تركيا مستعدة لاستضافة المحادثات.. زيلينسكي يؤكد أنه مستعد للمباحثات ويتوقع التزام روسيا بوقف النار

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بلوغ الجهود الرامية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا "نقطة تحوّل تاريخية"، بحسب ما أفاد مكتبه. ونقلت الرئاسة التركية عن أردوغان قوله خلال اتصال هاتفي مع ماكرون "تم بلوغ نقطة تحول تاريخية في الجهود الرامية لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا. وأضاف: ينبغي استغلال هذه الفرصة.. وتركيا مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم، بما في ذلك استضافة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وسلام دائم".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قد أكد في وقت سابق، أنه يتوقع من روسيا أن تلتزم بوقف لإطلاق النار لثلاثين يوما، مؤكّدا استعداد كييف للاجتماع بمسؤولين روس في إطار مفاوضات مباشرة لإيجاد تسوية للحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام. وأتت تصريحات زيلينسكي بعد ساعات من طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين في 15 أيار/مايو في إسطنبول، من دون أن يوافق على مقترح وقف لإطلاق النار لمدّة 30 يوما قدّمه الأوروبيون بدعم من الولايات المتحدة. وقال زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي "لا طائل من مواصلة القتل ولو ليوم واحد. نتوقع أن تؤكد روسيا موافقتها على وقف لإطلاق النار، كامل ومستدام وموثوق به، اعتبارا من الغد، 12 أيار/مايو، وأوكرانيا مستعدة للقائها".
"فكرة إنهاء الحرب"
واعتبر زيلينسكي أن موسكو بدأت تدرس فكرة إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرّة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي أودت بحياة الآلاف. وقال "إنه مؤشّر إيجابي أن يبدأ الروس أخيرا بدراسة إنهاء الحرب"، مشيرا إلى أن "العالم بأسره ينتظر ذلك منذ فترة طويلة جدّا. والخطوة الأولى لإنهاء الحرب فعلا هي وقف لإطلاق النار". وتعتبر كييف والدول الغربية الحليفة لها أن وقف إطلاق النار غير المشروط هو السبيل الوحيد للتوصّل إلى حلّ دبلوماسي لأسوأ نزاع تشهده القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، انقطع التواصل بين روسيا وأوكرانيا، إلا في حالات تبادل سجناء الحرب ورفات القتلى. وسبق للطرفين أن أجريا محادثات سنة 2022 في إسطنبول في الأشهر الأولى من الصراع لكنها لم تفض إلى أيّ حلّ يذكر. وبحسب بوتين، أخفقت تلك المفاوضات في بلوغ غايتها بسبب تدخّل رئيس الوزراء البريطاني حينذاك بوريس جونسون.
الرئيس الأوكراني: تفكير الروس بإنهاء الحرب أمر إيجابي.. ويجب البدء بوقف للنار غداً
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده "مستعدة للقاء" مع الروس لبحث وقف الحرب، كما اعتبر أن "بدء" موسكو "بالتفكير في إنهاء الحرب" يشكّل "علامة إيجابية"، لكنه شدد على أن "الخطوة الأولى حقاً" نحو تحقيق ذلك هي البدء بوقف إطلاق النار ابتداءً من يوم الاثنين. وقال زيلينسكي عبر منصة إكس "بدء الروس أخيراً بالتفكير في إنهاء الحرب هو علامة إيجابية.. والخطوة الأولى لإنهاء أي حرب حقاً هي وقف إطلاق النار". وأكد الرئيس الأوكراني استعداد كييف لعقد مباحثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ مطلع العام 2022. وأضاف: "لا جدوى من استمرار القتل ولو ليوم واحد. نتوقع من روسيا تأكيد وقف إطلاق نار - بشكل كامل ودائم وموثوق - ابتداءً من الغد 12 مايو (أيار). وأوكرانيا مستعدة للقاء".
يأتي هذا بينما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا يوم 15 مايو (أيار) في تركيا، قائلاً إنها ينبغي أن تهدف إلى تحقيق سلام دائم، وهي مبادرة رحب بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال الرئيس الروسي إن المحادثات المقترحة في مدينة إسطنبول ستهدف إلى "القضاء على الأسباب الجذرية" للحرب واستعادة "السلام الدائم طويل الأمد" وليس "مجرد توقف للقتال لإعادة التسلح". وأضاف بوتين متحدثاً من الكرملين "نقترح على كييف استئناف المفاوضات المباشرة من دون أي شروط مسبقة.. يوم الخميس في إسطنبول".
جاء اقتراح بوتين إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا بعد ساعات من مطالبة القوى الأوروبية الكبرى في كييف بوتين بالموافقة على وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً أو مواجهة عقوبات "ضخمة" جديدة.
ورفض بوتين ما وصفها بمحاولة بعض القوى الأوروبية تقديم "إنذارات نهائية". وقال إن روسيا اقترحت عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، بما في ذلك وقف مؤقت لاستهداف منشآت الطاقة، ووقف إطلاق النار في عيد الفصح، وفي الآونة الأخيرة هدنة لمدة 72 ساعة خلال الاحتفالات بمرور 80 عاماً على النصر في الحرب العالمية الثانية. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بانتهاك تلك الهدن المؤقتة بما يشمل وقف القتال في الفترة من الثامن إلى العاشر من مايو (أيار). وقال بوتين إنه لا يستبعد أن يتفق الجانبان خلال المحادثات المقترحة في تركيا على "بعض الهدن الجديدة ووقف إطلاق نار جديد"، لكن ذلك سيكون الخطوة الأولى نحو سلام "مستدام".