
كشف الفنان السوري جمال سليمان مجموعة من المحطات المفصلية في مسيرته الفنية والشخصية، خلال ظهوره في برنامج "عندي سؤال" مع الإعلامي محمد قيس عبر قناة "المشهد"، متحدثاً عن نشأة مسلسل "الفصول الأربعة"، وأسرار مكالمته الأخيرة مع المخرج الراحل حاتم علي، وموقفه من تصريحات سلاف فواخرجي. وأوضح جمال سليمان أن فكرة مسلسل "الفصول الأربعة" انطلقت من اقتراح شخصي قدّمه للمنتج جورج صليبا، الذي كان يبحث عن عمل درامي اجتماعي لصالح قناة "MBC". وقال: "طرحت فكرة مستوحاة من عائلة والدتي عن خمس أخوات متزوجات من رجال مختلفي الطباع، واقترحت أن تكتب النص أنثى، فرشحت ريم حنا ودلع الرحبي، وأعجبهما المشروع فوراً". وأشار إلى أن النجاح الكبير الذي حققه المسلسل فاق التوقعات، مضيفاً: "أصبح بمثابة حبل سرة يربط السوريين بوطنهم"، مؤكداً أن تقديم جزء ثالث بعد الحرب سيكون رسالة جامعة وإيجابية إذا توفرت الظروف الملائمة.
مواجهة الرقابة في "خان الحرير"
تحدث سليمان عن مسلسل "خان الحرير"، كاشفاً أن العمل واجه عراقيل رقابية بسبب تناوله مواضيع سياسية حساسة، ما اضطره مع المخرج هيثم حقي والكاتب نهاد سيريس إلى لقاء المخلوع بشار الأسد، الذي لم يكن رئيساً بعد، حيث تم التوصل إلى اتفاق يسمح بتصوير المسلسل مقابل منح الرقابة صلاحية الحذف.
وعن الفارق بين تجربته الفنية في سوريا ومصر، أوضح سليمان أن تجربته في سوريا كانت مليئة بالشغف والبدايات، بينما وفرت له مصر استقراراً ونجاحات كبيرة، أبرزها مسلسل "حدائق الشيطان" الذي وصفه بأنه شكّل نقلة نوعية في مشواره.
المكالمة الأخيرة بين جمال سليمان وحاتم علي
استعاد جمال سليمان تفاصيل مكالمته الأخيرة مع حاتم علي، قائلاً: "تحدثنا قبل يومين من رأس السنة، واتفقنا أن نسهر معاً، وكان يحدثني عن مسلسل سفر برلك، وفي اليوم التالي استيقظت على خبر وفاته". وأضاف: "كانت من أصعب اللحظات في حياتي حين اضطررت لإبلاغ دلع الرحبي وولديه عمرو وغالية بالخبر المؤلم". وفي حديثه عن مشاركته في مسلسل "العراب" عام 2015، قال سليمان إن حاتم علي عرض عليه الدور رغم علمه بمشاركة فنانين سبق أن انتقدوه، مشيراً إلى أنه تعامل معهم بمهنية.
وأضاف: "صافحتهم بحرارة ووجدت تجاوباً جيداً، ولا ألوم أحداً، فبعضهم كان مدفوعاً بالخوف أو الحاجة. أما أنا، فكنت في وضع يسمح لي باتخاذ قراراتي بحرية بفضل استقراري المهني والمعيشي في مصر".
جمال سليمان يعلق عن تصريحات سلاف فواخرجي حول مي سكاف
علّق جمال سليمان على قرار نقابة الفنانين السوريين بشطب اسم سلاف فواخرجي، قائلاً إنه لا يؤيد القرار، رغم عدم موافقته على تصريحاتها بشأن مي سكاف ودفاعها عن جرائم بشار الأسد. وأوضح سليمان أنه سبق أن تعرّض للفصل من النقابة بسبب مواقفه السياسية، مؤكداً في الوقت ذاته أنه يختلف مع فواخرجي في موقفها من النظام المخلوع، ومعرباً عن أمله في أن تعيد النظر في تصريحاتها، وأن تُدرك حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الأسد على مدى السنوات الماضية.
وعن الفنانة الراحلة مي سكاف، قال سليمان إنها كانت شديدة الجرأة وتمتلك حساً عالياً بالتحدي، مضيفاً: "لا أظن أنها كانت تتوقع أن تُعتقل.. لذلك لا أوافق على تصريحات سلاف أبداً.. الكلام هذا مو منطقي وما كان لازم ينقال الصراحة.. ما في حدا بيطلب من حدا يعتقله".
جمال سليمان: العلويون نادمون على دعمهم لبشار الأسد
تحدث جمال سليمان خلال اللقاء أيضاً عن تغير المزاج العام في أوساط الطائفة العلوية بعد سقوط النظام، قائلاً إن عدداً من أبناء الطائفة تواصلوا معه قبل أحداث الساحل وأعربوا عن رغبتهم في فتح صفحة جديدة مع السلطة السورية الجديدة. وأكد أن "العلويين ندموا على كل لحظة وقفوا فيها إلى جانب بشار الأسد"، مشيراً إلى أن النظام المخلوع "لم يعد يحظى بأي شعبية في سوريا وخاصة عند الطائفة العلوية".
وختم سليمان حديثه بالإشارة إلى اللحظة التي علم فيها بسقوط نظام الأسد، قائلاً: "كنت في مراكش أُصوّر مسلسل (سيوف العرب)، وظننت الخبر كاذباً حتى شاهدته على قناة إخبارية.. والمفارقة أنني كنت أسجّل حينها مقطعاً صوتياً لابن خلدون يتحدث فيه عن سقوط الدول".