سيريا ستار تايمز

موسكو تحاول كسب الوقت للمماطلة في محادثات السلام و الجيش الأوكراني ما زال يحاول اختراق الحدود الروسية


اتّهم فولوديمير زيلينسكي موسكو، بالعمل على "كسب الوقت" لمواصلة الحرب ضد كييف، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفيا مع نظيريه الروسي والأوكراني. وقال زيلينسكي إن "روسيا تحاول العمل على كسب الوقت بغرض المماطلة في محادثات السلام مع أوكرانيا"، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الأوكرانية.
يذكر أن ترامب تحدث هاتفيا أول أمس إلى كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في اسطنبول الجمعة، في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات. لكن روسيا لم تقدّم أي تنازلات سواء بعد محادثات اسطنبول أو في الاتصال الهاتفي مع ترامب، مع مواصلة بوتين رفض مقترح هدنة لمدة ثلاثين يوما تقدّمت به كييف وحلفاؤها الغربيون.

"لا تنازلات"
وأمس، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن ترامب أيضا لم يقدّم أي تنازلات. وقال ترامب إن اتصاله الذي استمر ساعتين مع بوتين، وهو الثالث حتى الآن هذا العام، حقق اختراقا. وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أن الرئيس دونالد ترامب لم يقدّم "أي تنازلات" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رافضا الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا. ويسعى الرئيس الجمهوري للتوصل إلى اتفاق صعب المنال لإنهاء الحرب، تنفيذا لوعده الانتخابي بوضع حد لها في غضون 24 ساعة. لكن بوتين رفض مرة أخرى الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري وغير مشروط، وقال في المقابل إنه مستعد للعمل مع أوكرانيا على "مذكرة" تحدد خريطة طريق محتملة ومواقف مختلفة بشأن إنهاء الحرب.

تقدم روسي على الأرض
وتشعر موسكو بالثقة مع تقدم قواتها في ساحة المعركة واستئناف ترامب الحوار مع بوتين بعد قرابة ثلاث سنوات من تجاهل الغرب لزعيم الكرملين. وصرّح زيلينسكي، أنه ليس لديه تفاصيل بشأن هذه "المذكرة"، لكنه مستعد للنظر في أفكار روسيا. واندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، ودمرت منذ ذلك الحين مساحات شاسعة من شرق البلاد، وباتت تسيطر على حوالي خُمس أراضيها. وتحاول أوكرانيا وأوروبا الضغط على ترامب كي يفرض على موسكو حزمة جديدة ضخمة من العقوبات بعد امتناع بوتين عن التوجه إلى تركيا لمحادثات مباشرة مع زيلينسكي. واتهمت كييف مفاوضي موسكو بتقديم مطالب غير واقعية في محادثات إسطنبول، بما في ذلك المطالبة بالاحتفاظ بمساحات واسعة من الأراضي، وهو ما ترفضه أوكرانيا.

حزمة جديدة من العقوبات على روسيا
وأقر الاتحاد الأوروبي رسميا، أمس، الحزمة السابعة عشرة من العقوبات على موسكو والتي تستهدف 200 سفينة مما يُسمى "أسطول الظل" الروسي، ما أثار غضب روسيا. ورحب زيلينسكي، بالعقوبات الجديدة التي فرضتها بريطانيا والاتحاد الأوروبي على روسيا، وقال إنه "سيكون من الجيد" أن تشارك الولايات المتحدة في هذا المسعى الرامي إلى تشديد الضغط على موسكو. وكتب زيلينسكي على تطبيق "تيليغرام"، بعد تحدثه هاتفيا إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "اليوم، لدينا قرار عقوبات من بريطانيا، وكذلك قرار من الاتحاد الأوروبي، وسيكون من الجيد أن تساعد الولايات المتحدة أيضا".

وأضاف "يستعد شركاؤنا الأوروبيون بالفعل للخطوات التالية في هذا الضغط المهم للغاية على روسيا لإنهاء الحرب". يذكر أن روسيا صمدت في وجه العقوبات وأعادت توجيه إمداداتها الحيوية من النفط والغاز إلى الهند والصين. وألمح ترامب إلى إمكان المضي قدما بانفتاح تجاري كبير على روسيا بعد انتهاء الحرب، إلا أن روبيو شدّد، على أن الرئيس الأميركي لم يقدّم أي تنازلات. وفي إشارة إلى بوتين، قال روبيو "لم يحصل على أي تنازل".

الجيش الروسي يعلن إسقاط 159 طائرة مسيرة أوكرانية.. وكييف تبدأ بإخلاء أكثر من 200 منطقة سكنية في سومي

زار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقاطعة كورسك، في أول زيارة له إلى المقاطعة منذ إعلان تحريرها الكامل من القوات الأوكرانية في 26 أبريل الماضي، حسبما أكد بيان صادر عن الكرملين. وكان بوتين قد زار المقاطعة في مارس الماضي، عقب تنفيذ عملية "بوتوك" بنجاح، وهي العملية التي مكّنت القوات الروسية من التوغل في عمق مواقع القوات الأوكرانية داخل كورسك. كما قام بوتين خلال الزيارة بتفقد موقع بناء محطة كورسك للطاقة النووية-2 في مدينة كورشاتوف.

وخلال الزيارة، عقد الرئيس الروسي اجتماعاً مع ممثلي منظمات المتطوعين، كما التقى القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك، ألكسندر خينشتيين. كما ترأس بوتين، في مدينة كورشاتوف، اجتماعاً مع رؤساء بلديات المقاطعة، وتفقد أعمال بناء محطة الطاقة النووية الجديدة. وقال بوتين خلال الزيارة إن "تدمير نصب الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الأوكرانية يشير إلى أن روسيا تخوض حربا ضد النازيين الجدد". وأضاف بوتين أن الجيش الأوكراني ما زال يحاول اختراق الحدود الروسية. ميدانيا، أعلن الجيش الروسي أنه أسقط 159 طائرة مسيّرة أوكرانية في غضون 12 ساعة في مناطق عدة بعد يومين على اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي والأميركي لم يفض إلى أي إعلان بشأن وقف لإطلاق النار. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن "127 مسيّرة أوكرانية رصدت ودمرت، موضحا أن هذه المسيّرات حاولت خصوصا مهاجمة منطقتي بريانسك وكورسك الروسيتين الحدوديتين. وقد أسقطت 32 مسيرة أخرى بين الساعة الأولى والخامسة ت غ من ، وفق المصدر نفسه. وتطلق أوكرانيا بانتظام مسيّرات باتجاه روسيا ردا على ضربات روسية يومية على أراضيها منذ ثلاث سنوات. بدوره، أعلن الجيش الأوكراني، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 براير 2022، إلى نحو 976 ألفا و780 فردا، من بينهم 980 قتلوا أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأسفر هجوم روسي على موقع تدريب عن مقتل ستة جنود أوكرانيين وإصابة أكثر من عشرة آخرين، وفق ما أعلن الحرس الوطني الأوكراني. وقال الحرس الوطني على فيسبوك "قتل ستة جنود وأصيب أكثر من عشرة آخرين نتيجة الهجوم، أثناء قيامهم بتدريبات في ميدان رماية"، مضيفا أنه تم فتح تحقيق في الحادثة. وأعلنت السلطات الأوكرانية أنها بدأت بإخلاء أكثر من 200 منطقة سكنية في منطقة سومي، الواقعة قرب الحدود مع روسيا. وقال الحاكم العسكري لمنطقة سومي، أوليه هريهوروف، في تصريح للتلفزيون الأوكراني، إنه تم نقل نحو 52 ألف شخص إلى أماكن آمنة حتى الآن، مشيرا إلى أن هذا الرقم يمثل حوالي 60% من إجمالي 86 ألف مدني مشمولين بخطة الإجلاء في تلك المستوطنات. وأضاف هريهوروف: "نقوم بتأمين وسائل النقل والإيواء، إضافة إلى المساعدات الإنسانية والمالية والنفسية"، لكنه لم يحدد موعدا لانتهاء عمليات الإجلاء.

وتتعرض منطقة سومي لهجمات روسية عنيفة منذ عدة أشهر، ويعتبرها خبراء عسكريون أحد الأهداف المحتملة للهجوم الصيفي المرتقب من قبل موسكو. وكان الجيش الروسي هاجم مطلع الأسبوع حافلة صغيرة بواسطة طائرة مسيّرة، وبحسب أوكرانيا كانت مخصصة لنقل المدنيين الأوكرانيين إلى مناطق آمنة ، قرب بلدة بيلوبيليا في منطقة سومي، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص. وأجرت موسكو وكييف محادثات مباشرة هي الأولى بينهما منذ ربيع العام 2022، في اسطنبول الأسبوع الماضي، لكنها لم تفض إلى أي تقدم يذكر على غرار الاتصال الهاتفي بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إنه يتوقع أن تعرض روسيا في "الأيام القليلة المقبلة" شروطها لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، في حين يتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بـ"كسب الوقت". وتطالب كييف بوقف إطلاق نار فوري و"غير مشروط" مدة 30 يوما للسماح بإجراء محادثات سلام، في حين تنطلق موسكو من مبدأ أن المفاوضات يجب أن تجرى بـ"التزامن" مع الأعمال القتالية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,