
في اليوم الـ52 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، واصل الاحتلال قصفه لمناطق مختلفة في القطاع، مكثفا استهداف خيام النازحين في خان يونس جنوبا، مما أدى إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين منهم أطفال. ومع تصاعد المعاناة الإنسانية نتيجة الحصار الإسرائيلي، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر أن الإدارة الأميركية تضغط على الأمم المتحدة للمشاركة بالخطة الإسرائيلية المقترحة لتوزيع المساعدات. وفي الضفة الغربية، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ مخطط هدم لأكثر من 100 مبنى سكني في مخيمي طولكرم ونور شمس. وبدورها، حذرت الأونروا من أن الخطوة تعمق عمليات التهجير القسري بالضفة.
صحف عالمية: إسرائيل تتجاهل تجويع غزة
تناولت صحف عالمية رفض المسؤولين الإسرائيليين التقارير التي تتحدث عن انتشار المجاعة في قطاع غزة، وإصرارهم على تطبيق نهج أكثر صرامة بشأن إدخال الطعام، وقال بعضها إن توسيع العملية العسكرية سيفاقم معاناة النازحين. فقد تحدثت "نيويورك تايمز" عن تجدد معاناة النزوح في القطاع مع توجه الجيش الإسرائيلي إلى توسيع العمليات العسكرية واحتلال مزيد من الأراضي. وقالت الصحيفة إن معاناة النازحين ستكون متفاقمة بسبب الوضع الإنساني المعقد الذي خلفه الحصار المطبق على القطاع.
كما أشار موقع "ذي إنترسبت" الأميركي إلى إصرار المسؤولين الإسرائيليين على رفض كل التقارير بشأن تفشي المجاعة في غزة، ودفعهم باتجاه إجراءات أكثر صرامة لمنع دخول الطعام.
تجويع متعمد
وقال الموقع إن إسرائيل تواصل تشديد سياسة التجويع المتعمد للفلسطينيين في القطاع رغم تحذيرات منظمات الإغاثة العاملة على الأرض من خطورة تفشي سوء التغذية. أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فنشرت مقالا تناول تكلفة مواصلة الحرب على غزة، والتي قال إنها "تُقتطع من جيب كل إسرائيلي"، مشيرا إلى أن التكلفة المباشرة لتوسيع العمليات العسكرية "تنذر بمزيد من الضغوط الاقتصادية". ولفت المقال إلى أن سيطرة طويلة الأمد على قطاع غزة "ستفرض ضريبة باهظة هي الأخرى على الإسرائيليين".
وفي صحيفة "غارديان" البريطانية قال الكاتب باتريك وينتور، إن تحليل بيانات تجارية كشف استمرار تدفق آلاف المعدات العسكرية البريطانية الصنع إلى إسرائيل، بما فيها الذخائر، وذلك رغم حظر التصدير المفروض بسبب الحرب على غزة. واعتبر الكاتب أن هذه النتائج "تثير تساؤلات بشأن التزام بريطانيا بتعليق تراخيص توريد أسلحة قد تُستغل من طرف إسرائيل في انتهاكات خطيرة للقانون الدولي في غزة".
تراجع الثقة بين أميركا وإسرائيل
وتحدثت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقف هجمات أنصار الله (الحوثيين)، وقالت إن هذا الأمر "كشف فجوة مقلقة في التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "ربما أدرك حقيقة أن إسرائيل لم تعد تتقدم أميركا في العهد الجديد"، مشيرة إلى أن ردود فعل المسؤولين الإسرائيليين على إعلان ترامب "تعكس حجم الصدمة". وختمت "معاريف" بالقول إن مضي الولايات المتحدة في إتمام صفقة من هذا النوع دون إبلاغ حليفتها في المنطقة "يعني تراجعا كبيرا في الثقة بين القيادتين".
الخارجية الأميركية: يصعب تقديم المساعدات لغزة بوجود حماس
وسط استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه من الصعب توزيع المساعدات في القطاع مع تواجد حركة حماس.
وأوضح المتحدث الإقليمي باسم الخارجية، سام وربيرغ أن بلاده لا تريد أن تسيطر على غزة بل المساعدة في تحسين مستقبل القطاع. كما شدد على أنه "من الصعب تقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة بوجود حماس".
وكان جيمس هيويت، متحدث باسم مجلس الأمن القومي أوضح أن الأولوية في الوقت الراهن هي تحرير الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، وضمان عدم وجود مستقبل لحماس في حكم القطاع. أتت تلك التصريحات فيما تصاعدت التحذيرات الأممية من تدهور الأوضاع الانسانية في غزة، مع استمرار الحصار المشدد المفروض منذ مارس الماضي، وتضاؤل الغذاء. كما جاءت بعدما أقر المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر مساء الأحد الماضي خطة لتوسيع العمليات في غزة تشمل "السيطرة" على القطاع، وتعزز فكرة الهجرة الطوعية للسكان، حسب ما أكد مسؤول سياسي إسرائيلي حينها لفرانس برس. وأضاف أن الخطة تتضمن "ضربات قوية ضد حماس.. وترويج لخطة الرئيس الأميركي بشأن الهجرة الطوعية" لسكان القطاع إلى دول جوار مثل مصر والأردن.
في حين سرت أنباء عن إمكانية فك الحصار قريباً مع تنامي الحديث عن اتفاق جديد يلوح في الأفق بين إسرائيل وحماس، قد يفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين. بينما أشارت الحكومة الإسرائيلية إلى إمكانية تولي الجيش مهمة توزيع المساعدات في غزة، أو تحت إشرافه. فيما أكدت مصادر إسرائيلية أخرى إلى احتمال أن تتولى هذه المهمة شركتان أميركيتان.