
في اليوم الـ62 من استئناف الاحتلال عدوانه على غزة، أفادت مصادر طبية باستشهاد 132 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد. في الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي، إنه بدأ عمليات برية واسعة في مناطق بشمال وجنوب قطاع غزة ضمن حملة جديدة أطلق عليها اسم "عربات جدعون". سياسيا، كشفت مصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الإفراج عن الأسرى من دون وقف الحرب. وأضافت المصادر أن وفد التفاوض الإسرائيلي بالدوحة غير مخول بصلاحيات للبت في القضايا العالقة للتوصل لاتفاق، في حين قال مسؤولون إسرائيليون إن الحكومة تمنح المفاوضات فرصة، وإنها أمام فترة حاسمة بالتفاوض. يستعد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لفترة حاسمة تمتد 24 ساعة في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي حين تحدثت تقارير عن ضغوط دولية على طرفي التفاوض للتوصل إلى اتفاق، قالت حماس إن مرحلة الصفقات الجزئية انتهت. وفي الضفة الغربية، يواصل الاحتلال اقتحام بلدات عدة، في حين أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال وإصابة آخرين خلال إلقائهم الحجارة اتجاه مركبات المستوطنين قرب بلدة برقة شمال غرب نابلس.
واُستشهد اليوم 132 فلسطينيا في قطاع غزة، 61 منهم بمدينة غزة وشمالي القطاع، في حين تفاقمت الأوضاع الإنسانية وخرجت مستشفيات شمالي القطاع عن الخدمة. وارتفع بذلك عدد الشهداء في غزة خلال 3 أيام إلى 500 شهيد، وفقا لمدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بغزة. وكان مراسلنا ، أفاد باستشهاد وفقدان 15 فلسطينيا في غارة إسرائيلية على منزل في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة. ونقل مراسلنا في قطاع غزة عن مصادر طبية فلسطينية قولها، إن 20 فلسطينيا استشهدوا وأصيب آخرون، معظمهم نساء وأطفال، عندما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلين، يعود أحدهما لعائلة مقاط في منطقة جباليا النزلة، والثاني لعائلة نصر في جباليا البلد شمالي القطاع.
ونقل المراسل عن مصادر طبية تأكيدها استشهاد 7 مواطنين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة البراوي في بيت لاهيا. وفي الوقت ذاته، كثّفت قوات الاحتلال غاراتها الجوية وقصفَها المدفعي على منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين نتيجة قصف منزل في محيط مستشفى العودة. كما تسبب القصف في تدمير ما تبقى من منازل المواطنين في المنطقة، وتسبب في أضرار جسيمة داخل مستشفى العودة. وفي الوسط، قالت وزارة الصحة في غزة إن 20 شخصا اُستشهدوا في القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق وسط القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، إن مئات من العوائل مسحت من السجل المدني بسبب القصف الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أكثر من 200 مفقود لا يزالون تحت الأنقاض ولا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم. وأكد أن من لا يموت بالقصف الإسرائيلي في غزة يموت جوعا. ووفقا لوزارة الصحة بقطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 53 ألفا، و339 شهيدا، وأكثر من 121 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.
قصف ومحاصرة المستشفيات
ومع تكثيف الاحتلال اليوم استهدافه للمستشفيات، أعلنت وزارة الصحة بغزة، أن جميع المستشفيات العامة في محافظة شمال قطاع غزة أصبحت خارجة عن الخدمة. وأكدت أن الاحتلال دمر مستشفيي بيت حانون وكمال عدوان وأخرج المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع من الخدمة. وصباح اليوم، قالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يكثف من استهداف ومحاصرة المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، بعد إخراج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة قبل أيام. وقالت إنّ حالة من الذعر والإرباك تسيطر على المرضى والجرحى والفرق الطبية، مما يعيق تقديم الرعاية الصحية الطارئة. وأشارت إلى إصابة اثنين من المرضى أثناء محاولتهما الخروج من المستشفى، مؤكدة أن محاصرة المستشفى تمنع وصول المصابين مع تزايد ما يتعرض له شمال قطاع غزة من مجازر. ولفتت إلى أنّ الاحتلال يكثف من حملته الممنهجة لاستهداف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، مناشدا الجهات المعنية التدخل لتوفير الحماية. ومن جهته، ناشد مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي المعمداني في غزة المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ حياة المصابين.
الوضع كارثي بالإندونيسي
وتعليقا على استهداف الاحتلال للمستشفيات، قال المدير العام للمستشفيات بغزة، إن الاحتلال أخرج أكبر المستشفيات في القطاع عن الخدمة، وإن ممارسات الاحتلال في حق القطاع الصحي تؤدي إلى قتل المرضى والجرحى.
وأكد أن المجاعة في القطاع تؤدي إلى نتائج كارثية، وأن الأمراض تتفشى في الناس. وقال مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان، إن الاحتلال يضع المستشفى الإندونيسي الآن تحت حصار كامل، ويطلق النار على كل من يتحرك. وأكد أن طائرات إسرائيلية استهدفت بالرصاص قسم العناية المكثفة، وأن الوضع أصبح كارثيا جراء هذا الاستهداف. وأضاف أن المستشفى لم يعد يستطيع تقديم أي خدمة في شمال القطاع، متسائلا عن سبب استهداف المستشفيات حيث لا يوجد فيها سوى المرضى والطواقم الطبية. وطالب المؤسسات والمنظمات الدولية بـ"الضغط للسماح لطواقمنا بالعمل".
من جهته، قال مدير مستشفى كمال عدوان صخر حمد ، إن وضع المستشفيات في شمال القطاع كارثي، وإن المستشفى استقبل عشرات الجرحى. وأضاف لا يوجد تنسيق لإخلاء المستشفى وما يجري مجازفة. من جانبه، قال مدير مستشفى العودة محمد صالحة ، إن 10 غارات جديدة استهدفت مناطق محيطة بالمستشفى أدت لدمار وأضرار واسعة فيه. وأضاف "لا نية لدينا لإخلاء المستشفى وسنواصل تقديم الخدمات للمرضى". أما مدير مجمع الشفاء الطبي، فقال، إنه لا تتوافر أي خدمات طبية شمال قطاع غزة بعد خروج المستشفيات عن الخدمة. وأضاف لا يمكننا استيعاب الأعداد غير المسبوقة من الجرحى، مؤكدا أن هناك حالات حرجة لا يمكن نقلها من المستشفى الإندونيسي المحاصر.
الدفاع المدني يحذر
وفي تطور آخر، أعلن الدفاع المدني بغزة، عن توقف 75% من مركباته عن العمل في جميع محافظات قطاع غزة نظرا لعدم توفر الوقود. وأكد الدفاع المدني، أن مركباته ستتوقف عن العمل خلال 72 ساعة، ولن تتمكن طواقمه من أداء مهامها إذا لم يصلها الوقود.
نتنياهو: مفاوضات الدوحة تتطرق لمقترح ويتكوف وإنهاء الحرب
تزامناً مع جولة المفاوضات الجديدة في الدوحة، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الوفد الإسرائيلي يعمل على استنفاد كافة احتمالات التوصل لاتفاق بشأن غزة.
وأضاف المكتب في بيان، أن مفاوضات الدوحة تتطرق لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وإلى مقترح شامل لإنهاء الحرب. كما أوضح أن المقترح يشمل نفي قيادات حماس ونزع السلاح من قطاع غزة. وقال إن "فريق التفاوض في الدوحة يواصل العمل لاستنفاد كل فرصة لإبرام صفقة – سواء وفقاً لمقترح ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال، بما يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، وإبعاد مقاتلي حماس، وتجريد القطاع من السلاح". بدوره كشف مسؤول إسرائيلي كبير إنه "لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب"، وفق ما نقلت رويترز.
لا تقدم يذكر
وبدأ وسطاء من مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، لكن مصادر قريبة من المفاوضات قالت لرويترز إنه لم يتم تحقيق تقدم يذكر. بدوره قال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة "حماس على الدوام كان لديها مرونة حول عدد الأسرى الذي يمكن أن تطلق سراحهم ولكن المشكلة دائما كان في عدم وجود التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب".
وكشف مسؤول من حماس لرويترز أن "الموقف الإسرائيلي لم يتغير، هم يريدون أسراهم بدون أي التزام لإنهاء الحرب". وفي وقت سابق أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، لوفد التفاوض بالبقاء في الدوحة، وفق ما أفاد مسؤولون إسرائيليون. كما أشاروا إلى أن نتنياهو أجرى اتصالات مع وفد التفاوض الإسرائيلي ووزير الخارجية الأميركي مارك روبيو والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بشأن المفاوضات حول غزة، حسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية. في حين أوضح مصدر مطلع على سير المفاوضات أن المقترح الأميركي الحالي يتضمن الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، من دون التوصل حتى الآن إلى صيغة نهائية.
"جولة حاسمة"
بينما وصفت مصادر حكومية إسرائيلية هذه الجولة بأنها "حاسمة"، مع التحذير من أن فشلها قد يدفع إسرائيل إلى توسيع عملياتها العسكرية في القطاع. تأتي تلك التطورات فيما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 24 أسيراً إسرائيليا على قيد الحياة داخل غزة، تأمل تل أبيب في إطلاق سراح عشرة منهم كمرحلة أولى ضمن أي اتفاق. في حين تواجه المحادثات تحديات كبيرة بسبب تباين واضح في المواقف. فبينما تصر إسرائيل على استمرار عملياتها العسكرية وعدم الالتزام بوقف دائم للحرب، تطالب حماس بضمانات دولية تنص على انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة وإنهاء الحرب بشكل نهائي. يشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع كانت استؤنفت في 18 مارس الماضي بعد توقف مؤقت بموجب اتفاق هدنة بوساطة مصرية-قطرية-أميركية، في ظل تعثر المفاوضات حول المرحلة التالية من الاتفاق.
بقصف على خيمته.. مقتل أخٍ ثانٍ للسنوار في غزة
فيما أكدت مصاد بوقت سابق اليوم، العثور على جثة محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار زعيم حماس السابق في خان يونس، جنوب قطاع غزة، أفيد بمقتل شقيقه الثاني زكريا.
فقد أشارت مصادر إلى مقتل زكريا السنوار مع أبنائه، وهو أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الإسلامية بغزة.
في النصيرات
كما أوضحت أنه "قتل في قصف الجيش الإسرائيلي على خيمته في النصيرات"، كذلك أكد مسعفون أن زكريا قُتل مع ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية على خيمتهم في وسط قطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". وكانت المصادر كشفت في وقت سابق اليوم، أنه تم التأكد من مقتل قائد لواء خان يونس (محمد السنوار)، الذي يتزعم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بغارات إسرائيلية قبل أيام على محيط المستشفى الأوروبي شرق خان يونس.
إلى ذلك، أشارت إلى أن محمد شبانة، قائد لواء رفح، قتل في الغارات أيضا مع السنوار. وكانت مشاهد مصورة نشرتها هيئة البث الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي، أظهرت لحظة ضرب ما قالت إنه "مخبأ تحت مستشفى غزة الأوروبي" في خان يونس، زاعمة أن السنوار كان فيه. بينما شددت مصادر إسرائيلية حينها على أن المؤسسة الأمنية لا تزال تجمع تفاصيل ومعلومات مختلفة للتأكد مِن مَنْ كان في الموقع، وما إذا كان السنوار قد قتل بالفعل". يشار إلى أن محمد السنوار كان أصبح قائداً للجناح العسكري لحماس بعدما قتلت إسرائيل شقيقه في أكتوبر من العام الماضي (2024)، ومحمد الضيف (في يوليو 2024)، اللذين تعتبرهما العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر 2023.