روسيا تفضل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة عبر الوسائل السلمية.. المجلس الأوروبي يضغط على بوتين للتفاوض

صرح الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن المحادثة الهاتفية بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، دونالد ترامب، المقررة اليوم، ستجري مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج المفاوضات في إسطنبول.
"الدبلوماسية أولاً"
وقال بيسكوف للصحافيين، إن المحادثة مهمة مع الأخذ بعين الاعتبار المفاوضات التي جرت في إسطنبول. كما أضاف فيما يتعلق بالمفاوضات، أن الكرملين قال كل ما يمكن قوله، وحدد النقاط الرئيسية التي تم تحديدها في المفاوضات، مشددا على أنه لا يزال يفضل الحل الدبلوماسي. ولفت إلى أن روسيا تفضل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة عبر الوسائل السلمية في حال ساهمت الوساطة الأميركية، وفقا لوكالة "تاس". جاء هذا بعدما كشف مصدران مقربان من الكرملين عن أن الرئيس الروسي واثق من قدرة قواته على اختراق دفاعات أوكرانيا بحلول نهاية العام، والسيطرة الكاملة على أربع مناطق أعلنها تابعة لروسيا، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ عن شخص مطلع على تفكير بوتين، طلب عدم ذكر اسمه. ما يعني أنه من غير المرجح أن يقدم أي تنازلات قيمة.
كما أوضح مصدران مقربان من الكرملين أن بوتين مستعد لحرب طويلة الأمد إذا كان ذلك مطلوبا لتحقيق أهدافه. كذلك أشارا إلى أنه متفائل بشأن احتمال فرض عقوبات أميركية إضافية على بلاده.
حرب تدخل عامها الرابع
يأتي هذا فيما يسعى الرئيس الأميركي جاهدًا لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع، وقد تعهد بالتوصل إلى اتفاق في محادثة مباشرة مع بوتين.
إلا أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، كان رأى أمس ألا تقدم سيحرز في المفاوضات الروسية الأوكرانية ما لم يلتقِ ترامب وبوتين بشكل مباشر. وكانت موسكو وكييف أوفدتا ممثلين عنهما إلى إسطنبول يوم الجمعة الماضي لإجراء مفاوضات هي الأولى منذ نحو 3 سنوات، بعدما عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاجتماع مباشرة مع بوتين، إلا أن الأخير رفض المقترح الأوكراني، وأرسل بدلاً من ذلك وفداً دبلوماسيا. وأفضت تلك الجولة من المحادثات إلى اتفاق بين الوفدين على تبادل نحو 1000 سجين بينهما، من دون تحقيق أي اختراقات على صعيد وقف النار.
المجلس الأوروبي: نضغط على بوتين للتفاوض
فيما أقر الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، اتفاقاً جديداً بينهما في الأمن والدفاع والتجارة، أكد رئيس المجلس الأوروبي انطونيو كوستا أن التحالف مع لندن حاجة ضرورية. كما شدد في كلمة ألقاها خلال القمة التي عقدت في العاصمة البريطانية على أن الاتحاد يضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأكد كوستا أن الاتحاد وبريطانيا أقوى عندما يعملان معا. وأضاف أنهما يعيدان التواصل من أجل تحقيق أهداف الأمن والازدهار، والدفاع عن السلام في أوروبا وخارجها.
توترات جيوسياسية
بدورها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوربي والمملكة المتحدة طويا صفحة وفتحا فصلا جديدا بالغ الأهمية وسط التوترات الجيوسياسية. كذلك أثنى رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر على الاتفاقية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنها تناسب العصر وتقدم فوائد ملموسة في مجالات الأمن والهجرة والتجارة. وأكد أن بلاده ستعزز التعاون الأمني والدفاعي مع أوروبا.
تهديدات روسية
أتت هذه المحادثات في وقت يسعى الاتحاد وبريطانيا إلى زيادة التسلح في مواجهة التهديد من روسيا والمخاوف من تراجع الولايات المتحدة عن المساهمة في حماية أوروبا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن المفترض أن تؤدي شراكة الدفاع إلى إجراء محادثات أمنية بشكل أكثر انتظاما، واحتمال انضمام السلطات البريطانية لاحقا إلى بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي، فضلا عن إمكانية استفادة لندن الكاملة من صندوق دفاع بقيمة 150 مليار يورو (167 مليار دولار) يعمل الاتحاد على إنشائه.
لكن العديد من التفاصيل قد تترك لتنجز لاحقا، مثل مسألة السماح لبريطانيا وصناعتها الدفاعية بالاستفادة بلا قيود من برامج الاتحاد الأوروبي. يشار إلى أن هذا التقارب بين الطرفين أتى على وقع اصطفاف الدول الأوروبية والمملكة المتحدة إلى جانب كييف ضد موسكو، ودعمها عسكريا وسياسيا منذ "الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية" في فبراير 2022. فيما ينتقد الكرملين هذا الدعم الأوروبي لأوكرانيا ويعتبره "تدخلاً خارجيا"، وتهديدا لأمن البلاد الاستراتجي. وحتى الآن، رفض الجانب الروسي الموافقة على هدنة تمتد شهراً كان اقترحها الأوروبيون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ودعمها أيضا ترامب. في حين لم تفض المفاوضات التي عقدت يوم الجمعة الماضي في اسطنبول بين الروس والأوكران سوى إلى الاتفاق على تبادل 1000 سجين بين الطرفين.