوقود من مخازن المنظمات الدولية الموجودة إلى مستشفيات القطاع. وفي الضفة الغربية، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ مخطط هدم لأكثر من 100 مبنى سكني في مخيمي طولكرم ونور شمس. وبدورها، حذرت الأونروا من أن الخطوة تعمق عمليات التهجير القسري بالضفة.

قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها أوقعت قوة صهيونية من 10 جنود وكلبين بين قتيل وجريح بعد استدراجها لكمين من عبوات ناسفة شرق رفح. وأضافت القسام "رصدنا هبوط مروحيات صهيونية للإخلاء بعد تنفيذنا الكمين شرق رفح ولا تزال الاشتباكات مستمرة". وأوضحت أن أفراد القوة الإسرائيلية تحصنت في منزل شرق رفح، وسقطوا بين قتيل وجريح بعد استهدافها بقذيفتي "تي بي جي"، وتابعت "أجهزنا من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة على من تبقى من أفراد القوة الصهيونية". وقد اعترف جيش الاحتلال بمقتل 4 من جنوده، أحدهم بجروح خطيرة، في انفجار عبوة ناسفة في رفح.
ياتي هذا، عقب ساعات من إعلان كتائب القسام إنها أوقعت قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح في تفجير حقل ألغام شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، مضيفة أنها قصفت المكان بقذائف الهاون. ووفقا لمعطيات الجيش الإسرائيلي، فقد قتل 854 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمن فيهم 413 عسكريا في معارك برية. وتشير المعطيات الإسرائيلية إلى إصابة 5846 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، منهم 2641 عسكريا في معارك برية، وتشمل هذه المعطيات الضباط والجنود القتلى والجرحى في غزة والضفة الغربية ولبنان وإسرائيل، لكنها لا تشمل عناصر الشرطة والمخابرات.
وقد دأبت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة على إعلان وتوثيق عملياتها ضد جنود الاحتلال وآلياته في مختلف محاور التوغل، وذلك باستهدافها القوات الإسرائيلية بالقذائف وعمليات القنص والكمائن.

مجزرة جديدة
في غضون ذلك، أفاد مراسلنا في غزة باستشهاد عشرين فلسطينيا في غارة إسرائيلية استهدفت مطعما وسوقا شعبيا بشكل متزامن في حي الرمال غربي مدينة غزة. ويعرف المطعم بتردد نشطاء عليه للحصول على خدمة الإنترنت. وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل إنّ المنطقة التي وقع فيها الاستهداف مكتظة بالمدنيين ما يفسر العدد الكبير من الشهداء. وبحسب مصادر طبية فقد استشهد 63 فلسطينيا وأصيب آخرون في مجازر جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مركز إيواء ومخيم للنازحين ومنزلين في مناطق متفرقة من قطاع غزة. وأفاد مراسلنا في غزة باستشهاد 19 شخصا وإصابة آخرين معظمهم نساء وأطفال في غارتين إسرائيليتين على مدرسة الكرامة التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة. وأشار المراسل إلى تدمير المدرسة بالكامل بعد استهدافها للمرة الثالثة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة. وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

العفو الدولية: الترحيل القسري لسكان غزة جريمة حرب

اعتبرت منظمة العفو الدولية أي مساع إسرائيلية لترحيل الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة بمثابة "جريمة حرب". وقالت المنظمة -في بيان لها- إن "على إسرائيل التخلي فورا عن أي خطط للضم والترحيل الجماعي القسري للفلسطينيين في غزة". وأشارت إلى أن إسرائيل مستمرة في ارتكاب أفعال إبادة جماعية في غزة، مؤكدة أن "أي نقل قسري للفلسطينيين (في القطاع) سيعد جريمة حرب". وشددت على أن الحكومة الإسرئيلية تستخدم قضية الأسرى "ذريعة لتبرير جرائمها وانتهاكاتها" ضد الفلسطينيين في غزة. يشار إلى أن تسريبات إسرائيلية أفادت قبل أيام بأن تل أبيب صدقت على خطة لاحتلال غزة بالكامل. وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن الخطة التي صادق عليها "الكابينت" وتتضمن احتلال القطاع ونقل الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب. كما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير/شباط الماضي عن خطة لإعادة بناء قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد تهجير سكانه، وهو ما أثار حينئذ انتقادات واسعة إقليميا ودوليا. وتسيطر إسرائيل حاليا بالفعل على ما يقرب من ثلث قطاع غزة، لكنها تواجه ضغوطا دولية متزايدة لاستئناف إدخال المساعدات، التي تمنع دخولها للقطاع منذ مارس/آذار الماضي.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة على غزة بدعم أميركي، خلفت أزيد من 52 ألف شهيد، معظمهم نساء وأطفال، إلى جانب سقوط عشرات الآلاف من الجرحى وتدمير القطاع بالكامل وتهجير وتجويع السكان.

مجزرة إسرائيلية مروعة تُحول مدرسة نازحين بغزة إلى مقبرة جماعية

في جريمة مروعة ومتجددة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دامية باستهدافه مدرسة "أبو هميسة" التي تؤوي نازحين، إلى جانب المسجد المجاور لها، في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وذلك بعد ساعات قليلة من قصف سابق استهدف نفس المدرسة. وقد أسفر القصف عن استشهاد 29 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى 50 مصابا، في مشهد يعكس وحشية العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 19 شهرا على القطاع الفلسطيني المنكوب. وأكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن معظم المصابين في القصف حالاتهم حرجة.

وأضاف المتحدث أن الوضع في المستشفى كارثي بسبب المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم البريج، مشيرا إلى أن الأطباء يضطرون "للمفاضلة" بين الجرحى، حسب حالاتهم، نتيجة نقص الإمكانات الطبية. وقال أيضا إنه لا توجد أدوية كافية في غرف العمليات للتعامل مع العدد الكبير من ضحايا مجزرة المدرسة في البريج.

وقد وثّقت صور ومقاطع فيديو مشاهد صادمة ومرعبة من موقع المجزرة، حيث اشتعلت ألسنة النار في المكان، وسط حالة من الذعر وصعوبة إنقاذ الجرحى والشهداء، مع كثرة أعداد المصابين.

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي طالت الأحياء السكنية والمستشفيات ومراكز الإيواء، دون أي مراعاة للقانون الدولي أو للإنسانية. 

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,