سيريا ستار تايمز

غارات مكثفة وعملية إسرائيلية فاشلة بخان يونس وفانس يتراجع عن زيارته.. المجلس الأوروبي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار


في اليوم الـ63 من استئناف الاحتلال عدوانه على غزة، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة على كافة أنحاء القطاع، مما خلف شهداء ومصابين، بينما نقل موقع والا الإسرائيلي عن مصدر عسكري، "الجيش نفذ عملية خاصة في خان يونس". من جهتها، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين -الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في فلسطين- "استشهاد القائد الكبير أحمد كامل سرحان مسؤول العمل الخاص في الألوية"، مضيفة أن "الشهيد سرحان خاض اشتباكا بطوليا مع قوة خاصة صهيونية سعت لاعتقاله من منزله في خان يونس". وأضافت ألوية الناصر صلاح الدين "نؤكد فشل العملية الخاصة التي سعى من خلالها العدو لاعتقال القائد أحمد سرحان". في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جيش الاحتلال سيسيطر على جميع مناطق غزة، مضيفا "مقاتلونا يقومون بعمل عظيم في غزة بما في ذلك هذا الصباح، ولا أستطيع الخوض في التفاصيل".

غارات وشهداء
في السياق ذاته، حاصرت الآليات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي القطاع، حيث أطلقت النيران عليه وسط فقدان الاتصال بالطواقم الطبية والمرضى داخله. وأفادت مصادر طبية أن 28 شخصا استشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم، 6 منهم في خان يونس. من جهة أخرى، قرر المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا، من دون إجراء تصويت على ذلك، بفعل ضغوط أميركية، في ظل انتشار المجاعة في القطاع. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست -نقلا عن مسؤول إسرائيلي- أن إدخال المساعدات إلى غزة هو قرار مؤقت لمدة أسبوع حتى الانتهاء من إنشاء مراكز التوزيع. ويأتي ذلك بعد شن الجيش الإسرائيلي في الساعات الماضية عمليات برية واسعة في مناطق بشمال وجنوب قطاع غزة ضمن حملة جديدة أطلق عليها اسم "عربات جدعون".

كشفت مصادر أمنية خاصة وشهود عيان عن تفاصيل تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بهدف اختطاف قيادي في إحدى فصائل المقاومة المسلحة بقطاع غزة. وتشير المعلومات التي حصلت عليها  إلى أن قوة خاصة إسرائيلية مكونة من 9 أشخاص تنكروا بزيّ نساء كانت تستقل حافلة بيضاء اللون تحمل لوحة محلية، وصلت إلى "منطقة الكتيبة" التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود الشرقية الفاصلة بين غزة والأراضي المحتلة، قبل أن ينفضح أمرها.

انكشاف القوة
في الساعة السادسة من صباح اليوم بدأت طائرات حربية ومروحية إسرائيلية بشن غارات مكثفة ومتزامنة على أكثر من منطقة في مدينة خان يونس، مما أدى لاستنفار عناصر المقاومة الذين تيقنوا بوجود حدث غير عادي يتعلق بتسلل قوة إسرائيلية خاصة، على غرار حوادث مشابهة جرت في أوقات سابقة. وبحسب شهود العيان في مكان الحدث فقد وصل "باص" يبدو من مظهره الخارجي أنه يحمل أمتعة عائلة فلسطينية نازحة من المناطق الشرقية لخان يونس، والتي باتت مسرحًا لعمليات الاحتلال، وتريد أن تستقر في ملجأ أكثر أمنًا. وما إن نزلت القوة الخاصة المتمثلة "بالنساء التسع" من الباص حتى بدأ إطلاق الرصاص بشكل كثيف في المكان، بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية منزلًا مجاورًا أدى لاستشهاد 6 أشخاص، ومن ثم شنت غارات كثيفة على أماكن مختلفة في مدينة خان يونس.

ويشير شهود العيان إلى أن القوة الخاصة كانت تحمل فراشا وأغطية كالتي يحرص النازحون على حملها عند انتقالهم من مكان لآخر، لكن تبين فيما بعد أنها قفص حديدي كان مملوءًا بالأسلحة وملفوفًا حوله ما يشبه أمتعة النازحين. وترجح مصادر أمنية خاصة أن تكون القوة الخاصة خصصت القفص لوضع أسير فلسطيني بداخله إن نجحت باختطافه، ولفه بالأغطية التي شكلتها على هيئة فراش وأمتعة كي تعود أدراجها بشكل طبيعي دون أن تظهر أي حركة غريبة في المكان تكشف أمرها. وأكدت المصادر الأمنية أن القوات الخاصة كانت تستهدف أحمد سرحان، مسؤول العمل الخاص في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، والذي تنبه لوجود القوة الخاصة واشتبك معهم من مسافة صفر مما أدى إلى استشهاده، وإفشال عملية اختطافه. وتحت غطاء ناري كثيف فرت الحافلة من المكان بعدما اختطفت زوجة سرحان وطفله، حيث ترجح المصادر الأمنية أن الاحتلال يعتقد أن الشهيد لديه علاقة بالاحتفاظ بعدد من أسرى الاحتلال داخل قطاع غزة، أو لديه معلومات بهذا الشأن. وتركت القوة الخاصة خلفها أعقاب بنادق ورصاصات فارغة، وقنابل دخانية وألبسة نسائية، إلى جانب الصندوق المموّه بأمتعة نازحين. وفي هذا السياق قالت ألوية الناصر صلاح الدين في بيان لها إن الشهيد سرحان "خاض اشتباكا بطوليا مع قوة خاصة صهيونية كانت تسعى لاعتقاله من منزله في خان يونس"، مؤكدة فشل العملية.

غطاء بشري وناري
ورغم أن العملية استغرقت 20 دقيقة فقط، فإن طائرات الاحتلال أغارت على عدة أماكن في "حي الكتيبة" مكان تسلل القوة الخاصة، وكذلك "جورة العقاد"، و"السطر الغربي"، ومنطقة المواصي غربي خان يونس، ومستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي.

وتشير المعطيات الأمنية إلى أن الاحتلال استغل حالة النزوح من المناطق الشرقية إلى وسط خان يونس كغطاء بشري لتحركاته، حيث عمد الجيش الإسرائيلي أمس إلى مطالبة أهل مناطق سكنية بإخلائها والتوجه غربا تجاه منطقة المواصي. وتؤكد المصادر الأمنية أن جيش الاحتلال استخدم عدة وسائل بهدف إنجاح عملية القوة الخاصة منها استخدام ملابس نسائية لإخفاء هوية عناصرها، ومعدات مدنية لإخفاء السلاح، وغطاء ناري لإرباك المنطقة، ومع ذلك فشلت عمليته في تحقيق هدفها. وشددت المصادر على أن العملية "محاولة إسرائيلية فاشلة للوصول إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية"، رغم أنه سخّر كل إمكانياته لإنجاحها، ومن بينها تفريغ مناطق سكنية بأكملها كي يتسلل بسهولة دون وجود عوائق بشرية، والدفع بتعزيزات عسكرية الى نقاط متقدمة شرقي خان يونس كإجراء احترازي للتحرك إن وقع أي تطور ميداني مفاجئ.

يشار إلى أنه في يونيو/حزيران عام 2024 تسللت قوة إسرائيلية خاصة بشاحنة مدنية خلال عملية تحرير إسرائيليين احتجزتهم المقاومة في مخيم النصيرات وسط القطاع، واستخدم الجيش الإسرائيلي الكثافة النارية والقصف المفاجئ بالسيناريو ذاته. كما كشفت كتائب القسام في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018 تسلل قوة خاصة الى المناطق الشرقية من خان يونس، خلال محاولتها تنفيذ عملية داخل قطاع غزة، واشتبكت معها مما أدى لهروبها من المكان تحت غطاء ناري كثيف.

فانس يتراجع عن زيارة إسرائيل بسبب العملية العسكرية في غزة

قال مسؤول أميركي رفيع، إن جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، كان يعتزم السفر إلى إسرائيل، يوم الثلاثاء، لكنه قرر عدم القيام بذلك بسبب تصاعد العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وأوضح المسؤول الأميركي لموقع "أكسيوس"، أن فانس اتخذ القرار لأنه لم يرد أن تفهم تل أبيب ودول المنطقة من زيارته أن إدارة دونالد ترامب تؤيد قرار إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة في القطاع الفلسطيني، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس. كما قال إن فانس علّل عدم قيامه بالزيارة رسميا بـ"أسباب لوجستية"، لكن مسؤولا أميركيا مطلعا على التفاصيل قال لموقع "أكسيوس" إن اللوجستيات لم تكن هي المشكلة الحقيقية.

تحضير للزيارة
وأبلغت إدارة ترامب الحكومة الإسرائيلية أن فانس يدرس زيارة إسرائيل بعد حضوره حفل تنصيب البابا، بحسب ما أفاد مسؤولون إسرائيليون. وجرت مناقشات إضافية بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين للتحضير للزيارة. لكن بعد ساعات، نفى مسؤول في البيت الأبيض هذه التقارير في بيان للصحافيين المرافقين لنائب الرئيس، قائلاً: "بينما قامت الخدمة السرية بوضع خطط احتياطية لإمكانية زيارة عدة دول، لم تُتخذ قرارات نهائية بشأن أي زيارات إضافية، والقيود اللوجستية حالت دون تمديد الرحلة لما بعد روما"، مشيرين إلى أن "فانس سيعود إلى واشنطن".

عملية برية واسعة
ويوم الجمعة، بدأ الجيش الإسرائيلي حشد قواته لعملية تحمل اسم "مركبات جدعون"، وتدعو إلى تهجير جميع سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني شخص إلى "منطقة إنسانية"، وهدم غالبية القطاع. وأمس ، أعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية البرية بدأت في عدة مناطق من قطاع غزة. وأتى إعلان الجيش بعد ساعات من إبداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انفتاحه على اتفاق "ينهي القتال" في قطاع غزة، بشرط إقصاء حماس وجعل غزة منزوعة السلاح. وتؤكد إسرائيل أن هدفها من توسيع العمليات زيادة الضغط على حماس ودفعها للإفراج عن الرهائن المحتجزين.

المجلس الأوروبي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

طالب المجلس الأوروبي،بوجوب وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري، وقال "على إسرائيل أن تتوقف فوراً".
كما قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في مؤتمر صحافي مشترك من لندن مع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن إسرائيل تخرق القانون الدولي بشكل ممنهج في غزة. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا "أقوى عندما يتحدان"، مضيفاً "تحالفنا مع بريطانيا الآن حاجة ضرورية".

"الوضع الإنساني غير مقبول"
من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية "ندعم السلطة الفلسطينية بشكل كامل". وأضافت "يتعين رفع الحصار عن غزة، وأن يتم إدخال المساعدات على الفور، فالوضع الإنساني غير مقبول". بدوره، وصف ستارمر الوضع في غزة بأنه "غير محتمل". أتت هذه التصريحات بعدما أبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقا جديدا للتعاون الأمني والدفاعي، وذلك خلال قمة مهمة في لندن.

شعور بـ"الصدمة"
وعبّر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، عن شعوره بالصدمة إزاء ما يحدث في قطاع غزة من تجويع للمدنيين وقصف متكرر للمستشفيات. وطالب كوستا، عبر منصة "إكس"، الحكومة الإسرائيلية برفع الحصار عن غزة "الآن"، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. ووصف رئيس المجلس الأوروبي الوضع في غزة بأنه "مأساة إنسانية، حيث يتعرض شعب للسحق على يد قوة عسكرية، القانون الدولي يتم انتهاكه بشكل متكرر".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,