عشرات الشهداء بالقطاع ومقترح أميركي لصفقة جديدة وتحذيرات من استمرار خطر المجاعة.. نتنياهو: قد نتوصل لهدنة مؤقتة
قال الجيش الإسرائيلي إنه تسلم رسميا الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر الذي رفض لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق هيئة البث الإسرائيلية، لكنه وجه رسالة شكر إلى الرئيس الأميركي. من جانب آخر، قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حث خلال لقاءاته نتنياهو والقيادة الإسرائيلية، على استغلال ما سماه نافذة الفرص في الأيام القادمة للتوصل إلى صفقة لوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى. ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين، أن ضغط ويتكوف أفضى إلى إرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، حيث من المتوقع أن يمكث عدة أيام. وأضافت القناة أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا أقر، أن فرص توسيع الحملة العسكرية في غزة في الأيام القادمة قد تضاءلت. وفي تطورات القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، قالت وزارة الصحة إن مستشفيات القطاع استقبلت 46 شهيدا و73 مصابا خلال 24 ساعة.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 11 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، في حين حذّرت منظمات إنسانية أممية من استمرار خطر المجاعة في القطاع بعد مرور 19 شهرا من الصراع والنزوح والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 46 شهيدا و73 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية. قال مراسلنا إن فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون في قصف نفذته مسيرة إسرائيلية على دوار الشهداء بمخيم البريج وسط القطاع. كما استشهد فلسطيني ثان في قصف على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في وقت شيّع فيه فلسطينيون جثمان الصحفي حسن إصليح من مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي القطاع عقب استشهاده فجر اليوم إثر استهداف قوات الاحتلال للمستشفى أثناء تلقيه العلاج داخله. وفي سياق التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الداخلية بغزة مقتل مدير شرطة مكافحة المخدرات عضو مجلس قيادة الشرطة أحمد القدرة في قصف إسرائيلي في خان يونس. وقالت في بيان إنها تنعى مدير شرطة مكافحة المخدرات وعضو مجلس قيادة الشرطة بغزة العميد أحمد القدرة، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي بغارة جوية على مدينة خان يونس.
وأدانت الوزارة هذه الجريمة التي تأتي في سياق مسلسل الاستهداف المستمر لجهاز الشرطة والمنظومة الأمنية في قطاع غزة.
حصار ومجاعة
ومع دخول الحصار الإسرائيلي على القطاع شهره الثالث، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) برفع الحصار والسماح بوصول المساعدات. من جانبه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أنطونيو غوتيريش يشعر بقلق إزاء التقرير الأممي الأخير الذي يفيد بأن واحدا من كل 5 أشخاص في غزة يواجه المجاعة، في وقت يواجه فيه جميع سكان القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وخطر المجاعة. كما قال دوجاريك إن غوتيريش يشعر بقلق خاص من أن الأغلبية العظمى من الأطفال في قطاع غزة يواجهون حرمانا غذائيا شديدا، وقد أكدت ذلك الآن 17 وكالة ومنظمة غير حكومية تشارك في إنتاج التقرير. ويواجه 470 ألف شخص في غزة جوعا كارثيا. هذا ما نشير إليه بالمرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل، وهي أعلى مستوى من التصنيف. وقد حذر بيان صحفي مشترك لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف من أن خطر المجاعة يهدد جميع أنحاء غزة، وقال البيان إن تفاقم الجوع وسوء التغذية بشكل حاد ازدادا منذ أن تم حظر دخول جميع المساعدات في الثاني من مارس/آذار الماضي. وأشار إلى أن الأسر في غزة تتضور جوعا وما يحتاجونه من غذاء عالق على الحدود، وأوضح أن هناك أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية تكفي لإطعام مليون شخص حتى 4 أشهر جاهزة عند ممرات المساعدات لإدخالها. وطالب البيان المجتمع الدولي بالتحرك فورا لاستئناف تدفق المساعدات إلى قطاع غزة مجددا، ووفقا لتحليل التصنيف المرحلي للأمن الغذائي، يعاني كافة السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
تحذير ومراقبة
فلسطينيا، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقالت في بيان إن المجاعة تشتدّ في القطاع بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأضافت أن الجهات الوحيدة المخوّلة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الأممية والحكومية المختصة، وليس الاحتلال أو وكلاءه. كما دعت الحركة إلى كسر الحصار وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة وبعيدا عن أي تدخلات من الاحتلال. وقالت إن استمرار الاحتلال في منع إدخال المساعدات يؤكد تعمّده صناعة المجاعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. من جهتها، نقلت صحيفة معاريف عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل تراقب من كثب الوضع الإنساني في قطاع غزة بهدف عدم الوصول إلى حالة مجاعة. وأكد أن إسرائيل تستعد لفترة انتقالية نظرًا لعدم اكتمال إنشاء مجمعات توزيع المساعدات في الجنوب. ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون أنّ المنظمة الدولية تصرّ على الحفاظ على الآلية القديمة ومواصلة تقديم المساعدات لحماس، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تسمح بذلك وحماس لن تستفيد من المساعدات الإنسانية.
نتنياهو: قد نتوصل لهدنة مؤقتة لكننا لن نوقف الحرب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا وقف للحرب على قطاع غزة، ولكن قد يتم التوصل إلى "وقف لإطلاق النار لوقت محدد ثم يستأنف القتال حتى النهاية". وأضاف نتنياهو "سنذهب باتجاه تحقيق النصر المطلق في قطاع غزة، وسندخل بكل قوة في الأيام المقبلة من أجل استكمال هزيمة" حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي هذا السايق، قال نتنياهو "قواتنا على أهبة الاستعداد وإذا قررت حماس إعادة 10 مخطوفين سنتسلمهم ثم نستكمل العملية". وبشأن تهجير سكان غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "المشكلة تكمن في عدم وجود دول تستقبلهم وما أعرفه أن نحو 50% من أهل غزة سيخرجون".
وأجرى نتنياهو أمس اتصالا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأعلن أنه سيرسل وفدا للتفاوض مع حماس في الدوحة بهدف التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، وذلك عقب اجتماعه مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وسفير واشنطن لدى إسرائيل مايك هاكابي. من جهتها، أعلنت حركة حماس أمس -عقب إطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر- أنها أجرت اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية، وأنها أبدت إيجابية عالية.
وأكدت الحركة استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى وإدارة قطاع غزة من جهة مهنية مستقلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار.