تسابق شركة أمبريكس للتكنولوجيا المعاصرة (CATL)، أكبر مُصنّع لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، الزمن لتعزيز مكانتها في سوق الطاقة الخضراء، بالتزامن مع اقتراب موعد إدراجها المرتقب في بورصة هونغ كونغ، في خطوة يُتوقع أن تكون الأكبر في المدينة منذ عام 2021. وتسعى الشركة الصينية العملاقة، التي تتخذ من مدينة نينغده في مقاطعة فوجيان مقراً لها، إلى جمع ما يصل إلى 5.3 مليار دولار من الطرح العام الأولي، بما في ذلك خيارات زيادة رأس المال، وذلك ضمن خطة توسع طموحة تتجاوز مجرد تصنيع البطاريات، بحسب تقرير نشره موقع "scmp" واطلعت عليه "سيريا ستار تايمز".

وفي إطار مساعيها لتنويع أعمالها، أطلقت "أمبريكس" العام الماضي شركة تابعة تحمل اسم "CharGo"، متخصصة في تطوير روبوتات شحن وتخزين متنقلة للسيارات الكهربائية. وتهدف هذه التقنية إلى تلبية الطلب المتزايد على الشحن في المناطق التي تفتقر إلى بنية تحتية كافية، حيث يمكن للسائقين حجز الروبوت عبر تطبيق على الهاتف الذكي لتزويد سياراتهم بالطاقة. وقال كيفن شو، الرئيس التنفيذي لشركة CharGo، في مقابلة حديثة، إن الشركة الأم لا تسعى فقط لأن تُعرف كمصنّع للبطاريات، بل تطمح إلى أن تصبح رائدة في مجال الطاقة الجديدة، من خلال بناء نظام بيئي متكامل للطاقة يشمل الإنتاج والتخزين والتحويل. وتخطط "CharGo" لنشر ما بين 5000 و15000 وحدة شحن روبوتية في غضون عامين، بدءاً من أكثر من 100 مدينة في الصين، تمهيداً للتوسع نحو الأسواق الخارجية في جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا بحلول عام 2026. ويُتوقع أن تبلغ قيمة سوق شحن السيارات الكهربائية المتنقلة في الصين نحو 6.9 مليار دولار بحلول 2030. وفيما حافظ قطاع بطاريات السيارات الكهربائية على مكانته كمصدر رئيسي للإيرادات بنسبة 70% في 2024، توسعت "أمبريكس" في مجالات أخرى مثل أنظمة تخزين الطاقة التي شكلت 16% من الإيرادات. وعلى الرغم من تراجع إيرادات الشركة بنسبة 9.7% بفعل انخفاض أسعار الليثيوم، إلا أن صافي الأرباح ارتفع بنسبة 15% إلى 50.8 مليار يوان. كما استثمرت "أمبريكس" في عدة قطاعات متصلة، منها شركات سيارات وشحن بطاريات وتخزين الطاقة، إضافة إلى شبكات كهربائية منخفضة الانبعاثات. وتعمل الشركة بالتعاون مع "ساينوبك" و"Nio" لإنشاء شبكة شحن وتبديل بطاريات تغطي أنحاء الصين. بهذه الخطوات، تضع "أمبريكس" نفسها في قلب التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، مستندة إلى طموحات تتجاوز مجرد تصنيع البطاريات، وتستهدف بناء بنية تحتية متكاملة للطاقة المستدامة.