سيريا ستار تايمز

الاحتلال يجند 5 ألوية احتياط وشهداء باستهداف خيام نازحين بالقطاع.. غزة تُعلن رسميا منطقة مجاعة جراء الحصار الإسرائيلي


في اليوم الـ55 من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي تجنيد لواءي احتياط من المشاة والمدرعات بهدف توسيع العملية العسكرية في غزة. وأضافت الإذاعة أن الجيش جند حتى الآن 5 ألوية احتياط في هذه الجولة، لكنها أشارت إلى أن الجيش رفض تقديم معطيات بشأن نسبة الاستجابة في ألوية الاحتياط التي تم تجنيدها. وفي تطورات القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، أفاد مراسلنا باستشهاد 10 فلسطينيين -بينهم 5 أطفال- وإصابة 11 في قصف إسرائيلي على خيام تؤوي نازحين غربي خان يونس جنوب قطاع غزة فجر اليوم. وعلى الصعيد الإنساني، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن القطاع يشهد موجة موت صامت يحصد أعدادا متزايدة من أرواح كبار السن والأطفال، مشيرا إلى أن 14 مسنا استشهدوا خلال أسبوع جراء التجويع والحصار الإسرائيلي. وفي الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على البلدات والمدن الفلسطينية، كما تشن حملات اعتقال ومداهمات يومية في مختلف مناطق الضفة.

غزة تُعلن رسميا "منطقة مجاعة" جراء الحصار الإسرائيلي

تعيش غزة هذه الأيام واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث بات الجوع مشهدا يوميا مألوفا في الشوارع ومراكز الإيواء، وسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من شهرين، ومنع تام لدخول المساعدات الغذائية والدوائية، مما فاقم حالة الانهيار المعيشي الشامل.

وبينما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى رسميا غزة "منطقة مجاعة"، تستمر التحذيرات الدولية من انهيار العمل الإنساني في القطاع، في ظل مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع دخول شاحنات المساعدات.

وتجاوزت أسعار السلع الأساسية حدود المعقول، في ظل ندرة حادة في المواد الغذائية، إذ ارتفع سعر كيلو الدقيق إلى 9.45 دولارات، في حين يُباع كيس الطحين زنة 50 كيلوغراما بنحو 400 دولار، وهو ما يعادل دخل شهر كامل لعائلة متوسطة.

وتحوّل مشهد الطوابير الطويلة أمام نقاط توزيع الغذاء إلى روتين يومي يعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وسط بكاء الأطفال، وصراخ الأمهات، وتدافع الرجال في محاولة يائسة غالبا.
وباتت بعض العائلات تعتمد على خلط كميات قليلة من الدقيق -رغم فساده- مع ما تبقى من الأرز أو المعكرونة، لتوفير وجبة تسد رمق الأطفال وتمنعهم من النوم جوعى، في حين أصبحت أكياس الطحين، رغم سوء حالتها، تُعامل ككنز لا يُفرّط فيه.
وتزامنا مع توقف أغلب المطابخ الخيرية عن العمل لنفاد الإمدادات والوقود، أعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" أنها لم تعد قادرة على طهي وجبات جديدة أو خبز الخبز، في ظل إغلاق المعابر واستمرار الحصار الإسرائيلي.

وفي غضون ذلك، تشهد الأسواق شللا شبه تام في الحركة، مع اختفاء البضائع، وعجز معظم السكان عن الشراء.

وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة باتوا يعتمدون اعتمادا كليا على المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من 19 شهرا، الذي حوّل معظم السكان إلى فقراء ومشردين.
ونزح أكثر من 90% من الأهالي من منازلهم، بعضهم عدة مرات، ويعيشون الآن في ظروف قاسية داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء.
وتزامنا مع هذا الانهيار الإنساني الشامل، باتت الحياة في غزة أقرب ما تكون إلى معركة يومية للبقاء، لا يسلم منها طفل أو شيخ.
ويغيب التحرك الدولي بشكل كامل في مواجهة سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل كأداة حرب.
وتستمر سلطات الاحتلال بمنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية، متجاهلة التحذيرات الأممية التي تصف هذه الإجراءات بانتهاك صارخ للقانون الدولي.
وتقف القوى الكبرى مكتوفة الأيدي أمام مجاعة أهالي غزة المحاصرة، حيث تُستباح أبسط حقوق الإنسان في الغذاء والدواء، وتظل الحياة في القطاع عبارة عن صراع مستمر ضد الجوع والموت.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,